حاول مدير الرياضة حسين كنوش في الندوة الصحفية التي عقدها، أمس، بمقر وزارة الشباب والرياضة تقديم صورة حقيقية عن المشاركة الجزائية في الألعاب الإفريفية الأخيرة التي جرت بمابوتو، وسعى بشكل خاص إلى تفادي ربط هذه المشاركة بالنتائج المحصل عليها. بل ذهب إلى حد المطالبة بعدم التقليل من حجم الميداليات التي نالها الجزائريون في تلك الدورة، والكف عن توجيه انتقادات لاذعة للرياضيين خوفا من تحطيم طموحاتهم. وأكد كنوش أنه ليس هناك مجال للمقارنة بين ما حققته الرياضة الجزائرية في الألعاب الإفريقية التي نظمتها بلادنا في 2007 والحصيلة المسجلة في ألعاب مابوتو، ولا يمكن -بالنسبة إليه- الحديث عن تراجع مستوى رياضتنا. موضحا أن المشاركة المتواضعة في الألعاب الإفريقية الأخيرة كانت لها أسباب واضحة، واضعا في المقام الأول التجديد الحاصل في تعداد أغلبية الفروع الرياضية التي شاركت في هذه الالعاب وافتقار عناصرها إلى الخبرة اللازمة للذهاب بعيدا في طموحاتهم، حيث أكد أن بلوغ الكثير منهم الأدوار المتقدمة في السباقات، يؤكد أنه كان ينقصهم بعض الشيء فقط للحصول على ميداليات ذهبية، وقال مدير الرياضة في هذا الشأن إن الجزائر لم تكن البلد الوحيد الذي تراجع مستواه الرياضي في إفريقيا، مشيرا إلى الضعف الكبير الذي ظهر به كل من السنغال ومصر في فروع كانا يفرضان فيها سيطرة مطلقة. بالنسبة لكنوش فإن ''النتائج لم تكن مخيبة في دورة مابوتو بقدر ما هي تبشر بمستقبل واعد للرياضة الجزائرية كون أغلب الرياضيين يعدون من عنصر الشباب وأن إمكانياتهم ستتطور بشكل سريع بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي أصبح يتوفر عليها القطاع في مجال المنشآت التي لها علاقة مباشرة بالتكوين وبالتطوير وبالتنافس الرياضي وأن جاهزية هذه الأخيرة لاستقبال الممارسين الرياضيين تترجم الاستراتيجية الدقيقة التي رسمتها الوزارة من أجل إعداد -في المستقبل القريب- نخبة رياضية حقيقية قادرة على فرض تواجدها في المستوى العالمي. ولأجل كل هذه الأسباب عمدنا إلى أن تكون مشاركتنا في دورة مابوتو بشكل منظم ودقيق يسمح لنا بمعرفة تطلعاتنا في المستقبل''. إلا أن مدير الرياضة أكد أنه لا يمكن إغفال بعض النقائص التي تخللت المشاركة الجزائرية في تلك الألعاب، وذكر بشكل خاص ضعف التأطير الفني لدى بعض المدربين وعدم احترام الرياضيين لحجم التحضيرات أثناء استعداداتهم لدورة مابوتو. غير أن المشاركة الجزائرية في دورة مابوتو سيتم تشخيصها بشكل دقيق بعد الاستماع من طرف الوزارة إلى جميع الاتحاديات الرياضية. وتدخل إلى جانب كنوش كل من المفتش العام للوزارة جعفر يفصح ونائب مدير الرياضة عبد المجيد جباب ومدير التكوين سعيد بوعمرة، حيث أكدوا على أن الوزارة ستستمر في توفير الإمكانيات المادية والبشرية وأن الحصيلة النهائية لهذه المشاركة ستسمح بإعادة النظر في ترتيب أولويات المساعدات المخصصة للاتحاديات التي استفادت حسب منشطي هذه الندوة من تدعيم كلي قبل سفر الرياضيين إلى الموزمبيق، وأوضحوا أن الألعاب الإفريقية التي انتهت ما هي إلا مرحلة في طريق النهوض بالرياضة الجزائرية، ولا يمكن الوقوف فقط عند عدد الميداليات المحصل عليها.