وجه وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى تعليمات صارمة للمؤسسات التابعة لشركة تسيير مساهمات الدولة ''إنجاب'' دعا خلالها إلى المساهمة بأكثر فعالية في إنجاز برنامج المليوني وحدة سكنية، مؤكدا في السياق أنه من حق الدولة أن تنتظر نتائج الجهود الجبارة والأموال الضخمة التي ضختها من أجل تطهيرها وإعادة هيكلتها والمقدرة بأكثر من 21 مليار دينار وذلك في إطار إعادة بعث قطاع البناء. كما وجه موسى سلسلة من التوجيهات أهمها الإسراع في عملية تشبيب الإطارات بتوظيف خريجي الجامعات وتحسين وضعية ورشات البناء والعاملين بها، مانحا إياهم مهلة ستة أشهر، فضلا عن العمل على التكفل بمشاريع الجنوب. وأشار وزير السكن والعمران خلال الاجتماع التقييمي الذي عقد بمقر الوزارة، أول أمس الخميس، مع المؤسسات التابعة لشركة تسيير مساهمات الدولة ''إنجاب'' المتخصصة في بناء البرامج السكنية إلى رصد برنامج استثمار بقيمة 25 مليار دينار لفائدة هذه المؤسسات من أجل اقتناء تجهيزات الإنتاج والآلات لتنفيذ مخططات المشاريع بالتراضي حول إنجاز 29500 وحدة سكنية. كما أضاف أن صندوقا للتسيير مزود برأسمال قيمته 4 ملايير دينار قد تم وضعه لفائدة المؤسسات التابعة لشركة تسيير مساهمات الدولة (إنجاب)، مؤكدا أنه يعتبر آخر ما تدفعه الدولة لدعم هذه المؤسسات. من جهة أخرى، دعا موسى هذه المؤسسات إلى إنشاء تنظيم يستجيب للأهداف التي سطرتها السلطات العمومية أي المشاركة الفعالة وتحقيق نمو معتبر واستحداث مناصب عمل. في نفس الاتجاه قال إنه بالرغم من أهمية سوق البناء، بفضل الاستثمارات العمومية، فإن هذه المؤسسات لم تساهم إلا بشكل ضئيل في إنجاز مختلف البرامج. وأضاف أن مساهمة المؤسسات العمومية للبناء في مختلف برامج القطاع لم تتجاوز نسبة 4 بالمائة خلال المخطط الخماسي الماضي وأن الهدف هو رفع هذه النسبة إلى 10 بالمائة على الأقل ضمن المخطط الخماسي الحالي 2010 -.2014 واعتبر وزير السكن، في نفس السياق، أنه تم رفع جميع العراقيل لاسيما بتخصيص الأوعية العقارية اللازمة لتنفيذ البرامج المدرجة كما تم توفير كل الظروف من أجل مساهمة أحسن للمؤسسات العمومية في برامج البناء المستقبلية. وألح من جهة أخرى المسؤول الأول على قطاع السكن على أهمية التخطيط وتنفيذ المشاريع التنموية الحضرية في إطار التشاور، داعيا مكاتب الدراسات إلى السهر على ضمان نمط بناء متناسق ومتجانس يستجيب لمعايير الجودة والتنوع. كما دعا الوزير رؤساء هذه المؤسسات إلى ضرورة الاهتمام بالتكوين في مجال البناء فضلا عن تشبيب التأطير باستغلال الكفاءات المتخرجة من الجامعات. ولا حظ المتحدث أن مناصب وظائف عديدة غير مضمونة في هذه المؤسسات في مختلف المجالات رغم أهميتها كالتخطيط، الإحصاء، التنظيم والتنسيق وغيرها. وعن حال ورشات البناء المنتشرة عبر الوطن، عبر وزير السكن عن استيائه، وبلهجة شديدة، عما آلت إليه هذه الورشات من فوضى وغياب التنظيم، حيث طلب من المسؤولين الحاضرين بضرورة الاستثمار عند فتح أي ورشة لتنظيمها خارجيا وداخليا فضلا عن الاهتمام أكثر بظروف العامل في الورشة بتوفير بذلة العمل وجميع وسائل السلامة كالقبعة الواقية وغيرها. من جهة أخرى، حث الوزير مؤسسات البناء العمومية على المبادرة للتكفل بتهيئة وإعادة الاعتبار للبنايات القديمة وطالب بأن يشكل هذا السوق أولوية بالنسبة للمؤسسات التي يتعين عليها تنظيم نفسها من أجل انطلاقة في هذا المجال من خلال فروع متخصصة في ذلك. وكشف موسى أن 6 مناقصات تتعلق بإعادة تهيئة البنايات القديمة تم إطلاقها في وهران لم تلق أي استجابة ما يؤكد إهمال المؤسسات الوطنية سواء الخاصة أو العمومية لهذه السوق أي سوق الترميم وإعادة تهيئة البناء القديم. ومن جملة التوجيهات أيضا إلحاحه على الاهتمام أكثر بالبرنامج السكني للجنوب وذلك من خلال إنشاء مقاولات محلية تتكفل بذلك.