لا زالت اتحادية الدراجات تعيش على وقع صراعات شخصية، وصلت تداعياتها إلى الاتحاد الدولي للفرع وهو الموضوع الذي ناقشناه مع رئيس الهيئة الفيدرالية رشيد فزوين، الذي تحدث معه أيضا عن آفاق تطور الدراجة الجزائرية. - يعيش فرع الدراجات بالجزائر منذ عدة سنوات على ماضيه المجيد، وقد تراجع مستواه بشكل كبير، فكيف تقيّمون هذا الوضع؟ * فرع الدراجات توقف عن التطور في نهاية السبعينات، حيث عجز كل الأشخاص الذين تسلموا مقاليد الإتحادية على تكوين أبطال كبار على شاكلة حمزة مجيد، درارني وتشانباز وغيرهم من الدراجين الذين تركوا بصماتهم في هذه الرياضة. أظن أن سوء التسيير هو الذي أدى إلى هذه الوضعية المؤسفة وبسببها فقدنا القاعدة، حيث لم نعد نتكلم عن وجود مدارس التكوين في رياضة الدراجات. ''مشكل العتاد يرهن مستقبل الفرع'' - كيف ستعمل اتحاديتكم لإحياء هذه المدارس؟ * الإتحادية تتخبط منذ عدة سنوات في مشاكل العتاد الذي أصبح يرهن مستقبل رياضة الدراجات، حيث نفتقر إلى الدراجات الخاصة بالناشئين، وهذا الأمر لا بد من إيجاد حل جذري. لقد شرعنا لحل هذه المعضلة من خلال إبرام اتفاق مع مؤسسة ''سيكما'' (cycma)، والمتخصصة في صناعة العتاد الرياضي والموجود مقرها بمدينة المة، حيث سنشتري منها 1000 دراجة ونسعى إلى مضاعفة العدد، بفضل المساعدة المالية التي يقدمها لنا الممول الرسمي للإتحادية شركة التأمينات GAMA ومتعاملها الأول ENOSO، المختص في تنظيم دورة فرنسا للدراجات. نعول عليهما وعلى السلطات العمومية لتجسيد هذه العملية. سنوزع هذا العتاد على كل الأطراف التي تريد الإستثمار في رياضة الدراجات. - ما هي نوعية هذه الأطراف؟ * أقصد كل من ستكون له القدرة على إنشاء مدرسة أو هيئة، يكون هدفها الإستثمار في رياضة الدراجات سواء كان نادي، رابطة، جمعية رياضية وحتى بلدية. قمت مؤخرا بجولة عمل بتيموشنت، وقد وافقت السلطات المحلية بهذه الولاية (البلدية والمجلس الشعبي الولائي) بدفع للإتحادية 100 مليون سنتيم، وتبعتهما بنصف هذا المبلغ مديرية الشباب والرياضة لذات الولاية، التي ستسلم لها 400 دراجة ستوزعها الرابطة المحلية على مختلف الفروع الرياضية المعنية بالتنشيط في هذا الفرع. - لا شك أنكم تعملون أيضا على خلق قطب من أجل بعث تطوير الفرع في الجزائر؟ * إنشاء هذا القطب يمر حتما عبر إنشاء الرابطات الولائية وتدعيمها، وقد ساهمت الإتحادية مؤخرا في إنشاء رابطة سطيف التي سيتبعها عن قريب ميلاد رابطتي غرداية وسيدي بلعباس، والهدف من هذه الخطوات هو الحصول على أكبر قاعدة لممارسة رياضة الدراجات. ''الوزارة تولي أهمية كبيرة للفرع'' - وماذا عن المساعدات التي تلقتها هيئتكم من وزارة الشباب والرياضة؟ * تلقى اتحاديتنا اهتماما خاصا من الوزارة الوصية التي منحتنا مبلغ خمسة ملايير سنتيم، نصفه خصصناه لشراء العتاد. وستدعمنا الوزارة عن قريب بمبلغ ملياري سنتيم نخصصه في مجال تسيير المنتخبات الوطنية. هذا الدعم الهام الذي نتلقاه، يؤكد ثقة السلطات العمومية في الإتحادية، لإعادة بعث ممارسة رياضة الدراجات عبر التراب الوطني. - هل فكرتم في بعث دورة الجزائر الدولية؟ * دورة الجزائر الدولية تعد من أكبر إنشغالاتنا، وقريبا سنتفق مع هيئة مختصة في تنظيم مثل هذه المنافسة، ولها تجربة طويلة مع دورة فرنسا. لكن دورة الجزائر ستتجاوز الطابع الرياضي، سنأخذ بعين الإعتبار الجوانب الثقافية والسياحية، وكل ما له صلة بإبراز الصورة الحقيقية للجزائر، ونود أن تشاركنا في هذه العملية كل السلطات الولائية التي تمر عبر ترابها قافلة الدورة. الدورة القادمة لن تكون كسابقاتها، سيما وأن بلادنا أصبحت تمتلك شبكة جديدة من الطرقات، ستزيد في قيمة هذه المنافسة الدولية. - ستكونون بدون شك في حاجة إلى تجربة الدراجين القدامى؟ * ماذا فعل القدامى حتى نستنجد بهم؟ هل تمكنت الإتحاديات السابقة من تكوين أبطال كبار؟ بالنسبة لي تطور رياضة الدراجات بالجزائر توقفت في نهاية السبعينات، ولا بد الآن أن نعمل بأفكار جديدة لبعث الفرع من جديد. لقد تراجعنا كثيرا وتجاوزتنا دول إفريقية كانت أقل شأنا منا في هذه الرياضة، وأخص بالذكر الغابون وإثيوبيا اللذين أصبحا لكل واحد منهما دورة دولية عالمية في الدراجات. ''لا أعترف بوجود معارضة'' - انتخابكم على رأس الإتحادية لا يزال محل جدال في الأوساط الرياضية للفرع، فما هي خلفيات الصراعات القائمة؟ * أولا، أنا أعترف بتواجد معارضة وهو ما يفسر تجاهلي لها، حيث رفضت الرد على كتاباتها في الصحافة. لا أعترف سوى بالمعارضة داخل الجمعية العامة للفرع، في حين أن الأطراف التي تسمي نفسها بالمعارضة، لا تنتسب قانونيا للإتحادية ولا حتى لجمعيتها العامة. فلماذا تريدون أن أتحدث عنها. - لكن هذه الأطراف كانت مسؤولة في السابق عن الإتحادية... * هذه الأطراف خسرت مواقعها داخل الإتحادية في الجمعية العامة الإنتخابية ,2009 ولم تتحمل إلى حد الآن تواجدها خارج الهيئة الفيدرالية. لقد تم انتخابي بطريقة ديمقراطية، وأعتبر نفسي الرئيس الوحيد الذي وضع عهدته في السباق من جديد، حيث أعيد انتخابي منذ شهر. - وقد جاء ذلك بطلب من الهيئة الدولية؟ * هذا صحيح. لأن الهيئة الدولية طلبت منا مطابقة قوانين اتحاديتنا مع قوانينها، وهذا ما فعلناه، لكن دون أن نرضخ لكل شروطها لا سيما في ما سيتعلق بفترة العهدة الإنتخابية التي حددناها بالأربع سنوات، دون أن نضيف عبارة عهدة متجددة، وهو المطلب الذي تجري وراءه هذه الأطراف التي راسلت ولا زالت تراسل إلى حد الآن الإتحاد الدولي للفرع، رغم أن القوانين الأساسية لهذه الأخيرة لا تتضمن مادة تتحدث عن تجديد العهدات وهو ما يبطل ادعاءات هذه الأطراف. لقد استجبت لطلب الإتحاد الدولي من خلال إعادة تنظيم الإنتخابات، حيث أرسلت لها كل محاضر العملية الإنتخابية سواء فيما يتعلق بالإستدعاءات أو ملف الترشيحات، وإذا حدثت مشاكل أخرى فلا أتحمل تبعاتها لأن اتحاديتنا هي الوحيدة في العالم التي تملك هذا النوع من القوانين الخاصة برياضة الدراجات عبر العالم، ولا يمكن للجزائر أن تتعرض لأية عقوبة من الإتحاد الدولي. وأنصح هذه الأطراف التي تراسل الإتحاد الدولي بالتداوي، لأن أي مشكل يجب أن نجد له حلولا هنا في الجزائر وليس في الخارج. - هذه الأطراف تدعي أيضا أنها أقصيت عنوة من الجمعية العامة الحالية. فماذا تردون؟ * تقصدون أعضاء المكتب الذي كان في إتحادية .2006 لقد انهزموا في الجمعية الإنتخابية ,2009 وعوض أن يقدموا احتجاجات إلى لجنة الترشيحات، فضّلوا مراسلة الإتحاد الدولي، وهذا لا يسمح به القانون الداخلي لاتحاديتنا التي فصلتهم من الجمعية العامة لمدة سنتين، مع اقتراح إقصائهم مدى الحياة ويوجد من بينهم المكلف بالإعلام السابق عبد الرحمان ميراوي. هذه المجموعة التي يقودها الرئيس السابق للإتحادية، هي التي ناورت في الجمعية الإنتخابية ,2006 وقد تزامن ذلك مع تطبيق المرسوم الرياضي 45/,05 الذي تم اعتماده بدون أن تحصل الجمعية العامة على النصاب القانوني، ومع ذلك تم إرسال محضر هذه العملية إلى الإتحاد الدولي، والآن نفس الأشخاص أصبحت تعارض تطبيق هذا المرسوم من خلال المراسلات التي تبعثها إلى الإتحاد الدولي. هذا يدل على أن هذه الأطراف لا تبحث سوى عن تحقيق مآربها الشخضية، بل لا يهمها مصلحة الجزائر. - هل تريدون إضافة أشياء أخرى؟ * أريد فقط أن أوضح أنني وجدت الإتحادية التي تسلمت مقاليدها سنة ,2009 في حالة يرثى لها. ولهذا أقول أنني سأخوض معركة حقيقية للرفع من شأن الهيئة الفيدرالية وتطوير الفرع بما تتطلع إليه أوساطه الرياضية.