من المنتظر أن يفتتح المعهد الوطني للكلى بالبليدة مطلع العام المقبل ليقدم خدماته في مجال الزرع الكلوي وبخاصة من المتبرعين الأموات حسب ما أعلنه أمس الأستاذ طاهر ريان رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى، في منتدى المجاهد بمناسبة اليوم العالمي لزراعة الأعضاء المصادف ليوم 17 أكتوبر، مضيفا أن جمعيته توجه نداء الى كل الجهات المعنية للعمل بالتنسيق معها لجعل 2012 سنة للتبرع بالأعضاء والعمل الموسع على كل الأصعدة لغرس ثقافة التبرع بعد الموت بالنظر الى النقص المسجل بالجزائر في هذا المجال. قدر البروفسور طاهر ريان عدد المرضى المصابين بالقصور الكلوي المزمن الذين يخضعون لعلاج تصفية الدم ب14500 مريض، في الوقت الذي يتراوح عدد الحالات الجديدة المصابة بأمراض الكلى ما بين 3500 إلى 4000 مريض سنويا. وتأسف ضيف المجاهد عن تسجيل تأخر في مجال الزرع الكلوي خلال السنة الجارية بحيث تم زرع 80 كلية فقط في الوقت الذي تظهر الحاجة الى 500 عملية زرع في السنة. كما تشير الأرقام الى إحصاء 7 آلاف مريض في قائمة الانتظار لإجراء عملية زرع وهو العدد الذي علق عليه البروفسور بأنه تضاعف في عشر سنوات، حيث كان في حدود 3 آلاف مريض في سنة ,2000 مرجعا السبب في ذلك إلى مشاكل ثقافية وأخرى تنظيمية تعيق عمل زرع الأعضاء عامة والكلى تحديدا. ''نعتبر الزرع الكلوي قاطرة عمليات زرع الأعضاء ولا نتحدث هنا عن مشاكل تتعلق بالمنظومة الصحية وإنما عن مشكل اجتماعي ثقافي، جمعيتنا في الميدان منذ 10 سنوات وما زلنا نراوح مكاننا بسبب ندرة الأعضاء''، يقول البروفسور ريان مواصلا: ''ما زلنا الى اليوم نتساءل هل المواطن الجزائري مستعد نفسيا للتبرع بأعضائه بعد الموت؟. كل عام نقوم بحملات تحسيسية واسعة في الموضوع ولكننا بالمقابل لا نرى الكثير من الايجابيات، ونضرب مثلا بمصلحة أمراض وجراحة الكلى بالبليدة أين سجلنا خلال 12 ,2011 محاولة لإقناع أهل أشخاص متوفين دماغيا بمسألة التبرع بأعضاء موتاهم والنتيجة كانت حالة واحدة فقط، ما يعني أننا نواجه نسبة 90 ? من حالات الرفض المجتمعي لهذه المسألة بالرغم من ان القانون والفتاوى الدينية قد فصلت في هذا الأمر منذ سنين''. من جهة أخرى أشار البروفسور طاهر ريان ان 5,1 مليون جزائري يعانون من قصور كلوي مزمن تستلزم حالتهم عمليات زرع، مشيرا إلى أن قيمة التكفل من حيث الخضوع لعملية تصفية الدم قد تصل إلى 20 مليار دج سنويا. وذكر ضيف المنتدى أن تاريخ 17 أكتوبر من كل سنة يندرج ضمن الأيام التحسيسية العلمية ودعوة المواطنين للإقبال على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة لأن هناك شرائح اجتماعية واسعة تنتظر هذه المبادرة الحميدة.