تم التوقيع أمس، بالجزائر، على اتفاقي إطار في مجالي الدبلوماسية والرياضة بين الجزائر والأرجنتين، ويأتي هذا التوقيع تتويجا لأشغال الدورة الرابعة للجنة المختلطة الجزائرية الأرجنتينية التي افتتحت أول أمس، تحت رئاسة كل من الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله والكاتب الأرجنتيني للتجارة والعلاقات الاقتصادية الدولية السيد ألفريدوشيارديا· ويشمل الاتفاق في المجال الديبلوماسي على برامج تبادل الخبرات والزيارات بين المعهد الوطني للدبلوماسية والعلاقات الدولية والأكاديمية الدبلوماسية الأرجنتينية لاسيما من أجل تعزيز الشراكة الدبلوماسية بين البلدين من خلال منح دراسات وتنظيم ملتقيات ومؤتمرات· أما الاتفاق الموقع في المجال الرياضي الذي يعد أول اتفاق بين البلدين في هذا المجال يضم مختلف محاور تطوير الشراكة الرياضية للفترة 2008 -2010 كما يقنن اللجنة الرياضية المشتركة الجزائرية الأرجنتينية المقرر عقد اجتماعها في أواخر السنة الجارية لتسطير أجندة النشاطات لعام 2009 · ويحتوي الاتفاق على رزنامة تشمل برامج تكوين وتربصات وتبادل الخبرات الأرجنتينية في مجال صيانة الهياكل الرياضية علاوة على تظاهرات رياضية مشتركة· ومن جهة أخرى تم التوقيع على محضر يضم مجمل آفاق الشراكة والتعاون المستقبلية في مجالات أخرى بين البلدين· وأكدت السيدة بن جاب الله بهذه المناسبة عزم الجانب الجزائري على العمل من أجل انعقاد اجتماع اللجنة المشتركة العلمية الجزائرية الأرجنتينية في سبتمبر المقبل ببوينس أيرس التي ستناقش سبل تطوير الشراكة في عدة مجالات منها الطب النووي والبيوتكنولوجيا ومكافحة التصحر وإنتاج الحليب· كما أضافت أن مجريات لقاء الجزائر تبرهن على "الطابع الممتاز" الذي يميز العلاقات التي تجمع بين البلدين وأيضا الشراكة الجزائرية الأرجنتينية معبّرة عن ارتياحها للنتائج "الواعدة" التي توصلت إليها هذه الدورة والتي فتحت -كما قالت- "أفق جديدة للتعاون"· وأعربت الوزيرة عن ارتياحها للتعاون بين الجزائر والأرجنتين في المجالين النووي والفضائي معتبرة إياه "نموذجا للتعاون جنوب جنوب"· وأشارت السيدة بن جاب الله في كلمة بمناسبة الافتتاح الرسمي لأشغال الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية الأرجنتينية إلى إنشاء لجنة علمية مختلطة بين البلدين مكلفة بتحديد وتكوين فرق بحث ذات مستوى عالي وإعداد وإنجاز مشاريع بحث تطويري في مجالات ذات اهتمام مشترك كاستعمال النووي في الصحة ومكافحة التصحر والبيوتكنولوجيا وإنتاج الحليب· وأوضحت الوزيرة أن العلاقات السياسية بين الجزائر والأرجنتين تعرف "توطيدا وتعزيزا مستمرين" وذلك كما أضافت "بفضل إرادة الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وكارولس نيستور دوكرشنير" · وبخصوص أشغال الدورة الرابعة للجنة المشتركة أكدت السيدة جاب الله أنها ستفيد "لتثمين أحسن وبشكل مستمر لما شيدنا معا مند عقود دون إقصاء أي ميدان للتعاون" مبرزة الطابع التكاملي لاقتصادي البلدين· كما جددت الوزيرة استعداد الجزائر لتوسيع مجال التعاون مع الأرجنتين إلى "قطاعات جديدة بما يسمح تحويل حقيقي للمهارة والتجارب وكذا تثمين الثروة البشرية خدمة لتنمية البلدين"· وذكرت السيدة جاب الله بالإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها الجزائر من أجل "تطور متناسق" وذلك بتجنيد حجم استثماري معتبر لإنجاز مخطط دعم النمو الاقتصادي الذي بادر به رئيس الجمهورية· وتطرقت الوزيرة في هذا الصدد إلى الاستراتيجيات الوطنية التي تخص عدة قطاعات منها تهيئة الإقليم والصناعة والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي والفلاحة والأشغال العمومية والسياحة والصحة والتي تتطلب تجنيد القدرات الوطنية واللجوء إلى التعاون مع شركاء يملكون مهارة وتحكم في التكنولوجي ومن جهته حيا السيد شيارديا هذه الدورة مؤكدا على ضرورة "توسيع التعاون" بين الجزائر وبلده إلى مجالات جديدة وهذا كما أوضح ب "العمل سويا" على تجسيد مشاريع وبرامج طموحة من خلال إبرام اتفاقيات من شأنها تعزيز وتوطيد هذا التعاون، كما أشاد في سياق آخر بدعم الجزائر وموقفها تجاه الأرجنتين فيما يخص قضية جزر المالوين· وأكد المسؤول الأرجنتيني أن الجزائر من "أهم الأسواق في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط" معتبرا أن مجالات التعاون بين البلدين "متعددة وواسعة" · كما أنه لم يستبعد أن تصبح الجزائر في المستقبل من الدول الممونة للغاز والفوسفات والأسمدة الفلاحية للأرجنتين، مؤكدا على إمكانية التعاون بين البلدين في مجال تكنولوجية استعمال الغاز كوقود للسيارات· وأعرب السيد ألفريدوشيارديا عن "ثقة" الأرجنتين في القدرات التي تتمتع بها الجزائر مؤكدا رغبة بلاده في تعزيز التعاون الثنائي في المجال النووي لأغراض صحية وعلمية· للتذكير أنشئت اللجنة المشتركة الجزائرية الأرجنتينية سنة 1984 في إطار اتفاق تم توقيعه من طرف حكومتي البلدين، وعقدت آخر دورة لذات اللجنة سنة 2003 بالعاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس·