جددت إيران، أمس، دعوتها إلى فتح حوار بين السلطات السورية والمعارضة للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة التي تعصف بسوريا منذ منتصف شهر مارس الماضي إثر اندلاع الحركة الاحتجاجية في عديد مدن البلاد للمطالبة بإصلاحات جذرية وبإسقاط النظام. وقال حسن غاشغافي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن بلاده ''متأكدة بأن الشعب والحكومة السورية قادرين على التوصل إلى تسوية لأازمة عن طريق الحوار وبعيدا عن كل أنواع العنف''. وتطالب طهران الحليف التقليدي لدمشق منذ اندلاع الأزمة في سوريا إلى تبني أسلوب الحوار من أجل تفادي انهيار نظام الرئيس بشار الأسد الذي يبقى من أهم حلفاء طهران في المنطقة. ولكن إيران، التي أبدت مخاوف من انهيار النظام السوري، لم تعرب عن موقف يدين أعمال العنف في هذا البلد على نقيض المواقف التي أبدتها من الثورات الشعبية التي شهدتها بلدان عربية أخرى وأدت إلى إسقاط الأنظمة فيها على غرار تونس ومصر وليبيا. وهو ما جعل المسؤول الإيراني يجدد اتهام بلاده للدول الغربية وإسرائيل بالوقوف وراء الأزمة التي تعصف بسوريا منددا بكل أشكال الإثارة الخارجية في هذا البلد وخاصة من قبل الصهاينة والأمريكيين الذين قال بأنهم ''يسعون إلى إضعاف المقاومة ضد إسرائيل''. وعلى نقيض الموقف الإيراني فإن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل-ثاني اعتبر أن الحركة الاحتجاجية المناهضة لنظام بشار الأسد لن تضعف رغم عمليات القمع الدامية ضد المتظاهرين، وقال في تصريح صحفي، أمس، إن ''القتل أصبح يوميا ولكن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه''، وأضاف بأن ''السؤال هو معرفة كيفية الخروج من هذا الانسداد الداخلي في سوريا''. مقابل ذلك، أفاد ناشط حقوقي سوري، أمس، بأن شخصين قتلا في حمص وسط البلاد خلال عملية أمنية فيما دخلت قوات عسكرية وأمنية مدينة حماة بوسط سوريا وأطلقت النيران بكثافة من الأسلحة الثقيلة. وأكد عمر ادلبي المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا أنّ ''قوات الأمن اقتحمت حي الخالدية في مدينة حمص وأطلقت النار مما أسفر عن مقتل شخصين''، كما ذكر بأن ''أكثر من 30 آلية عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة وسط إطلاق كثيف للنيران''، ويأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصا بينهم امرأة خلال عمليات أمنية وعسكرية في سوريا، التي أعلنت بدورها عن مقتل ستة عسكريين من بينهم ضابط وثلاثة مدنيين في كمين نصبته مجموعة مسلحة. وكان الجيش الشورى غادر حماة أحد مراكز الاحتجاجات ضد النظام السوري في العاشر من أوت الماضي بعد أن قام بعملية عسكرية واسعة بهدف ''القضاء على العصابات الإرهابية المسلحة'' التي تتهمها السلطات بتأجيج الاحتجاجات.