تتوج الورشة التقنية الجزائرية الاسبانية حول التشغيل التي تختتم اليوم بفندق الأوراسي برسم مخطط للمساعدة التقنية في مجال التشغيل وتسيير سوق الشغل من خلال تبادل الخبرات والاستفادة من التجربة الاسبانية الرائدة في هذا المجال، حيث تعتبر الورشة بداية للتعاون المثمر بين الطرفين خاصة في مجال تكوين اليد العاملة المؤهلة والتوفيق بينها وبين متطلبات الشغل. وتأتي الورشة التي نظمت من قبل وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بالاشتراك مع الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي لمناقشة طرق التعاون والمساعدة التقنية التي يمكن لاسبانيا تقديمها للجزائر وكذا تطوير نظرة شاملة حول القضايا المرتبطة بالتشغيل مثل سياسة التشغيل، تسيير سوق التشغيل، الاستراتيجة المحلية للتشغيل في اسبانيا والتكوين والتشغيل. وفي هذا السياق أوضح وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح أن الورشة تدخل في إطار التعاون الجزائري الاسباني وتبادل التجربة في مجال التشغيل وتكوين الموارد البشرية، مشيرا إلى دور الورشة في رسم السياسات العمومية للتشغيل وتنفيذها خاصة أنها تزامنت مع الإصلاح الشامل للتشغيل الذي تقوم به الجزائر حيث ستستفيد من خبرة اسبانيا التي تمكنت من التحكم في سوق التشغيل ولها تجربة في السياسة الجوارية. كما تعتبر التجربة الاسبانية حسب لوح من التجارب الأكبر نجاعة في أوروبا. وفي هذا السياق أشار ممثل الحكومة إلى أن الطرف الجزائري سيتابع باهتمام كبير مداخلات الخبراء الاسبان خلال الورشة من أجل الخروج بتوصيات تطبق ميدانيا "خاصة أن ملف البطالة أصبح من الملفات ذات البعد الدولي وأن أكبر عدد من البطالين في الجزائر هم من فئة الشباب". واستعرض لوح أمام الطرف الاسباني المخطط الجديد للتشغيل ومحاربة البطالة الذي اعتمدته الجزائر مؤخرا لتحسين كفاءات طالبي العمل وتوفير اليد العاملة المؤهلة مشيرا إلى أن جهاز الإدماج المهني يهدف إلى تنظيم سوق العمل ورفع مستوى عروض العمل وتحسين المؤهلات المهنية ودعم الاستثمار في القطاع الاقتصادي لخلق مناصب شغل دائمة. واعتبر المتحدث على هامش اللقاء أن ترقية الدوائر إلى ولايات منتدبة سيسمح بالتحكم في سوق التشغيل ومحاربة البطالة وذلك من خلال استحداث شباك للوكالة الوطنية للتشغيل والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة في كل ولاية منتدبة. من جهته أوضح الرئيس المدير العام لمؤسسة "سيرام" ومستشار الوزير الاسباني المكلف بالشغل السيد اوريول هومس أن الورشة ستتوج بمخطط للمساعدة التقنية في مجال التشغيل، وهي فرصة لحل المشاكل كالبطالة التي أصبحت مشكل تشترك فيه مختلف البلدان وتجسيد مشروع التعاون بين الطرفين. من جهته أكد السفير الاسباني في الجزائر أن هذه الأخيرة يمكن أن تستفيد من التجربة الاسبانية في العديد من المجالات والتي ستعرضها الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي خاصة في مجال تكوين شبكة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة واعتبر حضور "سيرام" التي تعد مرصدا من المراصد الأوروبية التي تجمع المعلومات وتنشرها في البلدان العربية دليل على الاهتمام المشترك لتجسيد التعاون في مجال التشغيل. وفي سياق متصل أوضح المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل السيد سليم جعلال أن الطرفين قاما بتحضيرات مكثفة لتحديد المواضيع ذات الاهتمام المشترك التي ناقشها الخبراء خلال الورشة، والتي تتعلق أساسا بسياسة التشغيل، إشكالية التكوين في التشغيل والاستراتيجيات المحلية حيث سيقدم الطرف الاسباني مداخلة في هذا الموضوع كون اسبانيا لها تجربة هامة في هذا الميدان، وذكر بالإصلاحات التي عرفتها الوكالة الوطنية للتشغيل والإمكانيات التي استفادت منها لأداء مهامها كتكوين الموارد البشرية.