أصدر مجلس الدولة قرارا يؤكّد من جديد شرعية المؤتمر الاستثنائي لاتحاد الكتاب الجزائريين المنعقد بسكيكدة في نوفمبر2005، مبطلا بذلك كلّ ما سبق من أحكام صدرت في هذا الإطار من مجلس قضاء الجزائر، وذلك بعد أن أعلن الفرع المنشق شهر فيفري الماضي إصدار نفس المجلس قرارا نهائيا يؤكّد بطلان مؤتمر سكيكدة وبالتالي بطلان كل ما ترتب عنه ·
يبدو أنّ لعبة القط والفأر التي طال أمدها بين المتصارعين على تولي زمام الأمور باتحاد الكتاب الجزائريين لن تنتهي، حيث أضيفت لها حلقة جديدة بعد البيان الذي وزّعته أمس الأمانة العامة للاتحاد على الصحافة وحصلت "المساء" على نسخة منه، والذي أكّد بالحرف الواحد أنّ "إنصاف محاكم الدرجة الأولى لمؤتمر سكيكدة المنعقد في 24 ،25 نوفمبر 2005 وتأكيد شرعيته"، دعّمه قرار أخير أصدره مجلس الدولة بتاريخ 8 جانفي 2008 حيث أقرّ من جديد شرعية المؤتمر المذكور وبطلان ما سبق من أحكام على مستوى مجلس قضاء الجزائر باعتبار أنّ الفقرة الأولى من المادة التاسعة من القانون العضوي 98-01 المؤرخ في 30 ماي 98 والمتعلّقة باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله، تنصّ على أنّ مجلس الدولة يفصل إبتدائيا ونهائيا في الطعون المرفوعة ضدّ القرارات التي تصدرها المنظمات المهنية والوطنية· ومن ثمّ - تؤكّد الأمانة العامة في نفس البيان- أنّ كلّ الدعاوى التي رفعت ضد المؤتمر محلّ الجدل "كأنها لم تكن"، مضيفة على لسان رئيسها الجديد يوسف شقرة أنّه ما على الطرف الذي يهمّه الأمر - في إشارة للطرف المنشق الذي يقوده العربي الزبيري- إن أراد ذلك، إلاّ رفع دعوى قضائية جديدة أمام مجلس الدولة · وهي النبرة التي تحمل تحدّيا واضحا للطرف الآخر وثقة ربما اكتسبتها من تأييد وزارة الثقافة التي سعت مؤخرا إلى إصطحاب الأمانة الحالية إلى العديد من التظاهرات الثقافية الدولية كممثل فعلي لاتحاد الكتاب الجزائريين سيما معرض الاسكندرية للكتاب الأخير· هذه الثقة التي كانت غائبة في آخر تصريح أدلى به يوسف شقرة في حوار أجرته معه "المساء" شهر فيفري الماضي - على خلفية البيان الذي أصدره الطرف المنشق مؤكّدا خلاله صدور قرار عن مجلس الدولة يقرّ بعدم شرعية مؤتمر سكيكدة - وأكّد شقرة أنّ أمانته مستعدة للامتثال لقرار العدالة، ليأتي اليوم بقرار جديد ينسف به القرار الأول، لكن الأمر غير المفهوم كيف أنّ الطرف المنشق أقرّ في فيفري الماضي أنّ مجلس الدولة أقرّ بحكم نهائي بطلان شرعية المؤتمر أمام صمت شقرة ورفقائه الذين كانوا ينتظرون تطبيق القرار، ليأتي هذا الأخير اليوم ويصدر بيانا يؤكّد فيه صدور قرار عن نفس الهيئة مؤرّخ في 8 جانفي الفارط يؤكّد شرعية المؤتمر، ويؤكّد البيان أن الأمانة العامة للاتحاد تبقى متمسّكة بشرعيتها وخدمتها للثقافة الوطنية في ظلّ المطالبة بوحدة الاتحاد وعدم الاحتكام إلى ما يعطل دوره وأهدافه · يذكر أنّ الصراع بين الطرفين يعود الى سحب الثقة من الرئيس السابق للاتحاد عز الدين ميهوبي من طرف الجهة المنشقة بقيادة الزبيري، لينادي ميهوبي بمؤتمر استثنائي بسكيكدة وينتخب عبد العزيز غرمول خلفا له -الذي رمى المنشفة شهر فيفري الفارط ورحل - ، ويطعن الطرف المنشق في شرعية هذا المؤتمر وما ترتب عنه ···ليبدأ مسلسل التراشق بالبيانات والتصريحات ·