تستضيف عاصمة الزيانيين ابتداء من أول أمس والى غاية الاربعاء المقبل،كلا من ولايات الجزائر العاصمة وتيبازة والبليدة وهذا لمواصلة الاحتفال بعرسها الجميل: ''تظاهرة تلمسان، عاصمة الثقافة الاسلامية''، حيث تحتضن دار الثقافة عبدالقادر علولة، النشاطات المبرمجة بهذه المناسبة والتي تمس المجال الثقافي والفني والحرفي لولايات الوسط. وفي هذا السياق، انطلقت الفعاليات على وقع أنغام الزرنة التي أضفت على الجو الكثير من البهجة والسرور. وأكدت مديرة الثقافة للجزائر العاصمة ل''المساء''أن الهدف من تنظيم مثل هذا النشاط يكمن في إشراك ولايات الجزائر باكملها في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية بجانب الدول الاجنبية والشقيقة التي تشارك بدورها في هذه الفعاليات. وأضافت بديعة ساطور أن العاصمة تشارك بالعديد من النشاطات من بينها معرض للنحاس واخر للجلد وثالث للفخار علاوة على الحلي والمطرزات التي تسلط الضوء على عراقة تراث وثقافة المنطقة وكذا تنظيم العروض الموسيقية والمحاضرات حول الفنون التشكيلية و الأفلام. من جهته، أكد السيد أحمد عياش مدير الثقافة لولاية البليدة ل''المساء''، أن مدينة الورود تشتهر في طابع موسيقي تشترك فيه مع تلمسان ألا وهو الطابع الموسيقي الاندلسي الذي كان حاضرا في حفل افتتاح هذه الفعاليات،بالإضافة الى اشتهارها بطابع الانشاد والدليل على ذلك ظفر ستة منشدين من المنطقة بجوائز مسابقة الانشاد بدولة قطر. وأضاف المتحدث أن البليدة تشارك ايضا بمعرض للخط العربي يستمد جذوره من القرآن الكريم علاوة على معارض اخرى للحلويات والفن التشكيلي مستطردا قوله أن البليدة تضم فنانة ذات سمعة دولية ألا وهي الفنانة باية محي الدين، بالمقابل طالب عياش من الجمعيات الفنية الثقافية المحلية ان تساعده في الكشف عن فناني المنطقة. وتم خلال حفل الافتتاح تقديم العديد من الوصلات الغنائية، والبداية مع الجوق الجهوي ولاية الجزائر بقيادة الماسيترو زروق مقداد وغناء لامية معديني وهانية بختي، اما وصلة البليدة فكانت من تنشيط اعضاء من الجوق الولائي للبليدة ومن جمعيات مختلفة مثل:نجمة،ادب وفن،الجنادية ورياض الاندلس وغناء كل من سيد علي بن قرقورة وسليمة خروبي،في حين قدمت فرقة اندلسية من تيبازة وصلتها الغنائية بهذه المناسبة. جولة بين معارض العاصمة والبليدة وتيبازة: من خلال جولتها بين معارض الجزائر العاصمة، تيبازة والبليدة، التقت ''المساء'' بعض المشاركين في هذه التظاهرة من الولايات الثلاث والبداية بولاية البليدة حيث تحدثت مع بعض الفنانين التشكيليين المشاركين وهم الفنان ملاويط عبد اللطيف، الفنان علامي محمد، الفنانة بن براهم أوريدة والفنان قوارية جمال. وقال ملاويط ل''المساء''أنه ابى الا ان يشارك بلوحاته العشر في مجال الخط العربي رغم مرضه الشديد أنه قدم إلى التظاهرة بامكانياته الخاصة لانه لم يكن مبرمجا، مضيفا أنه رفض ان يبيع لوحاته إلى خليجيين لانه يريد ان يرى الجمهور الجزائري اعماله التي ظلت لسنوات عديدة حبيسة منزله وفي هذا يتمنى ان يتلقى المساعدة من السلطات الخاصة لكي يواصل مسيرته الابداعية متحديا بذلك مرضه. من جهته،قال علاوي محمد الفنان التشكيلي ورئيس جمعية فسيفساء ل''المساء''،أنه يشارك في هذه الفعاليات بلوحات مختلفة المواضيع مشيرا في السياق نفسه إلى الصعوبات التي تواجهها جمعيته في شق طريقها مثل عدم توفرها على مقر الا انها ما تزال تقاوم المد والجزر الى حين،بينما تشارك الفنانة بن براهم أوريدة بلوحتين الأولى للحامة في سنوات الثلاثينات وكذا مكان موجود بالبليدة وهذا باستعمالها لتقنيات عديدة. غير بعيد عن هؤلاء الفنانين، فنان تشكيلي آخر قدم من البليدة وشارك بعشرين لوحة الا وهو قوارية جمال الذي تحدث ل''المساء'' عن مواضيع لوحاته وكذا عن التقنيات المستعملة،فذكر انه في لوحة رسم فيضانات باب الواد وقسم لوحته الى قسمين، القسم الأول اطلق عليه اسم الحياة حيث عبر فيه عن تعاضد السلطات والمواطنين في انقاذ الأرواح خلال الطوفان في حين عنون القسم الثاني من لوحته بالموت وهو ما حدث للكثيرين في ذاك اليوم المشؤوم،كما رسم جمال لوحات اخرى تتناول مواضيع عديدة مثل نضال الامير عبد القادر،الامومة،القرآن وغيرها. جولة في الجزائر العاصمة: وفي جناح العاصمة توقفنا عند الفنان عدمان سعيد المتخصص في صنع التحف النحاسية،فقال ان قصته مع النحاس تستمر منذ تسع وثلاثون سنة حيث تعلم هذه الحرفة على يد أحد التونسيين وهاهو اليوم يبتغي تعليمها الى ابناء بلده ولكنه لا يتوفر على الامكانيات اللازمة لذلك،فهل سيجد المساعدة لتحقيق حلمه هذا؟. صنع التحف النحاسية ليس بالأمر السهل فهو يتطلب حسب محدثنا الصبر وبالأخص الى الحب فلا يمكن ان ينجح ايا كان في عمله من دون ان يحبه، حتى شراء التحف النحاسية لم يعد كم كان في السابق بفعل غلائه الذي يعود بدوره الى غلاء الكيلوغرام من النحاس الذي يصل الى ألف دينار فأصبح منتشرا بين العائلات التي حافظت على تقليد تزيين منزلها بالادوات النحاسية. أما باشا زهراء التي تعرض ادواتها من مادة الفخار، فقالت ل''المساء''أنها تعمل ضمن مؤسسة عائلية وتهتم بصنع الفخار التقليدي بنفحة عصرية،وتحدثت عن عملها في صنع الفخار فقالت ان هناك من الادوات التي تصنع من الفخار بطريقة يدوية ومن ثم يتم تنظيفها فطبخها ومن ثم تزيينها بالرموز البربرية وهذاعن طريق ريش الماعز،ويتم بعدها طبخها مرى ثانية فثالثة ولكن هذه المرة في منطقة القبائل على نارالخشب. وتمنت زهراء ان تتمكن من تكوين محبي صنع الفخار الا ان هذا يعد من المستحيلات في الوقت الراهن نظرا لقلة الامكانيات،كما اشارت الى صعوبة بيع التحف الفخارية نظرا لسعرها الذي يعود بدوره الى التكاليف الباهظة لصنع تحف بطريقة يدوية. وماذا عن جولتنا في جناح تيبازة؟ تستوقفك في جناح تيبازة،الازياء التقليدية الجميلة التي تعبر عن اصالة المرأة التيبازية، وفي هذا السياق قالت نجار سهيلة، مختصة في تصميم الازياء التقليدية ل''الساء''، أنها تعرض القفطان وثوب غرزة الحساب والكاراكو مشيرة إلى أنه في تيبازة أيضا ترتدي المرأة الكاراكو بالسروال الدائري والقميص المزركش ومحرمة الفتول، بالمقابل أوضحت المتحدثة أن المرأة الشنوية تصنع قفطانها بيديها وكذا الحويك والبرنوس علاوة على رداء السرير الذي يجب ان يكون مصنوعا بالشبيكة. أما عن الطبخ في تيبازة فاغلبه يضم السمك، حسب ما اكدته المتخصصة في الطبخ بن عباس سامية التي حضرت التظاهرة حاملة معها اطباق متنوعة من السمك مثل الحساء بالسمك والجمبري بالسلطة وفواكه البحر وكذا السردين بالمرق وأضافت سامية أن السمك يحتل صدارة الاطباق في تيبازة حتى في رمضان وهذا رغم سعره المرتفع. للإشارة تم أمس ضمن هذه الفعاليات، عرض فيلم وثائقي بدار الثقافة ''عبد القادر علولة'' اعقبها تنظيم محاضرة للاستاذ عبد القادر دعماش حول ''حركية التراث غير المادي بمقر الاذاعة المحلية''، أما الامسية فقد نشطتها فرقة تريانا دالجي، في حين ستشهد الاذاعة اليوم محاضرة حول ''التاريخ الاثري لمنطقتيّ شرشال وتيبازة'' من تنشيط بن صالح عبد القادر، أما سهرة اليوم فسيحييها منشد الشارقة فارس بن زهير بينما يحيي الفنان فريد خوجة حفلا في الموسيقى الاندلسية والفنان محمد وجدي سهرة عصرية والفنان العيد بوشنقة سهرة شعبية.