بمناسبة تتويج الأديبة والمذيعة الصحفية زهرة بوسكين بجائزة ''القلم الحر'' في مصر على رأس كوكبة من خمسة مبدعين جزائريين، التقت ''المساء'' بها على هامش فعاليات ''القراءة في احتفال''التي احتضنتها سكيكدة، فكان معها هذا الحوار الذي من خلاله راحت تروي رحلتها مع الجوائز العربية ومع الإبداع بمختلف قضاياه. - بداية الحديث سيكون عن تتويجك الأخير بجائزة القلم الحر، فماذا عنه؟ * لقد توجت مؤخرا بجائزة القلم الحر بمصر بعد أن تم اختياري على رأس كوكبة من خمسة مبدعين جزائريين من ضمن 1279 مشارك يمثلون مختلف الدول العربية، وأعتقد أن هذا التتويج ليس تتويجا لي بقدر ما هو تتويج للجزائر وللإبداع الجزائري، خاصة إبداع المرأة الجزائرية التي استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة الإبداعية العربية وحتى العالمية. - وهي ليست المرة الأولى التي تفوز فيها الأديبة زهرة بوسكين بجائزة عربية يعتد بها ثقافيا ولها وزنها، فهل يمكن أن تحدثيننا عن رحلتك مع الجوائز العربية وماذا أضافت لك ولتجربتك؟ * أول جائزة تحصلت عليها كانت جائزة ''سعاد الصباح'' وذلك سنة 2001 بالكويت عن مجموعتي ''الزهرة والسكين''، وكانت فاتحة لنجاحات أخرى وتجارب إبداعية أعتز بها، كما توجت أيضا في لبنان بجائزة ''ناجي نعمان'' عن مجموعتي '' كي لا تغيب الشمس '' و كان ذلك في ,2008 ومؤخرا جائزة القلم الحر، وهذا دون الحديث عن العديد من الجوائز الوطنية مثل جائزة عبد الحميد بن هدوقة وجائزة ثقافة وفنون، وأصارحكم القول إن قلت وبكل تواضع، أن تلك التتويجات تجعلني دوما أشعر بمسؤولية أكبر تجاه الإبداع والكتابة وتجاه القراء، وأعتبرها بداية خطوات أولى لمسيرة لا تزال طويلة وأعتقد أن الأديب كلما توجت اعماله الأدبية بجوائز إلا وتجعله يتحفز أكثر من أجل تحقيق إبداع اكبر. - الأديبة زهرة بوسكين كانت أمينة وطنية لاتحاد الكتاب الجزائريين، فما مدى تأثير هذه التجربة على إبداعك؟ * في الحقيقة هذه التجربة لم تضف شيئا إلى رصيدي الإبداعي، بل جعلتني أدرك تمام الإدراك أن الكتابة هي الأبقى والمبدع الناجح لا يحتاج إلى هيئة تتبناه أو تستغله. لقد خضت التجربة واستقلت من الأمانة الوطنية ومن اتحاد الكتاب كله عن قناعة تامة ومطلقة وبعيدا عن أي تأويل، لأن هذه المؤسسات الثقافية أكل عليها الدهر وانتهت صلاحيتها، فنحن في عصر الرقمنة ولغة الفايس بوك والبقاء دوما للأصلح وللإبداع النقي الذي يرتقي إلى الدرجات العليا... - و هل للعمل الصحفي - باعتبارك صحفية محترفة بإذاعة سكيكدة المحلية - تأثير على كتاباتك؟ * العمل الإذاعي إبداع من نوع آخر يكملني... أحب عملي كثيرا ولي عشق وهوس بالمكروفون لا يمكن تصوره فهو عشقي الأبدي، وأصارحكم إن قلت بأنني أحس أن المستمع مكسب آخر نراهن عليه من خلال مستوى الطرح... مستوى المذيع الذي ترسخه وتكفله الإذاعة الجزائرية ومستوى الطرح للكثير من القضايا في مختلف البرامج... وأجدني أكثر في برنامجي الاجتماعي ''نبض الواقع'' وبرنامجي الأدبي ''مرافئ ثقافية'' الذي استضفت فيه أدباء جزائريين من داخل و خارج الجزائر، أما ''نبض الواقع'' فقد جعلني أتأثر بالكثير من الحالات الاجتماعية لتولد منها نصوص إبداعية، ووظفت العديد منها في روايتي وفي مجموعتي الأخيرة، وبالإضافة الى العمل الإذاعي أكتب في جريدة الحقائق اللندنية ومجلة الرافد بالإمارات ومجلة حيفا لنا بلندن. - جديد الكاتبة زهرة بوسكين؟ * الجديد هو مجموعة قصصية عنوانها ''كي لا تغيب الشمس''، ستصدر بلبنان عن دار ناجي نعمان للفكر والأدب، وأخرى ستصدر عن دار فيسيرا عنوانها'' مسافات الملائكة''، بالإضافة الى عمل آخر أنا بصدد إتمامه حول البرامج الأدبية بالإذاعة الجزائرية، وأشتغل على تجربة أخرى هي '' قراءة في الأبعاد النفسية لرواية جسر للبوح وآخر للحنين'' للأديبة الكبيرة وأمي الروحية زهور ونيسي، بحكم تخصصي أيضا في علم النفس إلى جانب الإعلام. - كلمتك الأخيرة... * شكرا لكم ولجريدة المساء التي احتضنت أيضا العديد من كتاباتي، وأتمنى أن يرقى الإبداع الجزائري دوما الى الأفضل، وألف تحية لكل قراء يومية المساء الغراء ولكل العاملين بها من عمال وإداريين وصحافيين.