بدل الدعوة إلى الأمن والسلم والأخوة التي عقدها الإسلام بين المسلمين وأكّدها اللّه سبحانه وتعالى في كتابه العزيز إنما المؤمنون إخوة حتى في حال النزاع والخصومة فهي أخوة مثبتة بينهم، وفي ذات الوقت فاللّه يأمر بالإصلاح والصلح فاصلحوا ذات بينكم ولم يكفّر مؤمنا ولم يبح سفك دمه لأنه غفور عفو رحيم· إلا أننا في أيامنا هذه نسمع على منابر اعلامية من يبيح سفك الدماء ويصدر فتاوي تحلّل ما حرمه اللّه من هدر دم المسلمين بدعوى أنها جهاد أو محاربة للأمم المتحدة، والأولى لمن أصدر هذه الفتوى أن يصدرها ضد رافعي الراية الصهيونية التي انتهك أصحابها حرمات الأقصى ومسرى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فنحن في الجزائر والحمد للّه لا ترفرف راية الصهاينة فوق ربوعنا، وعندما حاربنا الكفار الفرنسيين لم يصدر هؤلاء المتفقهين فتاوي تدعو لمحاربتهم وقتالهم رغم أن الجزائر وقتها كانت دار جهاد، أي ثقافة هذه التي تضلّل الناس وتحاول تحريفهم عن دينهم وتأمرهم بايقاظ الفتنة وإراقة الدماء وكأنما مقر الأممالمتحدة في الجزائر ليس بها دول العالم الاسلامي مجتمعة، أي ثقافة هذه التي تنصب العداء للإنسانية بدل أن تحدّد العدو الحقيقي وغزة محاصرة بسور باطنه عذاب وظاهره عذاب وأدعياء الدين والجهاد يحاولون تصدير الموت ومعها تأشيرة التكفير لدول وشعوب مسلمة أثبتت عبر التاريخ جدارتها بالإسلام وتمسكها به رغم البأساء والضراء التي مستها من الاستعمار الاستيطاني الذي حاول اقتلاعها ولم ينجح، لهؤلاء المضللين الضالين نقول لهم الكافر بيّن والمسلم بيّن وساحات الجهاد والاستشهاد فسيحة رحبة من المغاور والكهوف والفتاوي المضلّلة·