الفقيد بشير رويس الذي فقدته الجزائر يوم الأربعاء الماضي كمجاهد والساحة الإعلامية كوزير للإعلام، يعد من بين الوزراء القلائل الذين تحملوا مسؤولية النهوض بقطاعاتهم من خلال تنظيمها وترقيتها والدفع بها إلى الأمام، فبمجرد أن تولى وزارة الإعلام سنة 1984 أثرى الساحة الإعلامية بيوميتين مسائيتين ''المساء'' بالعربية و''أوريزون'' بالفرنسية، وعين على رأس ''المساء'' المرحوم محمد العربي غراس الذي أشرف على ولادة هذا المولود الجديد بواسطة نخبة من الصحافيين اختيروا من مؤسسات الشعب ووكالة الأنباء الجزائرية والوحدة... ونصب على رأسهم الزميل جمال الدين صالحي. وصدر العدد الأول يوم الفاتح من أكتوبر ,1985 وجاء في افتتاحيته التي كتبت بقلم الفقيد بشير رويس: '' إن اليوميتين المسائيتين (المساء) و(أوريزون 2000 ) الموجهتين إلى كل فئات الجمهور، ستساهمان بلا شك في توفير تغطية أوفر لمختلف جوانب الأحداث الوطنية''. و''المساء'' الحالية امتداد لها. ومن الإنجازات والمكاسب التي تحققت أيضا في عهد الفقيد بشير رويس، أن سنة 1988 كانت حافلة بالمكاسب التي جاءت استجابة لحراك الصحافيين في ذلك الوقت، المطالب بتنظيم المسار المهني للصحافيين وتصنيف مناصب العمل بما يسمح للصحافي بالرقي والتدرج في مساره المهني. إضافة إلى السكن والترقيات والزيادة في الأجور. ففي هذه الفترة حصل العديد من الصحافيين على السكن اللائق وإعادة الترتيب المهني والترقية، بناء على جدول تصنيف مناصب العمل وسلم الأجور الجديدين. وحدد سلم 14/ 03 للصحافيين المبتدئين، ولا يزال العمل بهما قائما إلى اليوم مع إدخال بعض التعديلات. ورغم حساسية الفترة التي جاء فيها على رأس وزارة الإعلام والتي شهدت أحداث أكتوبر 1985 وما تبعها من حراك للصحافيين الشباب من خلال حركة الصحافيين والاتحاد الوطني للصحافيين الجزائريين ونقابات المؤسسات الإعلامية، إلا أنه تصرف بحكمة بالغة إلى أن مرت العاصفة بسلام. فرحمة الله عليك أيها المجاهد، لقد حباك الله فضل الجهادين الأصغر والأكبر.