استعرض رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة الياس كباب في هذا الحوار الذي خصه ل''المساء'' السياسة المطبقة من طرف هيئته للنهوض بهذه الرياضة والآفاق المستقبلية للمنتخب الوطني، إلى جانب التحدث عن مشاكل التسيير الصعبة التي تواجه الأندية ووضعيات المسابح التي تستعملها هذه الأخيرة. - تعد اتحاديتكم من بين الفيدراليات الرياضية القليلة التي لم تنظم جمعيتها الانتخابية، فلماذا هذا التأخر المسجل في تجديد هيئاتكم؟ * لقد تأخرنا في القيام بهذه العملية بالاتفاق مع وزارة الشباب والرياضة ولم يكن من السهولة بمكان تنظيم جمعية انتخابية، لأن اتحاديتنا عرفت أوضاعا صعبة، حيث استخلفت في منصب رئاستها العرباوي جاوود الذي فقد ثقة أعضاء الجمعية العامة، وكانت اتحاديتنا خلال فترة تجديد الهيئات الفيدرالية قد انطلقت في تطبيق برنامج له علاقة مباشرة بالمواعيد القريبة التي كانت تنتظر نخبتنا مثل الألعاب الإفريقية الأخيرة التي احتضنتها عاصمة موزمبيق والبطولة العربية للسباحة التي استضافتها الجزائر -مؤخرا فقط-، وأيضا الألعاب العربية التي ستجرى عن قريب بالدوحة، لقد كنا في حاجة إلى استقرار تام في مجال التسيير من أجل تفادي التأثير على الرزنامة الدولية التي كان سباحونا معنيين بها، فضلا عن رغبتنا في البحث عن استرجاع الهدوء والطمأنينة لعائلتنا الكبيرة الموجودة في الرابطات الولائية، وسنستمر في هذا الوضع إلى غاية وصول موعد تجديد كل الهيئات الفيدرالية الذي سيكون بعد ستة أشهر من الآن، لقد سعيت منذ أن توليت تسيير الاتحادية إلى لم شمل عائلة السباحة وحاولت أخذ أراء الجميع من أجل تفادي أي انقسام. سأترشح للانتخابات القادمة - هل ستترشحون للانتخابات القادمة ؟ * بما أنكم طرحتم علي هذا السؤال، يشرفني أن أعطي الأسبقية لجريدتكم، حيث سأكون من بين المترشحين للجمعية الانتخابية القادمة وعلى عائلة السباحة الاختيار بين التغيير أو الاستمرارية، لأننا قطعنا شوطا كبيرا في مجال التسيير العقلاني الذي يرمي إلى تحقيق طموحات السباحة الجزائرية في المستقبل، أنا موجود في منصب الرئاسة منذ ثمانية عشر شهرا ولا بد على أعضاء الجمعية العامة أن يقيموا العمل الذي أنجزته خلال كل هذه الفترة. - تحدثتم عن الاستمرارية، فماذا حققتم في هذا الجانب ؟ * لقد ركزنا على تحقيق هدف معين يتمثل بشكل خاص في تشبيب المنتخب الوطني وانطلقنا بالفعل في هذه العملية، حيث يضم هذا الأخير عناصر شابة وأذكر منها كل من أسامة سحنون البالغ من العمر 19 سنة وعبد القادر عفان، حيث أنهما نالا ميداليات بالألعاب الإفريقية الأخيرة في سباقات التقاطع، وقبل ذلك حقق الأول نتائج مشجعة في المنافسات الوطنية، بينما الثاني حصل على لقب البطولة الوطنية لهذا الموسم. - لكن الفريق الوطني يتضمن سباحين متقدمين في السن، ألا يعد ذلك مخالفا لهذه السياسة ؟ * تقصدون نبيل كباب (27 سنة) وسفيان دايد (28 سنة) اللذين بإمكانهما تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الدولي، ولهذا السبب تفادينا الاستغناء عن خدماتهما، حيث يعتبران قاطرة الفريق الوطني، لأن السباح الدولي قد يستمر في السباحة على أعلى مستوى إلى غاية بلوغه 33 أو 35 سنة إن توفرت لديه -بطبيعة الحال- إرادة كبيرة. بالنسبة للسباحين الشبان المتواجدين ضمن الفريق الوطني، ينبغي عليهم تفادي الغرور وأن يستمروا في بذل المزيد من المجهودات، فقد تأسفت كثيرا لتصريحات والد أحد السباحين الدوليين ادعى فيه أن ابنه لم يتلق أي مقابل مالي، والحقيقة أن هذا السباح دفعت له الهيئة الفيدرالية مستحقاته كاملة فضلا عن أنه يستفيد من تكفل تام من الاتحادية عند خوضه للمنافسات الدولية في الخارج، حيث قبض علاوات كبيرة في أعقاب حصوله على نتائج إيجابية، والحقيقة أن مثل هذا التصريحات أو تدخلات الأولياء هي بمثابة ضغوط كبيرة نعاني منها وبمكانها إعاقة مهمتنا ومشوار السباحين الذين يلقون رعاية كبيرة من الاتحادية التي تنسق في هذا المجال مع مديرية النخبة التابعة لوزارة الشباب والرياضة. لا يمكن مقارنتنا بجنوب إفريقيا - الكثير من الأوساط الرياضية للفرع وحتى الصحافة الرياضية تعتبر حصيلة الفريق الوطني في الألعاب الأفريقية ضعيفة، فماذا تقولون في هذا الشأن ؟ * عكس ما يتردد هنا وهناك، أفضل التأكيد على أن حصيلتنا في دورة مابوتو كانت مقبولة، ونربط ذلك بمعدل عمر عناصرنا الشابة التي لا زالت في صدد البحث عن اكتساب التجربة الدولية مثل مالية مغازي بكوش وفلة بناصر وآمال مليح البالغة من العمر 17 سنة والتي كانت بالنسبة لنا اكتشاف تلك الألعاب، حيث نالت ميداليتين برونزيتين في الفردي خلال سباقات 50 و100 متر على الظهر. البعض ينتقدنا من خلال مقارنة مستوانا بمستوى السباحين الدوليين لجنوب إفريقيا الذين سيطروا على منافسات هذا الفرع في مابوتو، لكن البعض أو الكثير من الرياضيين المهتمين بهذه الرياضة لا يعرفون أن السباحة في جنوب إفريقيا بلغت تطورا كبيرا يضاهي المستوى العالمي بدليل أن عناصر منتخبها في سباق التقاطع فازت على الولاياتالمتحدة التي تعتبر الأولى عالميا في هذا الاختصاص، لقد كنا صرحاء قبل توجهنا إلى الموزمبيق وقلنا إن حظوظنا ستكون ضئيلة في حال تواجد سباحي جنوب إفريقيا وهذا ما حصل بالفعل، حيث لم ننل سوى ثلاث ميداليات. المسابح تطبق تسعيرة غير معقولة وهناك تواطؤ من مديريات الشباب والرياضة - اتحاديتكم واجهت دائما معضلة جاهزية المسابح، إلى أين وصل هذا الوضع ؟ * هذا المشكل في طريق الحل، لكن ليس بصفة نهائية، حيث ننتظر تدشين -عن قريب- مركز تكوين الفرق الوطنية الموجود بالسويدانية، يحتوي على مسبح ذات مواصفات دولية ومرافق رياضية أخرى سترجع بالفائدة على الرياضة الجزائرية في المستقبل، وحاليا نستغل مسبح سوناطراك بحيدرة الذي يتدرب فيه الفريق الوطني إلى جانب حصولنا على حق إجراء التدريبات في مسابح 5 جويلية وأول ماي وباب الزوار والقبة والثانوية الرياضية لدرارية. - هناك بعض الأندية تشتكي من غلاء التسعيرة المطبقة من طرف المسابح، فماذا فعلتم في هذا الشأن ؟ * لقد راسلنا وزارة الشباب والرياضة في هذا الموضوع ونددنا بالتسعيرة المفرطة التي يجبرها مسيرو المسابح العمومية على الأندية لأنه ليس من المعقول أن يدفع النادي أو الرابطة 20 و50 مليون سنتيم سنويا مقابل استغلال رواق واحد وبمعدل ثلاث حصص في الأسبوع لا تتجاوز الواحدة منها ساعة ونصف من التدريبات، يجب على السلطات المحلية أن تأخذ على عاتقها دفع هذه الأموال عوض ترك الأندية تدفع هذا المقابل من اشتراكات الأطفال، هناك مثلا نادي سيدي امحمد، الذي يقوم بعمل يجب التنويه به في مجال التكوين، يعاني من هذا العائق المالي ويشارك بفعالية في منافسات البطولة بالرغم من أن الوصاية أكدت مرارا على ضرورة مساعدة الأندية التي تهتم بالفئات الشابة. - لكن لماذا بعض الأندية الصغيرة ترفض المشاركة في المنافسات الرسمية ؟ * هذا الوضع موجود بالفعل، حيث أن هذه الأندية لا تشارك فحسب في البطولات الوطنية، بل تتحصل في نهاية كل موسم على أرباح مالية كبيرة تصل إلى غاية مليون دينار في السنة وأكثر من ذلك في بعض الأحيان، والغريب أن هذه المبالغ غير مصرح بها، حيث أن هذه الأندية تجد تواطؤا من مديريات الشباب والرياضة وأعطي مثالا على ذلك ما حدث في رابطة الوسط التي كان رئيسها المستقيل محل معاينة تفتيش قامت بها مصالح وزارة الشباب والرياضة التي شككت في تطابق تسييره للأندية المتواجدة تحت إمرة رابطته والمتهمة بتطبيق سياسة غير نزيهة في استعمال المسابح، ولحسن الحظ أنه تم اكتشاف هذه التلاعبات الخطيرة وقد عين فريق جديد على رأس هذه الرابطة يسعى حاليا إلى خلق ديناميكية جديدة في العمل. - إلى أي مدى وصلت سياسة تنظيم الأندية التي تنشط تحت الرابطات التابعة لهيئتكم ؟ ؟؟ لقد وضعنا نظام تسيير جديد للأندية حيز التطبيق، يجبرها على الاستجابة لدفتر شروط يسمح لرياضييها باستغلال مجانا المسابح واختيار التوقيت الزمني المناسب لهم للقيام بالتدريبات التي نسميها بالبيداغوجيا وتجري عادة من الساعة 16 إلى الساعة ,20 وتلزم هذه السياسة الجديدة كل الأندية بالدخول في ديناميكية إعادة تأهيل هياكلها الإدارية قصد الاستجابة إلى التسيير الحديث المطبق حاليا في النوادي العالمية للسباحة، وللأسف الشديد، تقوم بعض الأندية بعملها فقط للحصول على أرباح مالية يتم جنيها عن طريق اشتراكات الأطفال وقد استفحلت هذه الظاهرة بالرغم من التعليمات الصارمة من الوصاية لمكافحتها. - وماذا بخصوص سياسة التكوين ؟ * نحاول تطبيق سياسة جديدة في هذا المجال من خلال توحيد التكوين في المدارس ونعمل في هذا الشأن بالتنسيق مع إطارات بوزارة الشباب والرياضة منهم السيدان رضوان حمداوي وفاتح القندوز المكلفان بالقاعدة إلى جانب المهمة التي كلفنا بها المدرب الوطني كارولي فانتوروس الذي سيتكفل بتنظيم دورات تكوين للمدربين وأيضا السيد ابراهيم أسلون المعد بتأطير المديرين الفنيين التابعين للرابطات الولائية والأندية. - بماذا تريدون إنهاء هذا الحديث ؟ * أستغل تواجدي بجريدة ''المساء'' للرد على بعض الأكاذيب مست إحدى سباحاتنا ويتعلق الأمر بالآنسة خليفاتي، حيث ردد البعض أن الاتحادية أهملتها ولم تقم بواجبها تجاه هذه الرياضية التي كانت تقطن بتونس وهي من أب جزائري وأم تونسية، حيث اختارت بمحض إرادتها حمل ألوان اتحاد الجزائر وساعدناها في الحصول على بطاقة الانخراط في هذا النادي بعدما قررت المشاركة في بعض المنافسات الدولية في الخارج وكنا ندفع تكاليف تنقلاتها وإيوائها في كل من دبي وبرلين وبرشلونة وموناكو وروسيون بفرنسا ولا زلنا إلى حد الآن نتكفل بها من كل الجوانب في مسارها الرياضي، وقد قررنا هذه المرة إشراكها في الألعاب العربية القادمة المقررة بقطر بعدما تأكدنا من مستواها الجيد الذي سمح لها بانتزاع ميداليتين ذهبيتين في البطولة العربية للسباحة التي احتضنتها الجزائر الشهر الفارط.