أوضح السيد حسين كنوش، مدير الرياضة بوزارة الشباب والرياضة، أن المشاركة الجزائرية في الألعاب الإفريقية الأخيرة بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو كانت إيجابية بالرغم من فشل الرياضيين الجزائريين في تحقيق النتائج المسطرة، واكتفائهم بالمركز الخامس في ترتيب الفرق المشاركة برصيد 86 ميدالية من بينها 20 ميدالية ذهبية. مع العلم أن الوزارة قد سطرت التتويج ب33 ميدالية ذهبية كهدف رئيسي للمشاركة الجزائرية في الألعاب. وكشف حنكوش لدى تنشيطه ندوة صحفية أمس بمقر وزارة الشباب والرياضة بالعاصمة أن الوفد الجزائري حقق 72 بالمائة من الميداليات التي كان مخططا الظفر بها سابقا، موضحا أن هناك أسبابا غير رياضية وعملا في الكواليس ومؤامرات تقف وراء عدم تحقيق الرياضيين الجزائريين للعديد من الميداليات الذهبية، التي تم استهدافها في المنافسة الإفريقية. وصرح كنوش: "لقد خيطت لنا مؤامرات مفضوحة من أجل حرمان الوفد الجزائري من العديد من الميداليات الذهبية، حيث كان هناك لوبي مصري تونسي في لجنة التحكيم وقف دون تحقيق رياضيينا للعديد من الذهبيات، على غرار ما حدث من مؤامرات تحكيمية في نهائي الملاكمة حيث تم حرمان براهيمي من التتويج لحساب منافسه المصري، رغم أن براهيمي صاحب 19 سنة كان الأحق بإحراز الذهب". "هناك بعض أبناء جلدتنا في لجنة التحكيم وقفوا ضد الجزائر" وأكد كنوش أن جميع من حضر إلى ألعاب مابوتو قد شاهد بأم عينه التواطؤ المفضوح من طرف الكونفيدرالية الإفريقية مع الجانب المصري والتونسي، في المقابل تم حرمان الجزائريين من تتويجات مستحق. وأضاف قائلا: "الظلم التحكيمي كان واضحا، لكن للأسف لم تنصفنا لجنة التحكيم، وهناك جزائريون من بني جلدتنا في لجنة التحكيم الإفريقية شاهدوا كل ما حدث وتواطؤوا مع المصريين والتوانسة ولم يقدموا أي احترازات على قرارات الحكام ووقفوا ضد تألق الرياضة الجزائرية". منحنا الفرصة لأكبر عدد من الرياضيين أما بخصوص بعثة الوفد الجزائري والتي فاقت 200 رياضي، فقد فشلت في تحقيق عدد محترم من الميداليات مقارنة بالوفد التونسي مثلا والذي حقق نتيجة أفضل، بالرغم من أن الوفد كان أقل بكثير بالمقارنة مع الوفد الجزائري، فقد أوضح كنوش في هذا الإطار أن الوزارة كانت أمام حلين، إما المشاركة بوفد كبير ومنح الفرصة لأكبر عدد من الرياضيين للاحتكاك بالمنافسات الإقليمية واكتساب الخبرة اللازمة، أو الاختيار الثاني وهو المشاركة بالرياضيين القادرين على التتويج بالميداليات فقط، وبالتالي تقليص عدد الرياضيين في البعثة، وأمام هذين الخيارين فقد رأت الوزارة أنه من الضروري منح الفرصة للجميع خاصة وأن ألعاب مابوتو ستكون فرصة لهم من أجل الإعداد للمنافسات الإقليمية المقبلة على غرار الألعاب العربية المنتظرة بقطر الشهر المقبل، والألعاب الأولمبية لندن 2012،. وأضاف كنوش أن الجزائر شاركت في مابوتو بقوة في الرياضات الجماعية في صنف الذكور والإناث، وهو الأمر الذي ساهم في رفع عدد أفراد الوفد الجزائري. الحضور النسوي القوي نقطة إيجابية تحسب للجزائر ويعتقد كنوش أن المشاركة الجزائرية بالألعاب الإفريقية الأخيرة حققت الكثير من النقاط الإيجابية، أبرزها التمثيل النسوي القوي، حيث شاركت الجزائر بوفد ضم 122 من الجنس اللطيف أي ما يقدر بحوالي نصف الوفد الجزائري المشارك، وهو الأمر الذي يعتبر خطوة عملاقة في سبيل ترقية الحركة الرياضية النسوية ودعم حضورها في الملتقيات والتظاهرات الخارجية. وأكد كنوش أن التواجد النسوي بمابوتو لم يكن من أجل المشاركة، بل أن المرأة الرياضية الجزائرية برهنت على إماكاناتها وحققت 14 ميدالية خلال المنافسة، وهو الأمر الذي يبشر بمستقبل واعد للرياضة النسوية بالجزائر. استراتيجيتنا تعتمد على التشبيب والنتائج ستأتي مستقبلا من جانبه، كشف جعفر يفصح أن استراتيجية الوزارة تعتمد على أهداف مستقبلية يتم العمل عليها، وبالتالي فإنه لا يجب استعجال قطف الثمار وتحقيق النتائج سريعا، موضحا أن الوزارة اعتمدت على تجديد دماء المنتخبات الوطنية، والرهان على عنصر التشبيب، بدليل أن الوفد الجزائري كان يضم 73 بالمائة من عناصره ممن هم أقل من 19 سنة، وأغلبهم يشارك لأول مرة في تظاهرة من هذا الحجم، وبالتالي فإنه من الضروري عدم تحقيق نتائج كبيرة بمابوتو. كنوش: "الوفد الجزائري ضم أصغر رياضي في الدورة" من جانبه أوضح كنوش أن الوفد الجزائري ضم أصغر رياضي في الدورة ككل، حيث شارك برياضي يبلغ من العمر 14 سنة، وهو ما يؤكد سياسة التشبيب المنتهجة، فضلا على وجود العديد من الرياضيين ممن هم من سن 17، 18، 19 سنة وهو ما يمثل نجاحا للوزارة بغض النظر عن عدد الميداليات المحققة. "لا تذبحوا هؤلاء الشبان ويجب دعمهم للتألق مستقبلا" وانتقد كنوش الانتقادات الكبيرة التي أطلقها الكثيرون عقب المشاركة في ألعاب مابوتو، حيث تم وصف التمثيل الجزائري بالموزمبيق بالكارثي، وشتموا الرياضيين المشاركين بالرغم من أن الكثير منهم يفتقد إلى التجربة الكافية، وقد شارك في ظروف استثنائية، حيث أكد كنوش أن العديد من الصعوبات واجهت الرياضي الجزائري بمابوتو، كغياب المواصلات، وغياب المعلومات الكافية عن توقيت إجراء المنافسات، وهو ما أدى إلى إرهاق نفسي وبدني مضاعف على الرياضيين، خاصة وأن العديد منهم غير معتاد على الأجواء الإفريقية والتي لا تساعد على تحقيق نتائج مرضية، موضحا أن تونس والتي حققت نتيجة ملفتة في مشاركتها بمابوتو كان لها ذلك بطرق ملتوية وعمل كبير خلف الكواليس. "لولا إلغاء بعض الرياضات لحققنا ترتيبا أفضل" وبخصوص تراجع الجزائر قاريا، فبعد أن احتلت وصافة الترتيب القاري خلال النسخة التاسعة من الألعاب الإفريقية بالجزائر سنة 1997، تراجعت الجزائر واحتلت الصف الخامس خلال ألعاب مابوتو، علق كنوش حول هذه النقطة أنه لو لم تلغ بعض الرياضات من ألعاب الموزمبيق على غرار الجمباز، المصارعة الإغريقية ورياضات أخرى لكانت نتائج الجزائر أحسن بكثير وترتيبها ضمن الثلاثة الأوائل. وأكد كنوش أنه مثلا في المصارعة الإغريقية والتي تم حذفها من المنافسة، فالجزائر تملك عدة رياضيين هم أبطال للقارة، ولو تم برمجة المصارعة الإغريقية لحصدنا ميداليات كثيرة في المنافسة، وأضاف المتحدث أن الجزائر حققت مشاركة لا بأس بها من حيث الكم بالنظر إلى العدد المعتبر من حيث الميداليات، حيث تحصلنا على 86 ميدالية في شتى المعادن، ولو تم الترتيب على حساب عدد الميداليات لكانت الجزائر ثالثا في الترتيب العام. "السباحة خيبت الآمال وكانوي تألقت" واعترف السيد كنوش أن بعض الرياضات خيبت الآمال بشكل كبير على غرار السباحة التي لم تقدم الوجه المنتظر منها، وذلك لأسباب تبقى غير معروفة، وفدرالية السباحة مطالبة بتبرير إخفاقها خلال الفترة القليلة المقبلة، كما أكد كنوش أنه يجب عدم إغفال تألق بعض الرياضات على غرار رياضة كانوي والتي حققت أول ميدالية ذهبية للجزائر في هذه الرياضة، رغم حداثة عهد ممارستها بالجزائر، حيث لم تمض سوى 8 أشهر على استحداث هذه المنافسة وطنيا. "نحن في الطريق الصحيح وتألق بعض الرياضات الجزائرية يؤكد ذلك" واعتبر مسؤولو وزراة الشباب والرياضة أن السلطات ماضية في إستراتيجيتها المنتهجة التي تعمل على المدى البعيد، وأكدوا أن الرياضة الجزائرية تسير في الطريق الصحيح حاليا، والتألق الكبير لبعض الرياضات يؤكد ذلك، على غرار النتائج الإيجابية لكرة الطائرة في كأس إفريقيا، وتأهل منتخب الغطس إلى البطولة العالمية مؤخرا. وأكد كل من يفصح، كنوش، وبوعرة أن الجزائر تسير بخطى ثابتة لتحقيق التألق في الألعاب الأولمبية المقبلة بلندن الصيف القادم. تغطية: ج. ابراهيم / تصوير سماعين. ج أكد أن جزائريين صوتا لصالح المرشح المصري الوزارة تكشف اللثام عن فشل انتخاب الجزائري بسالم رئيسا للكونفدراليات الإفريقية كشف حسين كنوش، خلال الندوة الصحفية، أمس، عن الأسباب الرئيسية التي حالت دون انتخاب الجزائري بسالم كرئيس للكونفدراليات الإفريقية، وفوز المصري أحمد فولي بالرئاسة، لينهي بذلك احتكار الجزائر لهذا المنصب طوال السنوات الأخيرة. وأوضح كنوش أن عضوين جزائريين من لجنة التصويت منحا صوتيهما للمنافس المصري وتفضيله على بسالم لأسباب لها علاقة بالكواليس. ورفض العضوين الكشف عن الأسباب التي دفعتهما إلى بيع ذمتهما. لكن كنوش أكد أن موقفهما سيحفر في التاريخ وسيبقى وصمة عار في جبينيهما.