مواطنو إليزي ينتقدون إقصاءهم من التوظيف في قطاع النفط أكد مواطنون وأعيان ولاية ايليزي أمس الأحد على ضرورة ان تستفيد هذه الولاية التي تحتضن اللقاء الثاني حول النقاش الوطني حول التنمية المحلية من الصبغة البترولية الجديدة لصالح التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخلق مناصب الشغل. واجمع مختلف المتدخلين في هذا اللقاء الذي ينظمه المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي على التحول الهام الذي تعرفه ولاية ايليزي التي أصبحت في السنوات الأخيرة قطبا طاقويا جديدا داعين السلطات العمومية إلى اغتنام فرصة هذا التحول لصالح خلق مناصب الشغل وفرص الثروة. وتمحورت أغلب الانشغالات حول التشغيل والتكوين حيث أجمع أغلب المتدخلين على ضرورة انجاز مراكز للتكوين في مجال المحروقات خاصة بمناطق زرزايتين والغار والمرق التي تتوفر على حقول هامة للمحروقات.وفي نفس السياق أعرب بعض الموطنين سيما من فئة الشباب عن تأسفهم لإقصائهم من فرص التشغيل في القطاع النفطي بحجة عدم توفرهم على المؤهلات اللازمة وقال ناصر أحد البطالين في هذا الصدد يمكن ان نتفهم عندما يتعلق الأمر بالمناصب التقنية لكن من غير المقبول إقصاؤنا من منصب كسائق أو عون أمن مع العلم ان العمال الذين يشغلون مثل هذه المناصب يأتون من خارج المنطقة وحمل هذا الشاب الذي ينحدر من إين امناس وكالات المناولة مسؤولية الوضع الذي لا يزال قائما حيث تتكفل هذه الاخيرة بالتوظيف لدى الشركات النفطية.ودعا في هذا الصدد السلطات العمومية وشركة سوناطراك إلى ايجاد حل سريع وعادل للوضع من خلال منح الأولوية لشباب المنطقة كما تمحورت معظم الانشغالات التي عبر عنها الشباب في هذا اللقاء حول العجز الفادح المسجل في مجال هياكل الشباب.ودعا معتز أحد شبان مدينة ايليزي في هذا الصدد إلى تدخل السلطات من أجل دعم النشاطات ذات الصلة بالشباب والرياضة وإنجاز هياكل جديدة لتنشيط الشباب مثل دور الشباب والمراكز الثقافية. كما كان لقطاع الفلاحة نصيب من التدخلات التي ميزت هذا اللقاء حيث أعرب الفلاحون والمربون عن انشغالاتهم سيما المتعلقة بمحدودية الموارد المائية والنفاذ السريع للآبار المستغلة. واقترحوا بالمناسبة الترخيص لهم باستغلال الآبار التي انجزتها الشركات النفطية بالمنطقة. كما أعرب المربون عن انشغالاتهم بشأن نفوق العديد من الإبل بسبب الجفاف الذي تعاني منه المنطقة ودعوا إلى توسيع دعم الدولة إلى تربية الإبل والاستفادة من القرض "الرفيق" بآجال تسديد تصل إلى خمس سنوات. كما تطرق المواطنون وممثلوهم إلى غياب التأطير الطبي والتربوي معتبرين ان هذا المشكل يعتبر السبب في النتائج الدراسية الضعيفة وارتفاع نسبة الرسوب المدرسي في المنطقة فضلا عن العجز في مجال التخصصات الطبية مما يدفع المرضى أحيانا إلى قطع حتى 1000 كلم من أجل الحصول على العلاج.في ذات الصدد تعتبر الخدمة المدنية للأطباء المقيمين في هذه الولاية من الجنوب الكبير الحل الوحيد من أجل القضاء على العجز المسجل في هذا المجال وفي ميدان النقل تناول عديد المتدخلين مشكل السعر المرتفع لتذكرة الطائرة مقترحين استحداث آلية خاصة للنقل الجوي سيما بالنسبة للنقل في الحالات الاستعجالية وقد أعرب المواطنون وممثلو المجتمع المدني لمدينة إليزي تمسكهم التزامهم بالوحدة والسيادة الوطنيتين سيما في الظروف الاقليمية الحالية.في هذا الإطار أكد أحمد زغمة أحد المدراء المتقاعدين وعضو في النقابة الوطنية للسياحة قائلا لطالما كنا وسنظل متمسكين بالوحدة الوطنية وضد أية محاولة ترمي إلى زرع الفرقة بين أبناء الشعب الجزائري سيما مع ما يجري حاليا في أقرب حدودنا كما أكد عديد المتدخلين وممثلو الحركة الجمعوية أعيان وعديد المواطنين العاديين على هذا الالتزام من خلال تصريحاتهم. أما اللقاء الثاني للتشاور الوطني حول التنمية المحلية فقد خصص مجموع أشغاله خلال الصبيحة ووقت كبير من بعد الظهيرة (أكثر من 6 ساعات في المجموع) للاستماع لانشغالات واقتراحات وتطلعات ممثلي المواطنين والحركة الجمعوية المحلية وستتواصل إلى غاية بداية الأمسية باجتماع يضم وفدا عن المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي مع المنتخبين المحليين للمنطقة (المجالس الشعبية البلدية والولائية والبرلمان) قبل أن تختتم باجتماع مع الوالي الذي يقوم بتقديم عرض حول (عمل الادارة المحلية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة).