جددت المملكة المتحدة مساندتها للإصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر، مؤكدة استعدادها للعمل ايجابيا لنقل خبرتها ان طلب منها ذلك، كما ثمنت الجهود التي تبذلها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرة الى ان التعاون بين البلدين في هذا المجال مهم جدا انطلاقا من أن أولوية بريطانيا هو تعزيز التعاون لاجتثاث الظاهرة في المنطقة المغاربية لضمان الهدوء والاستقرار. جاء ذلك خلال ندوة صحافية مشتركة عقدها وزير الخارجية السيد مراد مدلسي مع نظيره البريطاني السيد وليام هيغ امس بإقامة الميثاق، حيث كانت المناسبة فرصة للطرفين لعرض فحوى المحادثات التي جمعتهما والتي تركزت أساسا على تقييم التعاون الثنائي الذي قطع اشواطا إيجابية خلال السنوات الأخيرة. ففي هذا الصدد اوضح السيد مدلسي ان علاقات التعاون بين البلدين تتطور ايجابيا في شتى المجالات كالدفاع والتجارة والاقتصاد والتربية والتكوين والصحة، مرجعا الفضل في ذلك الى الميكانيزمات الحكومية المعتمدة من اجل انعاش القطاعات الاقتصادية الحيوية. وقال ان هذا المنحى الايجابي الذي تعرفه العلاقات يشجع على العمل اكثر لاكتشاف جوانب اخرى للتعاون في ظل الامكانيات التي يتوفر عليها البلدان. وفي رده على سؤال حول التعاون الامني والعسكري بين البلدين اكد وزير الخارجية ان الجزائر تتعاون مع لندن ''من أجل تفادي آفة الإرهاب، لأن الجزائر دفعت ثمنا كبيرا من هذه الآفة وهي تسعى لاسترجاع الأمن في المنطقة في ظل التطورات الخطيرة في الوضع الليبي''. مضيفا في هذا الصدد ''لست خبيرا في الشؤون الأمنية ولكن يسعني القول أنه ليس هناك حد (من شأنه) أن يرضي الجميع''، مشيرا إلى أنه تم قطع ''خطوات جد إيجابية'' منذ سنوات وبالخصوص مع بريطانيا العظمى في هذا المجال. كما اشار السيد مدلسي الى ان الجزائر وبريطانيا ترغبان من خلال علاقاتهما الوصول خلال الأشهر والسنوات المقبلة الى القضاء نهائيا على الارهاب، في الوقت الذي اكد فيه وزير الشؤون الخارجية البريطاني ان بلاده تولي الأولوية في مجال التعاون الأمني مع الجزائر للبلوغ إلى ''تحرك فعلي'' للتصدي للإرهاب في منطقة المغرب العربي والساحل، مؤكدا ان هناك الكثير من القدرات يجب تطويرها بين صناعات الدفاع لدى كلا البلدين''. وعلى الصعيد الليبي اكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن علاقة بلادنا بالمجلس الانتقالي الليبي أصبحت رسمية، مشيرا إلى وجود اتصالات شبه يومية بين الجانبين، سواء مع رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل أو رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل. واضاف السيد مدلسي ان الامور تسير نحو الافضل بين الجانبين و''أول أمس فقط (بمعنى يوم الثلاثاء) تم استقبال سفيرنا بطرابلس''. وفي هذا الصدد رحب السيد هيغ بالعلاقات الجديدة بين الجزائر والمجلس الانتقالي الليبي، مشيرا إلى أن هذا العمل مهم من أجل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة. كما جدد السيد مدلسي من جهة اخرى الموقف الانساني للجزائر بشأن استقبال عائلة القذافي، مؤكدا تمسكها واحترامها لقرارات مجلس الامن. كما تناولت المحادثات الثنائية المسائل الدولية كما هو الشأن للقضية الفلسطينية، حيث اعرب السيد مدلسي عن امله في ان تعرف هذه القضية تطورات ايجابية من خلال مواقف واضحة وانطلاقة جدية للمفاوضات لتحقيق الامن الفلسطيني. وفيما يتعلق بالملف السوري قال وزير الخارجية انه تم تسجيل لاول مرة اتفاق كلي بين اعضاء الجامعة حول المبادرة العربية لحل الازمة، مشيرا الى انه بقي معرفة الموقف الرسمي للحكومة السورية والمعارضة ايضا التي يبدو انها ابدت تحفظها ازاءها، آملا في ان يتعزز الحوار بين الجانبين لحل الازمة. وفي رده على سؤال حول الاخبار التي تفيد بإقدام بريطانيا على تجميد ارصدة خمس وزراء ايرانيين على خلفية اتهام طهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن، اكد الوزير هيغ هذه الاخبار بالقول ان الاجراء تم اتخاذه ''على اساس معلومات تحصلنا عليها ولا يمكن الدخول في التفاصيل.