المواهب الجزائرية إذا وجدت الرعاية فإنها تؤكد أنها مبدعة إلى حدّ التفوق، ومن هذه المواهب التي استطاعت أن تحقق نجاحا باهرا، الممثل الجزائري المقيم فرنسا رمزي بديا والذي بدأ حياته الفنية على مسارح باريس في الطابع الفكاهي فنجح وأبهر الأسماع وأمتع العيون. رمزي بديا، ابن مدينة وهران، رحل إلى فرنسا في سن الطفولة (14عشر سنة) وهو الآن مقيم في فرنسا وعمره 39 سنة، عشق التمثيل وعمل على تقديم الوصلات الفردية إلى غاية التقائه بالممثل الفكاهي إريك جودور، حيث كونا ثنائيا تحت اسم ''إيريك إي رمزي'' وقد اشتهر هذا الثنائي على موجات الأثير الإذاعية، وبعدها في التلفزيون، حيث شاركا في فقرات كوميدية ضمن برامج التسلية العائلية ومنها انتقلا إلى تجربة المسرح. بديا تخصص في تقمص دور الأبله الريفي الساذج في المدينة، معتقدا أنه يؤدي أدوارا بطولية، حسب مايرويه لصديقه، يعيشها في المدينة الكبيرة. أدى الرواج المسرحي إلى اهتمام السينما بهذا الثنائي اللامع مما جعل شركة منتجة تعرض على الثنائي كتابة سيناريو مستوحى من روح المغامرات التي تخصص الثنائي في سردها، وهكذا ولد مشروع ''ليهب برج مونبارناس'' المتضمن مواقف بطولية يختبرها اثنان من رجال الإطفاء. نجح الفيلم الذي جذب الجمهور العريض المحب للثنائي واستمتع بمشاهدة جودور وبديا في زي رجال إطفاء، وأسفر نجاح هذا الفليم عن إنتاج أعمال سينمائية أخرى من تأليف وإخراج وبطولة السنمائي أحدثها ''شرطة الدولة'' والتي يؤدي فيه بديا دور شخصية أذكى مفتش شرطة في الجزائر يرسل إلى فرنسا ليتعاون مع رجال الأمن الفرنسي في حل قضية غامضة، كما انتقل رمزي بديا من هذا اللون الفكاهي إلى الدراما الفردية، في أفلام فرنسية كفيلم ''سادة'' و''رياح عكسية'' ورغم اختطاف السينما لرمزي بديا إلا أنه يعد مشروعا مسرحيا فكاهيا جديدا مع شركة إيريك جودور من المتوقع أن يتم عرضه الخريف القادم بباريس: هكذا حقق فوزي بديا نجاحا كبيرا في المسرح والسينما.