أفاد السيد جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أنه سيعقد اجتماعا مع مستوردي وموزعي الأدوية، الأسبوع القادم، لإيجاد حل لمشكل ندرة بعض الأدوية الضرورية، والتي لا تزال غائبة عن السوق بالرغم من فتح تحقيق منذ ثلاثة أسابيع بسبب نقصها وانعدامها. أكد السيد ولد عباس أن مصالحه ستبحث مع المستوردين الذين منحتهم رخص استيراد بعض الأدوية أسباب نقصها في السوق، كما ستلتقي أيضا الموزعين لمعرفة إن كان المشكل يتمثل في العزوف عن استيرادها أو سوء التنظيم وتذبذب التوزيع أم أن هناك مشاكل أخرى تقف وراء هذه الندرة. وطمأن الوزير في تصريح للصحافة على هامش الجلسة العلنية المخصصة لمناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2012 بالمجلس الشعبي الوطني، أمس، بأن مشكل ندرة بعض الأدوية المستعملة في العمليات الجراحية حل وتم التحكم فيه خلال الأيام الأخيرة من خلال استيراد الكميات الضرورية ك''الأدريالين'' التي وزعت 200 ألف علبة منها على المستشفيات، أول أمس، و''المصل'' بأنواعه، حيث قال إن الطلب الوطني على هذا الدواء يقدر ب30 مليون علبة ولا تستورد الجزائر حاليا سوى 10 ملايين علبة. وقد تم تسطير برنامج لإنتاج 20 مليون علبة أخرى، يضيف المتحدث الذي قال إن مشكل ندرة أدوية التخدير أيضا تم حله وتم توفير الكميات المطلوبة شأنه شأن الأدوية الثلاثة الأخرى الخاصة بالجراحة. وقال السيد ولد عباس أن مصالحه بالتنسيق مع المديرية العامة للجمارك شرعت منذ عشرة أيام في التحقيق حول ندرة هذه الأدوية لمعرفة إن كان المستوردين لم يستوردوا الكميات المطلوبة. وأكد المتحدث أن بداية التحقيق سمحت بسحب 230 رخصة اعتماد من المستوردين الموزعين خلال هذا الأسبوع. وهو السياق الذي صرح من خلاله أن التحقيق الميداني أكد أن 666 مستوردا معتمدا يحظون برخصة الاستيراد لا يقومون بعملهم كما يجب في تزويد السوق بالأدوية اللازمة، بحيث لا يوجد سوى 53 مستوردا من بين 280 مستوردا بمنطقة الوسط ينشطون بانتظام. والآخرون توقفوا عن استيراد الأدوية وعلقوا نشاطهم دون الإعلان عن ذلك أو إعلام الجهات المسؤولة. وذكر المسؤول أن دائرته الوزارية ستعمل على تطهير قطاع الصحة خاصة في الشق المتعلق بالأدوية، مشيرا إلى ضرورة إعادة النظر في توزيع الأدوية حتى بالمستشفيات في الوقت الذي تركت فيه بعض المستشفيات كميات كبيرة من الأدوية لم تستعملها تتجاوز مدة صلاحيتها دون أن ترجعها للصيدلية المركزية لإعادة توزيعها على المستشفيات التي تحتاجها. وفي رده عن سؤال تعلق بالنقص الملحوظ لمراكز التكفل بالمرضى المصابين بداء السرطان على المستوى الوطني، أكد ولد عباس أن الجزائر بحاجة إلى 22 مركزا للمعالجة في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد هذه المراكز سبعة حاليا بعدما كانت أربعة فقط في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن هذه المراكز لا تتوفر سوى على 13 آلة للكشف والمعالجة بالأشعة رغم كثرة عدد المرضى الذين وصل عددهم إلى ألف مصاب يخضع للمعالجة بالأشعة يوميا بهذه المراكز، مما يتطلب زيادة 57 آلة إضافية للتكفل الحسن بكل المصابين وتخفيف الضغط عن الآلات الحالية حتى لا ينتظر المريض مدة طويلة. علما أن استيراد هذه الآلات من الخارج كألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية، يستغرق مدة طويلة قد تصل إلى سنة ونصف لصناعتها لأن الإنتاج يتم حسب الطلب نظرا لغلاء سعرها.