السين سيظل عارا لا تغسله أكبر أنهار العالم مجتمعة، وسيظل شبحا يروع فرنسا كلما أطل من التاريخ منذ أن ابتلع في ليلة ظلماء باردة عشرات الجزائريين رموا فيه غدرا على أيد استعمارية مجرمة. هذه الجريمة تؤكد أن باريس ليست فقط عاصمة للنور والثقافة والسياحة والجمال، بل هي أيضا مقبرة جماعية للأحرار والإنسانية التي واجهت ظلم البشر. إن الجريمة أكبر من بابون وزبانيته فهي مخطط وقعته الدولة الفرنسية بخط عريض أحمر وأطلقت العنان لأيدي الطغاة لكتم صوت كل جزائري أعزل صرخ في وجه الظلم والاحتلال. و اليوم لا يكفينا النصب الذي أقيم على ضفتك يا نهر السين كي يتم الاعتذار، بل على الدولة الفرنسية أن تعود لرشدها وللمبادئ التي قامت عليها ثورتها لتقدم الاعتذارات الكاملة بوضوح إن كانت فعلا ثورة تسعى من أجل رفع شأن الإنسانية و الدفاع عنها في مختلف المحافل الدولية.