أظهر المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش واقعية كبيرة اثناء الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس بقاعة الصحافة لملعب 5 جويلية، حيث تطرق بالتفصيل لكل ما يتعلق بالوضع السائد في الكرة الجزائرية، مما لفت الانتباه بأن التقني البوسني يريد تفادي التسرع في مهمته لبناء فريق متكامل. ويبدو أن الظرف الذي جاء فيه حليلوزيتش إلى الجزائر مساعد له كثيرا ما دام أن البنية التحتية للمنتخب الوطني، المتمثلة في مجموعة اللاعبين الموندياليين، لا زالت موجودة، وتعد بالنسبة إليه قاعدة متينة لتطبيق خطة عمله بدون أي تسرع كبير كون الانطلاق في تصفيات كأس العالم 2014 لا زال بعيدا، فضلا عن أن الفاف أبعدت عنه الضغط مؤقتا بما أنها ستتفادى محاسبته لمجرد فشل الخضر في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 ، إلا في حالة ظهور المنتخب الوطني بمستوى ضعيف في مباراتيه القادمتين أمام كل من تانزانيا وإفريقيا الوسطى وقد كان واقعيا لما قال أنه يخشى الإقالة إذا لم ينجح في إيصال الخضر إلى نهائيات هذه المنافسة التي ستنظم مناصفة بين الغابون وغينيا. ضد المدافعين عن اللاعبين المحليين ويبدو بشكل واضح أن حليلوزيتش مطلع جدا على إمكانيات اللاعب الجزائري، وقد بين ذلك من خلال التشخيص الذي قدمه حول الأسباب الحقيقية التي كانت وراء تدني مستوى الفريق الوطني منذ مشاركته في كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا ولخصها في المبارتين ضد إفريقيا الوسطى والمغرب، بل أعطى بعض التفاصيل حول الضعف الذي يشكو منه الخضر، حيث تحدث عن النقص الفادح في الجانب التكتيكي، ويتفق المدرب البوسني في هذا الشأن مع العقلية الجزائرية القائلة أن لاعب كرة القدم في بلدنا يفتقر إلى الثقافة التكتيكية التي يعتبرها البوسني ضرورية لإنشاء قاعدة في اللعب لأي فريق أو منتخب، وبدا حليلوزيتش في هذا السجل غير متحمس لإقحام لاعبي البطولة الوطنية في استراتيجيته على الأقل في المرحلة الأولى التي يشرع فيها لإعادة بناء التشكيلة الوطنية، حتى أنه سارع إلى قطع الطريق أمام المدافعين عن اللاعب المحلي لما قال إن بطولة الجزائر أضعف بكثير من بطولة قطر التي تحول إليها بعض لاعبينا المحترفين في الفترة الأخيرة، وقد يجد حليلوزيتش نفسه مضطرا لاتباع، في هذا المجال، سياسة المدرب الوطني السابق رابح سعدان الذي كان يعطي الأولوية للاعبين المحترفين لتشكيل الفريق الوطني. وفي نظر المدرب البوسني، فإن إعادة بناء أي فريق لا تستدعي الإستغناء بسرعة عن جزء كبير من تعداده، واستخلص أن اتباع هذه السياسة في المنتخب الجزائري قد تحدث له مشاكل كبيرة مع الجمهور الجزائري الذي لا زال متعلقا ومحبا للاعبين الذين أوصلوا الخضر إلى نهائيات كأس العالم 2010 ويعتبر وجودهم في تعداد المنتخب الوطني ضروري في مرحلة التصفيات القادمة. لكن بالمقابل، لن تتوانى الإتحادية في مطالبته للقيام تدريجيا بإيجاد خليفة لكل الكوادر الحالية للفريق الوطني، بما أن تعاقده مع هذه الأخيرة يرمي بالدرجة الأولى إلى إعطاء دم جديد للتشكيلة الوطنية، حيث لم يخف حليلوزيتش أنه انطلق منذ فترة في عملية كشف لاعبين جزائريين ينشطون في البطولة الفرنسية، وذكرت في هذا الشأن بعض المصادر القريبة من الفاف أن التقني البوسني مهتم كثيرا باستقدام المهاجمين المغتربين طافر وابراهيمي، وذهب حليلوزيتش إلى حد القول أنه سيحاول إقناع هذين العنصرين لحمل ألوان الفريق الجزائري لاعتقاده أنهما سيشكلان دعما حقيقيا لهذا الأخير، وهو متأكد من أن انخراطهما في المنتخب الوطني سيساعده على تطبيق الإستراتيجية التي يريد انتهاجها. كأس العالم 2014: فرصة تاريخية لحليلوزيتش وفي نظر كثير من الاختصاصيين الذين لهم دراية كبيرة بشؤون الفريق الوطني، توجد أمام حليلوزيتش فرصة تاريخية لقيادة الخضر إلى نهائيات كأس العالم 2014 وأرجعوا ذلك إلى إعفاء الجزائر من الدور التمهيدي لتصفيات هذه المنافسة العالمية وإلى تواضع مستوى المنتخبات المتواجدة مع المنتخب الوطني في مجموعته، وينبغي فقط على لاعبينا ومدربهم تفادي الإستخفاف بمنافسيهم أو الاعتقاد مسبقا أن المهمة سهلة، وهو ما نبه إليه حليلوزيتش لما قال إن منتخبا مثل مالي ينبغي أن يحسب له ألف حساب، بينما تفادى الحديث عن منتخبات البنين وإيريتيريا ورواندا التي تضمها مجموعة الجزائر. ومما لا شك فيه أن الجمهور الجزائري ينتظر بفارغ الصبر الخرجة القادمة للخضر ضد تانزانيا من اجل اكتشاف طريقة العمل التي ينتهجها المدرب حليلوزيتش.