إسرائيل ظاهرة استعمارية صرفة قائمة على الاغتصاب الاثنين الماضي ، حين امتزج الدم الأحمر بمياه البحر المتوسط انكشفت العنصرية الصهيونية وتجلت عارية أمام الجميع، وتأكد للعالم أجمع أن هذا الكيان العنصري الذي يسمى إسرائيل يعيش خارج نطاق البشرية وبعيداً عن المنظومة الإنسانية، وخارج سياق أي تعامل إنساني، وبجريمتها تلك لم تقتل إسرائيل متضامنين بل قتلت الناس جميعا. بسبب مجزرة ''الحرية'' ... العالم يعيد اكتشاف إسرائيل كيانا قاتلا ومثلما كان ذلك اليوم مشؤوما بالنسبة للمجرمين، كان بردا وسلاما على المنكوبين في قطاع غزة، بعدما ذاقت جنسيات كثيرة من العالم ما يتجرعه الفلسطينيون منذ قرابة الثمانين عاما، أي منذ جرائم عصابات الآرغون والهاغناه وغيرها من فلول الإجرام الصهيوني، وعرف العالم أيضا أن الفلسطينيين لا يشكلون تهديدا لأحد، وإنما هم شعب مقاوم يقاتل ويستشهد من أجل حقوقه، ومن أجل أن يعترف المجتمع البشري، أن الفلسطينيين يريدون أن يكونوا مثل غيرهم من البشر يتمتعون بحقوق الحظيرة الانسانية.أما كيان الاغتصاب والجريمة، فقد عرف العالم أنه دولة قراصنة، وأن ما اكتوى به الفلسطينيون والعرب طول العقود الماضية لم يكن تباكيا مجانيا، بل كان واقعا مؤلما لم يقتنع به العالم الحر ولم يتجرأ على الرد عليه. ولكن بعد مذبحة أسطول الحرية، وبعد جرائم الحصار والقتل والتهجير، وآخر ما هو ماثل للعيان الحصار المضروب على غزة، أصبحت الواقع في صورة أخرى، وبتكثف الوقائع تكثفت الدلالات أيضا، ولا نبالغ حين نقول إنه منذ أن انتكس الجيش الإسرائيلي في العدوان على لبنان صيف ,2006 وأخفق في العدوان البربري على غزة العام الماضي، ثم في مذبحة الحرية، ظلت ''النجم'' الإسرائيلي في نحوس وسمعته في الحضيض، وبعد أن كان في الغرب كيانا مدللا يحظى بالدعم الشعبي قبل الرسمي، ها هو اليوم لا يجد من يجيره إلا فئات قليلة مشبوهة وبعض الحكومات المتصهينة. ويبدو أن جريمة أسطول الحرية كانت القطرة التي أفاضت الكأس ومن خلال ردود الفعل العنيفة عنها، ظهرت كثير من الدلالات، أولها، تمثل في اتساع نطاق صحوة الضمير العالمي على الجريمة الاسرائيلية المتمادية بحق الشعب الفلسطيني خصوصاً والعرب والمسلمين عموماً، وهي صحوة بدأت تؤدي إلى عزلة متزايدة لهذا الاحتلال الاسرائيلي على صعيد الرأي العام العالمي وهو الاحتلال الذي نجح في تصوير نفسه في البداية كضحية أمام جلاد، وليتبين اليوم أنه الجلاد، فيما شعبنا الفلسطيني وأبناء الأمة العربية هم الضحية الدائمة لعنصريته وعنجهيته ومنطقه الاستعماري الاستيطاني. هذه النتيجة أفضت إلى أخرى، وهي اتساع نطاق المشاركة الانسانية في تحمل مسؤولية الانتصار للحق الفلسطيني، وهي مرشحة للتزايد من أقصى الأرض إلى أدناها، وصولا إلى قلب الشرق الأوسط في تركيا وإيران، وصولاً إلى العمق الأفريقي والوجود الإسلامي المتنامي في أوروبا وأمريكا وقارات الدنيا كافة.وهذا الوعي وقعت ترجمته ضيقا متزايدا عربياً وإسلامياً ودولياً من جريمة الحصار على قطاع غزّة الصامدة، وهي جريمة لا تنحصر مسؤوليتها بالاحتلال الاسرائيلي وحده، بل بأنظمة عربية مشاركة في الحصار، أو متواطئة معه، أو صامتة عليه، وهو ضيق تعبّر عنه هذه القوافل المتتالية من البر والبحر التي تحمل في معانيها من المضامين الإنسانية والتحررية أكثر مما تحمله من المواد الإنسانية التي يتوق إليها المحاصرون في قطاع غزة المنكوب. إن اتساع الحركة الإسلامية والعالمية المنتصرة لقضية الشعب الفلسطيني والتي تتجسد في قوافل التضامن ومظاهرات التنديد بالجرائم، ولوائح الاعتقال التي تصدر من حين إلى آخر لاعتقال مجرمي الحرب الإسرائيليين، أو في مئات المتضامنين الأوروبيين والأجانب المشاركين في حملات مواجهة الجدار العنصري والاستيطاني، أو في الآلاف من المشاركين في مؤتمرات وملتقيات ومنتديات انعقدت حول القدس وحق العودة والجولان ودعم المقاومة ونصرة أسرى الاحتلال الاسرائيلي، تأكيد على سلامة النظرة القومية العربية التي أكدت دوماً على تكامل عميق بين العروبة والإسلام، وكما على المضمون العالمي الإنساني لحركة التحرر القومي، كما أن هذا الاتساع هو دعوة لكل القوى الحيّة في العالم لكي تتحمل مسؤولياتها في إطلاق برامج وآليات تحول هذا الانتصار المتزايد لقضايانا إلى قوة فاعلة في عالم اليوم، بل إلى قطب شعبي عالمي كبير يمارس دوره في بناء عالم أكثر عدلاً وأكثر توازناً. قد كان من دلالات الجريمة الإسرائيلية أنه حتى في الولاياتالمتحدة، لم تتخذ إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما موقفا شديد الوضوح في مساندة جريمة إسرائيل، بل طالبت بصيغة مباشرة إلى إنهاء الحصار على غزة، وطالب أوباما المجرم نتانياهو بإجراء تحقيق عاجل وإبلاغه، بالتفاصيل.وبقطع النظر عن التحالف العضوي بين الولاياتالمتحدة ودولة الكيان الغاصب، إلا أن الخلاف بين الجانبين واقع، فإدارة أوباما ليست مرتاحة جدا لتصرفات المتطرف بنيامين نتانياهو، وبعد أن كان من بين شهداء أسطول الحرية مطوع أمريكي، فإن واشنطن لا يجب أن تدس رأسها في التراب، لأن في ذلك صفحة جديدة تواجهها حكومة التطرف لحليفتها وراعيتها الوحيدة. أما في أوروبا فقد علت نبرة التنديد مختلف المنابر، وحتى ألمانيا المقيدة بما يسمى ''وزر الهولوكست'' نطقت واعتبرت الجريمة غير مبررة، بينما طالب الاتحاد الأوروبي برفع الحصار عن غزة وإجراء تحقيق دولي في جريمة أسطول الحرية. وقد كان الموقف الذي أفصح عنه الأمين العام للأمم المتحدة ذا دلالة كبيرة، عندما طالب برفع الحصار فورا عن غزة، وبان كي مون عندما أعلن بيانه كان يستجيب لضمير المجتمع الدولي، وخصوصا المنظمات المدنية التي ضغطت بقوة وغضب شديدين، وتجلى ذلك في المظاهرات التي جابت عواصم أوروبا ومحاولات اقتحام السفارات الإسرائيلية في أكثر من عاصمة. دماء ضحايا ستلاحق اسرائيل إن جل المواقف الدولية المستنكرة للجريمة الإسرائيلية لم تتشكل عبثاً، ولا مجاملة للعرب والفلسطينيين، ولكن لأن إسرائيل دفعتهم دفعاً إلى اتخاذ هذه المواقف السياسية نظرا لتماديها في ممارساتها الاستفزازية.إن الانسانية التي رمتها إسرائيل تحت الأقدام، كما وصفها رئيس الوزراء التركي د رجب طيب أردوغان ستنبذ هذا الكيان وتضعه بدورها تحت الأقدام. وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف قد تبنى بأغلبية ساحقة قرارا يدين إسرائيل ويدعو لإجراء تحقيق دولي في انتهاكات القانون الدولي التي نجمت عن الهجوم على أسطول الحرية.ويعتبر قرار مجلس حقوق الإنسان انتصارا جديدا لشهداء الحرية ولموقف تركيا بالنظر إلى أن بيان مجلس الأمن الدولي حول المجزرة وتحت تأثير الولاياتالمتحدة ترك إمكانية القيام بالتحقيق المطلوب بين أيدي إسرائيل، إلا أن مجلس حقوق الإنسان أكد ضرورة أن يكون التحقيق دوليا وهو ما تصر عليه تركيا، أيضا فإن القرار من شأنه أن يساعد تركيا والدول العربية والإسلامية وأحرار العالم على رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الوطنية في الدول الأوروبية وحتى ملاحقة قادة إسرائيل أمام المحاكم التركية. وحتى الغطاء الأمريكي ودعم اللوبي الصهيوني لم يمنع من فضح الوجه العدواني الحقيقي لإسرائيل أمام العالم، بل إنها باتت بعد مجزرة ''الحرية'' في مواجهة مع الأحرار في كل مكان على الكرة الأرضية، لتصبح بذلك دولة هذا الكيان عارية لا يتوفر لها غطاء إلا جرائمها، كما ستظل دماء ضحاياها تلاحقها في أي مكان حتى تزول نهائيا مثلما زالت من الوجود كيانات مجرمة، تعرفها الانسانية وتذكرها ولكن باللعنات الحارة. الارهاب الصهيوني ..تاريخ أسود انطلق منذ زمن بعيد تعريف الدول يعتمد على ثلاثة شروط اساسية: الاقليم والقاعدة السكانية الى جانب السلطة ''بمفهومها السياسي والدستوري''. غير ان هذا التعريف لا يجد في الواقع اي صدى له مع الحالة ''الاسرائيلية'' فالاقليم محتل ومغتصب، والقاعدة السكانية ''مستوردة'' اي انها اعتمدت على عمليات التهجير المكثف من جنسيات واعراق مختلفة لا يجمع بينهم اي انتماء موحد كما ان السلطة لم تتأسس على ايدي جماعة ''تكنوقراط'' او منظرين سياسيين او زعماء.. هم في النهاية ليسوا سوى رؤساء لعصابات منظمة كانت وسيلتهم ''الجريمة'' لتأسيس كيانهم المصطنع ''اسرائيل.وقد تزامن تأسيس هذه العصابات مع ولادة الحركة الصهيونية العالمية أواخر القرن التاسع عشر. وتعمدت هذه العصابات منذ بداية تأسيسها بناء القوة العسكرية لحماية المشروع الصهيوني التوسعي ودعوة اليهود للهجرة إلى فلسطين والإسراع في إقامة المستعمرات الصهيونية. وقد ترافقت هذه النشأة مع الممارسات الإجرامية الدامية ضد سكان البلاد الأصليين والتي اعتمدت أسلوب الإرهاب كعامل استراتيجي لتحقيق أهدافها العنصرية والتي تتطلب منه الاستعداد الكامل لكل المعارك والهجمات الوحشية التي كانت امتداداً طبيعياً لإجرام سلطات الاحتلال البريطاني المنتدبة على فلسطين آنذاك والتي ارتكبت الكثير من المجازر الجماعية والفردية في مقدمتها مذبحة عتيل عام 1938 ومذبحة الخصاص والعباسية عام 1947 وتفجير فندقي الملك داوود سميرة أميس في القدس وقتل الأبرياء وغيرها من المذابح الإجرامية بالإضافة لتصفية واغتيال القيادات الوطنية والمناضلين .وقد بدأ الغزو الصهيوني مرحلة جديدة عام 1948 بعد انسحاب بريطانيا من فليسطين وتسليمها أراضي واسعة للحركة الصهيونية التي أعلنت قيام دولة اسرائيل. ونشبت في بداية هذه المرحلة حرب فلسطين التي يصطلح على اعتبارها الحرب الأولى في الصراع. وقامت الحركة الصهيونية بطرد حوالي مليون من أبناء فلسطين إلى الأراضي العربية المجاورة تنفيذا لمخططات الاستعمار الاستيطاني التي استهدفت احلال مستعمرين صهاينة حدد محلهم. وشهدت هذه المرحلة أثر ذلك تدفق موجات هجرة من يهود اوروبا أولا ثم من يهود الوطن العربي إلى فلسطين، وبلغ عدد الذين وفدوا حتى عام 1967 حوالي مليونين، فارتفع عدد سكان التجمع الاسرائيلي خلال مرحلة الغزو من ستماية وخمسين ألفا إلى حوالي مليونين ونصف متضاعفا أربع مرات. ومثل هؤلاء حوالي 13 % من اليهود في العالم. وبدأت أثار هذا التغير بالظهور تدريجيا. وقد وضح في هذه المرحلة طابع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني سواء في مفاهيمه العنصرية أو في أساليبه التوسعية. وتجلى أكثر مما تجلى في السياسة الإسرائيلية تجاه عرب فلسطينالمحتلة الذين بقوا في أراضيهم والذين طردوا منها.وجاء قيام اسرائيل بشن حرب عام 1967 ايذانا ببداية مرحلة جديدة في الوجود الصهيوني الاستعماري في فلسطين والوطن العربي. فقد احتلت هذه الحرب، التي هي الحرب الثالثة في الصراع، الضفة الغربية وقطاع غزة من أراضي فلسطين، والجولان من اراضي سوريا، وسيناء، من اراضي مصر. وضاعفت المساحة التي تسيطر عليها أربع مرات.أصبحت اسرائيل تحتل مركزا استراتيجيا بالغ الخطورة. فقد جثمت قواتها على الضفة الشرقية لقناة السويس وساحل سيناء الجنوبي بين البحر المتوسط والبحر الاحمر في مواجهة دلتا النيل وواديه في مصر والسودان. وجثمت قواتها على طول الساحل الغربي لخليج العقبة وفي الجزر التي تتوسط مدخله في مواجهة شبه الجزيرة العربية، وعلى طول غور الاردن من رأس خليج العقبة حتى منابع نهر الاردن في مواجهة الضفة الشرقية للاردن ومن ورائه العراق والخليج، وعلى طول خط بين جبل الشيخ ورأس الناقورة في مواجهة سوريا ولبنان، وعلى طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط من رأس الناقورة حتى رأس العش شمال بورسعيد.احتلت اسرائيل بهذه الحرب القدسالشرقية، وعملت على تهجير مزيد من يهود العالم إليها وإلى الاراضي العربية المحتلة. وشرعت في اقامة مستوطنات لهم في تلك الاراضي.وبدأت تتحدث عن ''اسرائيل الكبرى'' وتحكى عن ''حدود التوراة'' والحدود التاريخية في معرض الحديث عن ''الحدود الدفاعية''. وسيطرت على التجمع الاسرائيلي في هذه المرحلة مشاعر جنون العظمة والتفوق العنصري. كان العالم يشهد في تلك الآونة تحولا في العلاقات التي تحكم دولة. فقد أحدثت سياسة التعايش السلمي في كل من المعسكرين تغيرات هامة. وعمدت القوى الاستعمارية إلى محاولة ضرب حركات التحرر. وجاء عدوان 1967 ليمثل ذروة هذه المحاولات. واشتد الصراع بين الدول النامية والدول الغنية وعمدت اسرائيل إلى خدمة مصالح الدول الاستعمارية وسياساتها في الوطن العربي والعالم الثالث. كما عمدت إلى تقوية تحالفها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبدت اسرائيل من خلال ممارستها تجسيدا لحقيقتها الاستعمارية الفريدة.زفهي ظاهرة استعمارية صرفة قائمة على الاغتصاب. وهي استعمار طائفي ينهض على التعصب الديني وهي استعمار عنصري مطلق بكل ما في العنصرية من استعلاء وتعصب واضطهاد ينطلق من اللون وزعم الشعب المختار. وهي قطعة من الاستعمار الاوروبي عبر البحار. وهي استعمار سكني توطيني. وهي تجسيم للاستعمار المتعدد الأغراض السكني والاستراتيجي والاقتصادي. وهي استعمار توسعي يحلم بمجاله الحيوي. وهي استعمار من الدرجة الأولى والثانية معا بالاصالة والوكالة لحساب الصهيونية العالمية والاستعمار العالمي. على ان أخطر ما يجب أن يوقف عنده في هذا الصدد يتمثل في حريق المسجد الاقصى مثال صريح على عدوان اسرائيل على المقدسات الدينية وعلى الممتلكات الثقافية في الاراضي المحتلة وموجه ضد مشاعر أي انسان يحترم مقدساته وتراثه.في ذلك اليوم المشؤوم تم إحراق المسجد الأقصى المبارك بطريقة لا يمكن لسلطات الاحتلال أن تكون بمنأى عنها، فقد قامت هذه السلطات بقطع المياه عن منطقة الحرم فور ظهور الحريق، وحاولت منع المقدسيين وسيارات الإطفاء التي هرعت من البلديات العربية من الوصول إلى المنطقة والقيام بعملية الإطفاء، وكاد الحريق يلتهم قبة المسجد المبارك لولا حماية الله - سبحانه وتعالى- له، واستماتة المقدسيين الأبرار في عمليات الإطفاء، فقد اندفعوا عبر النطاق الذي ضربته قوات الاحتلال، وتمكنوا من إطفاء الحريق، ومع ذلك فقد أتى الحريق على منبر المسجد وسقوف ثلاثة من أروقته وجزء كبير من سطحه الجنوبي. إعدام الأسرى ..منهجاً وسلوكاً في الجيش الاسرائيلي يعتبر اعدام الأسرى منهجاً وسلوكاً في الجيش الاسرائيلي وان ذلك كان يجري منذ عام 1967 ولكنه تصاعد بشكل واضح خلال الانتفاضة الأخيرة، ويمكن أن نذكر هنا عملية اعدام الأسير مجدي أبو جامع وزميل آخر له عام 1984 على يد ضابط في المخابرات الاسرائيلية بعد القاء القبض عليهما اثر عملية خطف باص 300 في قطاع غزة، وكذلك اعدام الأسرى داخل السجون كما حدث عام 1988 عندما أطلق مدير سجن النقب المدعو ''تسيمح'' الرصاص ومن نقطة الصفر على الأسيرين أسعد الشوا وبسام صمودي وكذلك اطلاق النار من حراس سجن مجدو على الأسير نضال ديب عام 1989 واطلاق النار على الأسير عبد الله محمد أبو محروقة في معتقل أنصار ''''2 عام 1989 وغيرهم. وتشير الدراسات الى ان أكثر من 120 أسيراً فلسطينياً تم قتلهم بعد القاء القبض عليهم على يد الجيش الاسرائيلي والوحدات الخاصة خلال فترة الست سنوات الأخيرة مما يعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وفق كافة القوانين والمواثيق الدولية. وكانت آخر عمليات تصفية واعدام جرت في مخيم جنين يوم 1 / 3 / 2007 عندما قامت وحدة خاصة اسرائيلية باعدام أشرف السعدي ومحمد أبو ناعسة وعلاء بريكي بعد أن تمكنوا من اصابتهم وكان بامكان الجيش الاسرائيلي اعتقالهم لكنهم أعدموهم من مسافة قريبة. ولقيت هذه الجرائم اللانسانية ضوءً أخضر من محكمة العدل العليا الاسرائيلية التي أقرت عام 2002 سياسة التصفيات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي بحجة مكافحة الارهاب وجاء ذلك رداً على التماس قدمه عضو الكنيست محمد بركة ضد سياسة التصفيات.وأكدت شهادات كثير لجنود وصحفيين اسرائليين على قيان الجيش الاسرائيلي بالاعدام للأسرى والمطلوبين ومنها ما ذكر الصحفي الاسرائيلي ''أوري بلاو'' لصحيفة كول هعير عام 2003 بقيام مركز الشاباك الاسرائيلي في منطقة نابلس بقتل اثنين من المطلوبين رغم أن المهمة التي أوكلت للجيش هي الاعتقال فقط. أصبح الضغط على الزناد وقتل الفلسطينيين أمراً سهلاً وفق التعليمات التي يتلقاها الجيش الاسرائيلي. لحظات فارقة في تاريخ الإرهاب الإسرائيلي 1990 - 2010 إذا كانت إسرائيل قد تأسست على أيدي عصابات فإنه من الطبيعي أن يكون تاريخها بمثابة سلسلة متصلة الحلقات من الجرائم منذ 1948 إلى اليوم مع وجود لحظات في ذلك التاريخ الدموي أكثر عنفا وأشد فظاعة.والجريمة في التاريخ الإسرائيلي خيار استراتيجي لحفظ الكيان جاهز للاستخدام كلّما لاحت بوادر قوة في الكفاح الفلسطيني بدليل تصاعد وتيرة المجازر والاغتيالات بالتزامن مع فترات الثورة والانتفاض في صفوف الشعب الفلسطيني.ومن ينسى تلك الصورة الشهيرة التي طافت العالم ولخّصت كنه وماهية دولة اسرائيل ووثقت مشهد جنود إسرائيليين بصدد تكسير عظام طفل فلسطيني أعزل باستخدام حجر كبير؟!.. ويوّثق الباحث نواف الزرو للجرائم الاسرائيلية المرتبطة بالانتفاضة الفلسطينية الأولى التي امتدت من 1987 إلى 1993 مذكّرا بأن المجازر الدموية ضد أطفال ونساء وشيوخ وشبان الشعب الفلسطيني، كانت يومية، وكانت جماعية وفردية على حد سواء، وقد ''وصل عدد الضحايا الفلسطينيين برصاص جنود الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى إلى نحو ألفي شهيد، و120 ألف جريح وأكثر من 120 ألف معتقل وخسائر مادية تقدر بالمليارات. ويورد الباحث عن تقرير فلسطيني أن 455 شهيداً ونحو 76455 جريحاً هم من أبناء قطاع غزة، بينما كان تقرير فلسطيني آخر قد أشار على سبيل المثال إلى أن ممارسات الاحتلال في قطاع غزة خلال الفترة من ,1987 1967 قد أسفرت عن استشهاد 612 فلسطينياً، وإصابة نحو 75 ألف فلسطيني آخر بجروح، بينما تسببت بتشريد نحو 150 ألف فلسطيني''.ويورد عن تقرير آخر ''أن نحو 70 ألف فلسطيني كانوا ضحايا الرصاص المطاطي الإسرائيلي فقط. وتشير الأرقام والمعطيات الواردة أعلاه إلى جرائم الحرب والمجازر الدموية التي اقترفتها دولة الاحتلال بالجملة وعلى مدار الساعة على مدى سنوات الانتفاضة الأولى 87 - ,1993 وذلك علاوة على جرائم الحرب الأخرى المقترفة ضد الأرض والممتلكات والمقدسات والمزروعات الفلسطينية. ومع تطور الزمن وتطور آلة القتل بيد الكيان العنصري الاسرائيلي نما حجم الجريمة التي سجلت تصاعدا مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية المعروفة بانتفاضة الاقصى. وتقول مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان إن العام 2001 يعتبر الأكثر دموية حيث استشهد حوالي 615 مواطناً فلسطينياً بأيدي قوات الاحتلال، وأضافت ''أن أحداث هذا العام تميزت بارتفاع نسبة الشهداء والمصابين حيث بلغ عدد المصابين نحو ثلاثين ألفاً معظم إصاباتهم في المنطقة العلوية من الجسد ما يؤكد إن مطلق النار كان يستهدف القتل وليس المظاهرات كما أن لجوء قوات الاحتلال إلى استخدام أنواع متطورة من السلاح كالمدرعات والصواريخ والطائرات دون وجود دواع حقيقية تهدد حياة جنودها للخطر يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى وجود قرار إسرائيلي وسياسة مبيتة لرفع نسبة القتلى والمصابين بين المواطنين الفلسطينيين''. أما السجل الدامي لعمليات الاغتيالات والتصفيات الميدانية التي نفذتها الوحدات الخاصة المستعربة، ''فرق الموت والإعدام الميداني'' كما عرفت بهذا الاسم لاحقاً، خلال الانتفاضة الأولى يقول نواف الزرو- فطافح بآلاف الممارسات والمقارفات الإجرامية وعمليات الاغتيالات والتصفية الدموية الميدانية بدم بارد. إن الإرهاب الاسرائيلي كان من أسس تكوين الكيان، فمنذ البدايات الأولى للاحتلال ''الإسرائيلي'' أعلن ''موشيه ديان'' وزير الحرب آنذاك معقباً على انتهاج سياسة الاعتقالات والمحاكمات بالجملة: ''سوف تخرج السجون الإسرائيلية معاقين وعجزة يشكلون عبئاً على الشعب الفلسطيني''، وهي السياسة التي انتهجتها تلك الدولة بصورة مكثفة واسعة النطاق خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الأولى 1987 - ,1993 لدرجة أن الاعتقالات الجماعية طالت ما بين 750 - 850 ألف فلسطيني على مدى سنوات 1967 - 1997 وطالت حسب إحصائيات الصليب الأحمر الدولي نحو ثلث الشعب الفلسطيني - عن تقرير لنادي الأسير الفلسطيني صدر في جوان ,''1997 ما دعا اسحق رابين وزير قمع الانتفاضة في حكومة اسحق شامير آنذاك إلى الإعلان أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية ليشدد بمنتهى الوضوح أيضاً على ''أن الانتفاضة هي مواجهة بين كيانين، ودليل ذلك هو العدد الكبير جداً من المعتقلين الفلسطينيين''، مشيراً إلى ''أن حل مثل هذا الصراع لن يكون إلا بواسطة سياسة عسكرية مشتركة''، مؤكداً في ختام كلمته على ''أنه طالما هناك انتفاضة سيبقى كتسيعوت''، مشيراً بذلك إلى معسكرات الاعتقالات الجماعية للفلسطينيين، والتي كان من أبرزها معسكر ''كتسيعوت'' في صحراء النقب، الأمر الذي كشفت النقاب عن أبعاده مصادر إسرائيلية عديدة أشارت قائلة: ''بدون مبالغة يمكن القول بأن الفئات الهامة من بين الطبقات الفاعلة في الانتفاضة الفلسطينية، أو على الأقل الجزء الأكبر منها، قد مرت عبر معسكر ''أنصار - ''3 في النقب الذي تحول إلى فرن صهر وطني فلسطيني يصهر ويبلور الكوادر الحية للانتفاضةس. ومن اللحظات الفارقة أيضا في تاريخ الإجرام الاسرائيلي لمرحلة ما بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، مجزرة جنين بالضفة الغربية التي استمر تنفيذها من 3 إلى 12 أفريل 2002 على مدى عشرة أيام مارس خلالها جنود الجيش الإسرائيلي القتل العشوائي في حق سكان المخيم المعزولين عن العالم بشكل منهجي. بعد ذلك طالت موجة من الاغتيالات باستخدام القصف الجوي نشطاء سياسيين فلسطينيين بارزين على رأسهم مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين ثم القيادي بالحركة د.عبد العزيز الرنتيسي.وإلى اليوم تظل الجريمة ''خيارا استراتيجيا'' إسرائيليا تتفنن تل أبيب فيه وتبتكر أساليب تنفيذه، ومن تلك الجرائم التاريخية الإقدام على تحويل قطاع غزة بفعل الحصار إلى سجن كبير وقطع أسباب الحياة عن أهله، وتجاوز ذلك إلى شن حرب عليه استخدمت فيها أكثر الأسلحة فتكا، وحتى ما هو محرم دوليا على غرار مادة الفوسفور الأبيض التي استخدمتها اسرائيل لحرق مناطق في القطاع مأهولة بالسكان، ومن آخر حلقات مسلسل العنف الصهيوني ، هجومها البربري على أسطول الحرية .