بدأت الاتهامات التي وجهتها الإدارة الأمريكيةلإيران بالوقوف وراء مخطط لاغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة تأخذ أبعادا دولية وقد يتحول إلى كرة ثلج جارفة ستتحول إلى قضية دولية تزيد في تعكير الأجواء في منطقة الشرق الأوسط. وكان لجوء السلطات السعودية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من اجل إخطار أعضاء مجلس الأمن الدولي بما أسمته ب''المؤامرة الشنيعة'' التي كانت تستهدف عادل الجبير سفيرها بالولاياتالمتحدة خطوة باتجاه التدويل مع كل ما يخفيه ذلك من تطورات لاحقة. ويؤشر قرار الرياض برفع القضية إلى مجلس الأمن أن ملفها مرشح لأن يعرف تطورات لاحقة وبما قد يدخل كل منطقة الخليج في دوامة قبضة حديدية جديدة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران في مرحلة أولى قبل أن تتطور إلى قضية دولية لاحقا. وذكر بيان للبعثة الدبلوماسية السعودية بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية ''أن المؤامرة تعتبر خرقا خطيرا لكل القوانين والمعاهدات الدولية ''وطالب ''بإحالة كل من له علاقة بهذا المخطط على العدالة للاقتصاص منه''. وجاء الموقف السعودي يوما بعد تأكيد العدالة الأمريكية توجيه التهمة لرعيتين إيرانيتين بمحاولة اغتيال السفير السعودي. وأيضا بعد تصريحات متلاحقة لمختلف المسؤولين الأمريكيين الذين أكدوا أنهم لن يسكتوا على مخطط بهذه الخطورة بقناعة أنها انتهاك للسيادة الأمريكية وان إيران يجب أن تدفع ثمن فعلتها هذه المرة. وتصر الحكومة الأمريكية على اتهام إيران بالوقوف وراء مخطط الاغتيال رغم النفي الإيراني المتكرر ووصف طهران للتهم الموجهة إليها بمجرد سيناريو على شاكلة الأفلام الأمريكية. وخرج مرشد الثورة الإيرانية علي خمينائي أمس عن صمته لينفي هو الآخر الاتهامات الأمريكية ووصفها بالمفبركة، مؤكدا أن ''الولاياتالمتحدة افتعلت هذه الأيام قضية ووجهت على أساسها تهما لبعض الإيرانيين واتهامها لإيران بدعم الإرهاب ولكن هذه المؤامرة لن تنجح في عزل الجمهورية الإسلامية''. وتتهم طهرانالولاياتالمتحدة بافتعال هذا السيناريو من اجل زرع الفرقة بين الدول الإسلامية بهدف حماية إسرائيل وفرض عزلة دولية متزايدة على إيران.وقال خمينائي أن الولاياتالمتحدة سعت إلى فرض هذه العزلة ولكنها فشلت في ذلك بل أنها هي التي وجدت نفسها في عزلة دولية. وسبق لمسؤولين إيرانيين أن دعوا السلطات السعودية بمجرد الكشف عن هذا المخطط الثلاثاء الماضي إلى التزام الحذر وعدم الوقوع في فخ هذا السيناريو والانسياق وراء خطة أمريكية الهدف منها التضييق على إيران وإفشال أجواء التقارب التي طبعت المواقف بين الرياضوطهران في المدة الأخيرة.