تعرف أسعار الماشية، هذه الأيام، ارتفاعا مذهلا قبل شهر من عيد الأضحى المبارك، وتزداد الأسعار ارتفاعا من يوم إلى آخر في أسواق الماشية بالجلفة والأغواط والمدية والمسيلة وعين الدفلى، بالإضافة إلى ظاهرة التهريب التي تطال الماشية وبأعداد كبيرة عبر الحدود الشرقية والغربية. أكدت مصادر ل''المساء''، أن ظاهرة ارتفاع أسعار الماشية في الجزائر يقف وراءها الكثير من الموالين الكبار في الولايات السهبية والهضاب العليا، ممن يتحججون في كل مرة بارتفاع أسعار الأعلاف وكلفة العناية البيطرية والرعي، وحسب المصدر، فإن عملية السمسرة ودخول وسطاء لا علاقة لهم بهذا المجال وراء انتشار هذه الظاهرة. وفي هذا الصدد، قالت مصادر ''المساء''، إن عددا كبيرا من التجار، خاصة بالعاصمة، يقومون بشراء أعداد كبيرة من رؤوس الغنم من الولايات الداخلية، ليتم بيعها لتجار جملة آخرين بأسعار مختلفة ثم إلى تجار طفيليين بالأحياء السكنية بالعاصمة والمدن المجاورة، وهو ما ينتج عنه ارتفاع الأسعار في كل مرة لتصل إلى المواطن بأسعار جد مرتفعة، وهو ما تسبب حسبه في حصول عدم توازن في سوق الماشية. وكشف المصدر أن عدة ولايات داخلية تشهد إنزالا كبيرا من قبل هؤلاء السماسرة تفسره كثرة الشاحنات المحملة بالماشية، خاصة على الطريق الوطني رقم واحد، والقادمة من ولايات المديةوالجلفة والأغواط، وهي الولايات التي تعرف أسواقها انتعاشا كبيرا في مثل هذه المناسبات. وعن أسعار الماشية، كشف محدثنا أنها تتراوح بين 18 و50 ألف دينار في الفترة الحالية في أغلب أسواق الماشية بكل من الجلفة والأغواط والمدية، وهي مرشحة للارتفاع إلى ما بين 30 و60 ألف دينار خلال الأسبوع الذي يسبق العيد بعد تزايد الطلب على الماشية، خاصة في غياب إجراءات تحدد الأسعار، وأضاف المصدر أن عمليات تهريب الماشية عبر الحدود، زادت هي الأخرى من التهاب أسعار الماشية في الجزائر، بسبب شراء المهربين، بالولايات الحدودية الشرقية، أعدادا كبيرة من رؤوس الغنم خاصة من أسواق الجلفة والأغواط والمسيلة لتهريبها إلى تونس، وهو ما أدى إلى قلة المواشي الموجهة للبيع في الأسواق الداخلية. من جهة أخرى، تعكف مصالح حرس الحدود على تشديد الرقابة على الحدود الشرقية والغربية لمنع استفحال ظاهرة التهريب التي تزداد سنويا وأصبحت توازي ظاهرة تهريب المخدرات، خاصة بعد ضبط أعداد كبيرة من المواشي موجهة إلى تونس والمغرب.