حوّل بان كي مون إلى مجلس الأمن رسالة شكوى قدمتها كل من طهرانوواشنطن يشكو كل طرف الآخر بخصوص قضية محاولة اغتيال السفير السعودي، فيما تسعى الولاياتالمتحدة لجلب أكبر عدد من الحلفاء ضد إيران. في هذه الأثناء نفت إيران أي لقاء جمع مسؤوليها بنظرائهم الأمريكيين. ودعت الصين إلى التهدئة من أجل الحفاظ على الأمن في الشرق الأوسط. أحال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، على مجلس الأمن الدولي شكوى إيران إزاء الاتهامات الأمريكية لها بشأن اتهامها إيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن عادل الجبير، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتين نسيركي: ''إن الأمين العام بان كي مون أرسل رسالة إيران الاحتجاجية بشأن التهم الأمريكية الموجهة ضد طهران إلى مجلس الأمن الدولي لدراستها''. من جانبها بعثت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، برسالة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون بهذا الشأن قام بتحويلها بدوره إلى الدول الأعضاء بمجلس الأمن، كما اجتمعت معه أمس لمناقشة القضية نفسها. وفي سياق التعبئة الأمريكية ضد إيران، أبلغت واشنطنبيروت، على مرتين، حاجتها لتأييد لبناني لأي مشروع قرار أمريكي لإدانة إيران بالوقوف وراء مخطط اغتيال السفير السعودي لديها. ونقلت صحيفة ''النهار'' اللبنانية عن مسؤول لبناني بارز تسلم المعلومات الأمريكية المتوافرة، ''أن الإدارة الأمريكية تجهد في تأمين حشد دولي ضد إيران لفرض مزيد من العقوبات عليها لجريمة لم ترتكبها''. وكشف مسؤول حكومي أمريكي رفيع المستوى لصحفية ''الوطن'' السعودية، أمس، عن تفاصيل تحرك الولاياتالمتحدة لحشد تأييد دولي لفرض عقوبات اقتصادية على إيران وعزل الحرس الثوري الإيراني وجيش القدس. بالمقابل قالت وكالة ''مهر'' للأنباء الإيرانية إن مسؤولا في بعثة إيرانبالأممالمتحدة نفى أمس وجود اتصالات مباشرة بين طهرانوواشنطن بشأن مزاعم بأن الجمهورية الإسلامية وراء مؤامرة لاغتيال السفير السعودي على الأراضي الأمريكية. وقال علي رضا مير يوسفي، المسؤول الإعلامي في بعثة إيران للوكالة ''لم تجر اتصالات مباشرة بين الدولتين''. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، أول أمس، إنها تجري اتصالات مباشرة مع إيران بشأن المزاعم التي تنفيها طهران. وكان مصدر دبلوماسي أرجنتيني قد قال، أمس، أن مسؤولين سعوديين أخطروا الأرجنتين قبل أربعة أشهر بمؤامرة مزعومة تساندها إيران لقتل السفير السعودي في واشنطن وربما مهاجمة السفارتين السعودية والإسرائيلية في بيونس إيريس. لكن السيناريو الذي قدمته واشنطن لم يلق قبولا عند العديد، فبالإضافة إلى كون إيران رفضت هذه الاتهامات، خرج العديد من الكتاب والصحف الغربية التي انتقدت السيناريو ورأت بأنه مفبرك على غرار الكاتب باتريك كوكبيرن الذي أكد بأن طريقة تنفيذ المؤامرة التي كشفتها الولاياتالمتحدة، وقالت إنها كانت تستهدف اغتيال السفير السعودي في واشنطن، لا تتلاءم مع أساليب المخابرات الإيرانية. وأكد الكاتب في مقال بصحيفة ''ذي إندبندنت'' إن إعلان وزير العدل الأمريكي إيريك هولدر استخدام إيران أفراد عصابات مخدرات مكسيكية لاغتيال السفير عادل الجبير، يكشف عن مؤامرة غريبة تشبه العرض الذي قدمه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول أمام مجلس الأمن عام 2003 وقال فيه إن أمريكا تملك أدلة دامغة على أن العراق يطوّر أسلحة دمار شامل.