عقد أمس بمقر بلدية أولاد يعيش بولاية البليدة لقاء جمع المسؤولين المحليين لقطاع التشغيل وممثلي وكالة ''سيرام'' الاسبانية لتدارس السبل الكفيلة بإعطاء دفع للسياسات المحلية للتشغيل. وبهذه المناسبة قدم ممثل وكالة ''سيرام'' الإسبانية السيد رودريغاز أثناء هذا اللقاء الذي يندرج في إطار برنامج التعاون الجزائري الإسباني حول التشغيل الخطوط العريضة للبرنامج الذي عكفت على تحضيره اللجنة الولائية بالاشتراك مع الوكالة الوطنية للتشغيل وذلك بالاستفادة من الخبرة الإسبانية في مجال التشغيل. ومن جهته، ذكر مدير التشغيل بالولاية السيد عيسات أن هذا البرنامج هو ثمرة جهد سنة كاملة من العمل التحضيري والتشاوري مع المسؤولين المحليين والفاعلين في ميدان التشغيل مثل وكالات التنمية المحلية ودعم تشغيل الشباب وتسيير القرض المصغر وكذا الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة ومختلف القطاعات التي لها صلة بالموضوع. وذكر نفس المسؤول أنه تم لدى إعداد هذا البرنامج الذي سيشرع في تجسيده قريبا على أرض الواقع مراعاة خصوصيات كل منطقة على حدة للمساهمة في استحداث أكبر عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة توفر بدورها مناصب شغل لفائدة الشباب البطال. وفي هذا السياق، ذكر مسؤولو بلدية أولاد يعيش أن البلدية التي تعد من بين أكبر البلديات على المستوى الوطني من حيث الكثافة السكانية والتي تعاني من مشكل انتشار النفايات ونقص النظافة تأمل أن تتجه سياسات التشغيل بها نحو استحداث مؤسسات صغيرة تعنى بالتنظيف وجمع النفايات التي أضحت تؤرق مصالح البلدية. وتحصي هذه البلدية يوميا طرح ما يزيد عن 90 طنا من النفايات في الوقت الذي حدد لها طرح كمية لا تزيد عن 40 طنا من النفايات على مستوى مركز الردم التقني للنفايات المتواجد بمدينة الصومعة وهو ما يعني أن 50 طنا المتبقية من النفايات غير متحكم فيها. وأشار المتحدث إلى الآثار السلبية الناجمة عن هذه الوضعية والتي أثرت بدورها على المحيط الذي أضحى يفتقد إلى مساحات خضراء أمام التزايد السكاني والعمراني بها. كما تمحورت أهم الاقتراحات المقدمة من طرف المسؤولين المحليين حول ضرورة استحداث شباك موحد للتشغيل والحرف على مستوى كل بلدية لتمكين الشباب الراغب في استحداث مشاريع مصغرة من الانتقال بكل ارتياح من مصلحة إلى أخرى ومن هيئة لأخرى. كما كانت مسألة إنجاز مساحات جوارية لاحتواء التجارة الموازية التي تنتشر بقوة عبر هذه الجماعة المحلية ومرافقة الشباب الراغب في استحداث مشاريعه الاستثمارية وتدعيم الهياكل العمومية الناشطة على مستوى قطاع التشغيل من ضمن الاقتراحات المرفوعة للمسؤولين على هذا البرنامج. ويذكر أنه تم في إطار التحضير لتطبيق التجربة الإسبانية في مجال التشغيل بولاية البليدة التي اختيرت كولاية نموذجية إلى جانب ولاية عين تيموشنت تنظيم لقاءات تشاورية مع مسؤولي بلديتي البليدة وقرواو وذلك للمرور إلى تجسيد البرنامج المسطر لكل واحدة منهما في الميدان بعدما بلغ هذا الأخير مرحلته الأخيرة.