أعلن وزير التربية الوطنية السيد أبوبكر بن بوزيد أمس بتندوف أنه سيتم اتخاذ عدة إجراءات من أجل تحسين ظروف تمدرس التلاميذ لضمان تحقيق نتائج تربوية أفضل موضحا أنه سيتم اتخاذ جملة من التدابير خلال هذه السنة ''بغرض ترقية ظروف التمدرس وتحقيق نتائج تربوية أحسن خلال الموسم الدراسي الجاري. وأشار الوزير خلال إشرافه على الانطلاق الرسمي للموسم الدراسي الجديد 2011-2012 إلى أنه سيتم تجهيز سائر المؤسسات التربوية بالإعلام الآلي حيث ستمس العملية نحو 25 ألف مؤسسة تربوية. وذكر بن بوزيد بالمناسبة أن الحكومة قررت رفع تسعيرة وجبة الإطعام المدرسي على مستوى المؤسسات التربوية وذلك بغرض الحفاظ على صحة التلاميذ بما يضمن لهم استعدادا أفضل للتمدرس. وجدد الوزير عزم الدولة على السهر من اجل توزيع منحة التمدرس التي اقرها رئيس الجمهورية وكذا الكتاب المدرسي لفائدة التلاميذ المعوزين. وبعد أن شدد على إجبارية المطالعة على مستوى كافة الأطوار التعليمية، أوضح أن المكتبات على مستوى كافة المؤسسات التربوية عبر الوطن سيتم تجهيزها بالكتب التي تتلاءم مع مستوى التلاميذ في كل طور، مضيفا في السياق أن الوزارة خصصت خلال هذه السنة غلافا ماليا يصل إلى 02,1 مليار دينار من اجل تغطية الاحتياجات في هذا المجال. كما تطرق بن بوزيد إلى أهداف التوقيت المدرسي الجديد بالنسبة للطور الابتدائي وكذا البرامج التعليمية الجديدة وتعميم الخدمات الاجتماعية والأنشطة الرياضية بالمؤسسات التعليمية. وقام وزير التربية خلال إشرافه على الانطلاق الرسمي للسنة الدراسية الجديدة بتوزيع حصص من اللوازم المدرسية على المتمدرسين من أبناء العائلات المعوزة وتكريم بعض أساتذة القطاع وذلك قبل أن يقوم بمعاينة عدد من المنشآت التربوية على مستوى عاصمة الولاية التي بلغ عدد التلاميذ اللذين التحقوا بالمؤسسات التعليمية بها حوالي 12389 تلميذ في الأطوار التعليمية الثلاث. ويقدر عدد التلاميذ بالطور الابتدائي بهذه الولاية ب6500 تلميذ موزعين على 23 مؤسسة تعليمية و4582 في الطور المتوسط موزعين على 11 متوسطة إلى جانب 1307 تلميذ بالطور الثانوي موزعين على ثلاث ثانويات. يشرف على التأطير التربوي خلال الموسم الدراسي الحالي ما مجموعه 602 معلم واستاذ منهم 234 معلم في الطور الابتدائي و251 أستاذ في الطور المتوسط فضلا عن 117 أستاذ في الطور الثانوي. وتتوفر جل المدارس الابتدائية بولاية تندوف على مطاعم مدرسية التي توفير وجبات ساخنة لكافة المتمدرسين بهذه المؤسسات التعليمية. وبالعاصمة، حيث التحق أزيد من 700 ألف تلميذ بالمدارس، 11.000 منهم لأول مرة تنقللت ''المساء '' إلى بعض المؤسسات التربوية على مستوى كل من حيدرة، عين النعجة وبوروبة حيث أدى التلاميذ تحية العلم ورددوا النشيد الوطني قبل التحاقهم بالأقسام وهم في أحلى ملابسهم التي زينت ساحات المدارس بأبهى الألوان قبل أن تتوحد ملابسهم بمآزر لن تخرج علن اللونين الأزرق للذكور والوردي للبنات. وبمدرسة الشهيد محمد عامودي الابتدائية ببوروبة بدأ توافد التلاميذ وبعض الأولياء أمام باب المؤسسة قبل الثامنة بكثير، حيث كان التلاميذ الذين يلتحقون بالمدرسة لأول مرة هم من صنع الحدث حيث بدا البعض منهم فرحين متشوقين لاكتشاف أقسامهم الجديدة بينما ظهر على البعض الآخر الخوف والقلق كحال الطفل سامي الذي رفض دخول قسمه دون مرافقة والدته له. نفس أجواء الفرح سجلناها بكل من متوسطة الشهيد محمود منتوري ببوروبة واكمالية الشهيد بوفلاح عبد الله بحيدرة حيث جرى التحاق التلاميذ بأقسامهم الدراسية في ظروف جيدة. وما تجدر بالإشارة إليه خلال جولتنا هو تساؤل التلاميذ فيما بينهم عما يتداول عن توقيت الدراسة الجديد الذي شكل كذلك محور حديث المعلمين وأولياء التلاميذ الذين رحبوا بالإجراءات الجديدة التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية والمتعلقة بتخفيف البرامج وتقليص الحجم الساعي في أقسام الطور الابتدائي إلى حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال بعدما كان التلاميذ يدرسون إلى غاية الساعة الثالثة والنصف أو الرابعة مساء، وهو ما سيفتح المجال حسب بعض المعلمين لبرمجة نشاطات رياضية وثقافية متنوعة قد تسمح باكتشاف مواهب التلاميذ ورعايتها ومرافقة أصحابها في المستقبل. وأشار أستاذ في اللغة العربية بإحدى مدارس العاصمة والمهتم بالشأن التربوي إلى أهمية النهج الذي اتبعته الوزارة في تقسيم برامج التعليم لا سيما بالنسبة لتلاميذ الجدد في الطور الابتدائي حيث وصفه بالمهم، مؤكدا أن مراعاة السن العقلي والتكوين البيولوجي للطفل في هذه المرحلة العمرية قد يثمر عن نتائج أفضل. وبالمناسبة أكدت الكنفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ أن بقاء المتمدرسين في المدارس فترة النشاطات لن يكون إجباريا، حيث سيترك الأمر للتلميذ ووليه من أجل البقاء أو العودة إلى المنزل بالإضافة إلى اختيار نوع النشاط، داعية الأولياء إلى تبني المبادرة وتشجيع أبنائهم على الاندماج في نشاطات الرياضة والفن المسرحي. كما أشارت الكونفدرالية بمناسبة الدخول المدرسي الجديد إلى أنها شاركت الوزارة في تصميم البرامج التنشيطية الموجهة للتلاميذ والتي ستنسق فيها جهود الوزارة الوصية مع وزارتي الرياضة والثقافة مشددة في ذات السياق على ضرورة الاستعانة بالإطارات المؤهلة في مجالي الرياضة والفن من اجل ضمان نقل المعارف الثقافية والتقنيات الرياضية بشكل صحيح للتلاميذ. يذكر أن الكتب المدرسية التي تم طبع 60 مليون منها سيتم توزيعها خلال الأيام الثلاث الأولى من الدخول حسب وزارة التربية الوطنية التي رصدت 40 مليار دينار للدعم المدرسي يستفيد منه أزيد من 3 ملايين تلميذ عبر الوطن.