وري أمس بالقاهرة جثمان الأديب المصري أنيس منصور، الذي توفي الجمعة الماضي بمستشفى الصفا بالقاهرة بعد معاناته من التهاب رئوي وشرخ بين فقرات الظهر، حيث تدهورت حالته كثيرا في الأيام الأخيرة ليرحل عن عمر يناهز سبعة وثمانين سنة. ولد أنيس منصور سنة 1924 بالقرب من مدينة المنصورة بدلتا النيل، حفظ القرآن الكريم منذ طفولته، وكان الأول ضمن طلبة مصر في دراسته الثانوية ثم التحق بكلية الآداب عام 1947 وعمل معيدا في نفس القسم، ليتفرغ بعدها للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة ''أخبار اليوم''، كما كتب في العديد من المجالات وأصدر أكثر من 200 إصدار في الأدب والحياة والسفر والتاريخ وحتى في المواقف اليومية. وعمل الكاتب رئيس تحرير للكثير من الصحف والمجلات منها: ''الكواكب''، ''الجيل''،''اكتوبر''، ''العروة الوثقى''، ''آخر ساعة''، ''هي''، ''مايو''، ''دار المعارف''، ''روز اليوسف'' و''كاريكاتير''، كما كتب في صحيفة ''الأهرام'' مقاله الدوري الشهير بعنوان: ''مواقف'' مثلما كتب في صحيفة ''الشرق الأوسط''السعودية. أجاد أنيس منصور العديد من اللغات وهي العربية والإنكليزية والإيطالية والألمانية واللاتينية، مثلما ترجم العديد من المؤلفات الروائية والمسرحية العالمية منها ''ومولوس العظيم''، ''زواج السيد مسيسبي''، ''هي وعشيقها''، ''أمير الأرض البور''، ''مشعلو النيران''، ''من أجل سواد عينيها''، ''فوق الكهف''، ''تعب كلها الحياة". سافر الأديب كثيرا، وفي هذا السياق كتب عن أدب الرحلات ومن بين ما كتب: ''بلاد الله لخلق الله''، ''غريب في بلاد غريبة ''، ''اليمن ذلك المجهول''، ''أنت في اليابان وبلاد أخرى''، ''أطيب تحياتي من موسكو''، ''أعجب الرحلات في التاريخ''، و''حول العالم في 200 يوم'' الذي يُعد الأكثر انتشارا. وفي فترة من الفترات كانت كتابات منصور في ما وراء الطبيعة هي الكتابات المنتشرة بين القراء والمثقفين، ومن أشهر كتبه بهذا المجال ''الذين هبطوا من السماء''، ''الذين عادوا إلى السماء''، ''لعنة الفراعنة''. كما عاصر الأديب فترة جمال عبد الناصر وكان صديقا مقربا للرئيس أنور السادات، وجالس كبار الأدباء والكتاب، فقد كان مولعا بالنقاش والاستماع وحكى في كتابه عن''صالون العقاد'' الكثير عن لقاءاته بالعقاد وطه حسين. وظفر الكاتب بالعديد من الجوائز مثل الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة، وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري أربع سنوات متتالية، وجائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي، كما فاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن، بالإضافة إلى حصوله على جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام ,2001 وله أيضا تمثال بمدينة المنصورة. ومزج أنيس منصور في نتاجه الأدبي بين الفلسفة والأدب والصحافة، وأصبح علامة فارقة في كتابة السهل الممتنع، فتقرأ مقالاته من طرف المثقفين ومحدودي التعليم في آن واحد-.