شهد اللقاء التشاوري حول التنمية المحلية الذي اختتمت أشغاله بتمنراست، أول أمس، مشاركة كبيرة للشباب الذين قدموا من مختلف بلديات هذه الولاية الواقعة في أقصى جنوب البلاد لتقديم انشغالاتهم للسلطات العمومية. شكل التشغيل، التكوين، السكن، الثقافة والرياضة أهم النقاط المشتركة التي ركز عليها الشباب في مداخلاتهم لكنها لم تكن انشغالاتهم الوحيدة إذ أبرز الشباب الجامعيون وإطارات وبطالون الذين أخذوا الكلمة مدى وعيهم السياسي. بالإضافة إلى هذه الانشغالات الأساسية، دعا الشباب السلطات العليا للبلاد إلى وضع ثقتها فيهم وإلى إشراكهم في تسيير شؤون البلاد. وأكد ''شريف'' حائز على ليسانس في الحقوق ''نحن ننتمي إلى هذا الوطن ويجب علينا المساهمة في بنائه''، مضيفا ''يجب على الحكومة أن تثق فينا وفي قدراتنا''. ويشاطره ''مولود''، ''عبد المجيد''، ''علي'' و''محمد'' نفس القناعات إذ يريدون التعبير عن تطلعاتهم وانشغالاتهم بشتى الطرق الممكنة. ويعد أمن الحدود الجنوبية لتمنراست نقطة أخرى اتفق عليها هؤلاء الشباب الذين أبدوا على غرار باقي السكان المحليين التزامهم من أجل ''السيادة الوطنية''، واضعين أنفسهم ''كحصن منيع للجزائر في قلب إفريقيا خاصة في هذه الظروف الإقليمية الصعبة'' حسب أحدهم. ومن ضمن الاقتراحات التي تكررت كثيرا خلال المداخلات منح فرصة للكفاءات المحلية في اعتلاء المناصب العليا للمسؤولية وتسيير شؤونهم المحلية. كما تضمنت اقتراحات المتدخلين خلال هذا اللقاء الذي دام حوالي سبع ساعات تأسيس صناعة منجمية محلية من شأنها أن تثمن حقول الذهب واليورانيوم واستحداث فروع جديدة للتكوين الجامعي والمهني مكيفة مع خصوصيات المنطقة وكذا الاستفادة من الماء الشروب. وتمت المطالبة، من جهة أخرى، بانفتاح أكبر لوسائل الإعلام المحلية خاصة الإذاعة على انشغالات السكان كقناة للتواصل بين السكان والإدارة المحلية. وتأتي الانشغالات والاقتراحات العديدة التي طرحها المتدخلون لتؤكد تلك المطروحة خلال اللقاءين السابقين المنعقدين بتندوف وإليزي. ويتعلق الأمر أساسا بتعزيز إجراءات دعم تربية الإبل وتكييف صيغ السكن مع الخصائص الاجتماعية، الثقافية والهندسية للمنطقة وتحسين التأطير الإداري والطبي وكذا التربوي. وكان لقاء تمنراست الثالث من نوعه بعد لقاءي تندوف وإليزي قد استهل أشغاله باجتماع جمع السيد باباس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي بالسلطات الولائية وكذا ممثلي عاصمة الأهقار بالبرلمان، وكان متبوعا بمداخلة قدمها والي تمنراست حول جهود التنمية المحلية. وتندرج اللقاءات المحلية للتشاور حول التنمية المحلية التي ستتواصل إلى غاية شهر نوفمبر القادم في إطار تفكير وطني عميق حول التنمية المحلية من القاعدة إلى القمة. ويرمي هذا التفكير إلى تكييف أهداف التنمية المحلية مع تطلعات السكان من خلال إضفاء فعالية أكبر على آليات التدخل المالي والتقني للسلطات العمومية. وسيتواصل مسعى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بعقد ست جلسات جهوية ابتداء من نهاية نوفمبر القادم تكون متبوعة، بدورها، بجلسات وطنية حول التنمية المحلية ستعقد يوم 22 ديسمبر القادم بالجزائر العاصمة.