افتتحت بالقاعة البيضاوية بالعاصمة أمس، أشغال الندوة الوطنية حول السياسة القطاعية للتكفل بالشباب في التكوين المهني، بحضور رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، وأعضاء من الطاقم الحكومي، مما عكس الاهتمام الذي يتم إيلاؤه لفئة الشباب· وأشرف السيد بلخادم على افتتاح الأشغال أمام أكثر من 1500 مشارك وألقى كلمة مقتضبة أبرز فيها أهمية عقد مثل هذه اللقاءات في معالجة مشاكل الشباب، موضحا أن عقدها يُعد امتدادا لندوة الحكومة والولاة التي نظمت العام الماضي حيث طالب الرئيس بوتفليقة خلالها الحكومة باتخاذ تدابير عملية للتكفل بفئة الشباب في جميع النواحي سواء في التمدرس أو التكوين وبخاصة توفير مناصب الشغل وإقحامها في مسيرة التنمية التي تعرفها البلاد· وأكد السيد بلخادم على ضرورة أن تعكس أشغال هذا اللقاء اهتمامات الشباب وأن يعبروا من خلال الورشات على انشغالاتهم· وعرف اليوم الأول من الأشغال التي تدوم ثلاثة أيام إلقاء ممثلي المتربصين لكلمات أكدوا فيها أهمية مثل هذه الاجتماعات في إيصال انشغالاتهم إلى السلطات العليا واقتراح حلول عملية نابعة مباشرة من المعنيين· وأكد المشاركون أن هذه الندوة ستكون بمثابة فضاء للنقاش لوضع آليات تهدف الى تحسين نوعية التكفل بالشباب في مجال التكوين المهني وكذا تحديد آليات لمرافقة الشباب قبل وأثناء وبعد التكوين· كما ستسمح حسبهم بتحديد وتنظيم النشاطات المكملة للجانب البيداغوجي منها المجالات الرياضية والثقافية والبيئة إلى جانب العمل على وضع وسائل وطرق تتعلق بتدعيم آليات الشراكة في مجال التكفل بالشباب· وأوضح المشاركون أن هذا اللقاء الوطني يأتي تتويجا لعدة ندوات محلية وجهوية قصد البحث في الإشكاليات المرتبطة بالشباب في مختلف برامج وأنماط التكوين بغية توفير كفاءات ومهارات مهنية قادرة على المساهمة في التنمية ويد عاملة شابة تستجيب لمتطلبات الاقتصاد الوطني وحاجيات سوق الشغل· وتميز اليوم الأول بمناقشة بعض محاور القطاع لا سيما تطوير وترشيد واستعمال قدرات التكوين المهني لاستقبال أكبر عدد من الشباب الباحثين عن التكوين والإجراءات المعتمدة لتسهيل إلتحاقهم بالتكوين مهما كان مستواهم الدراسي إلى جانب المبادرات المتخذة من قبل القطاع لمرافقة حاملي شهادات التكوين المهني بهدف تحقيق اندماجهم في الحياة المهنية· وشهدت الندوة في يومها الأول تنصيب خمسة ورشات عمل تعني بدارسة آليات مرافقة الشباب قبل وأثناء وبعد التكوين وآليات الشراكة مع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين علاوة على تحديد آليات مشاركة الشباب في كل ما يتعلق بتكوينهم· وتتضمن الورشة الأولى عدة محاور تخص طبيعة النشاطات التي ينبغي تطويرها خاصة في مجال التنشيط، في حين تدرس الورشة الرياضية والثقافية في محيط التكوين المهني من حيث الوسائل الضرورية للتنشيط· وتدرس الورشة الثانية كيفيات ضمان مشاركة فعالة للشباب في المسائل الخاصة بتكوينهم من خلال تحديد طرق تشكيل جمعيات التلاميذ والمشاركة في الحملات التحسيسية والتوعية حول مختلف القضايا التي تهم هذه الفئة من المجتمع· وتخص الورشة الثالثة تحديد المحاور الناجعة حول الشراكة مع المتعاملين والفاعلين الاقتصاديين في تنفيذ النشاطات الخاصة بالمجال البيداغوجي مع تحديد طبيعة الشراكة المعنية بالتكفل بالشباب في القطاع من حيث الاتفاقيات وبروتوكول اتفاق وغيرها ووضع برنامج تعاون يحدد لتحديد مسؤولية كل طرف معني بالتكفل بالشباب وكذا وضع برامج للملتقيات والندوات الخاصة بالشباب في التكوين المهني· وأما عن الآليات لمرافقة الشباب أثناء وبعد مسارهم التكويني فقد خصصت الورشة الرابعة عدة محاور متعلقة بالإعلام والتوجيه وكذا كيفيات المتابعة والمرافقة في إعداد النشاطات والمشاريع المهنية علاوة على التفكير في إعداد تحقيقات خاصة بمستقبل خريجي التكوين المهني· وفي الأخير خصصت ورشة للتطرق للآفات الاجتماعية في أوساط الشباب وكيفيات القضاء عليها وإبراز دور التكوين في محاربة هذه الآفات· وسيتم في اليوم الثاني من هذا اللقاء تقديم عدة مداخلات من قبل ممثلين من عدة قطاعات تتمحور مجملها حول مجال التكفل بالشباب لاسيما في ميدان التكوين· ومن المنتظر أن تخرج الندوة بوثيقة عمل تهدف إلى ترقية وتعزيز الاستراتيجية القطاعية للتكوين المهني في مجال التكفل بالشباب·