تعرضت شجرة من نوع العرعار البخاري التي يزيد عمرها عن 100 سنة مؤخرا للإتلاف، بفعل مجهولين بالبلدة الجبلية جار الله الكائنة على بعد 15 كلم جنوب شرق مقر دائرة تكوت (باتنة) في أقصى جنوب سلسلة جبال الأوراس، حسب ما لوحظ بعين المكان. ويعود هذا الفعل، كما يقول السيد محمد صحراوي مجاهد من المنطقة، هو محكوم عليه بالإعدام من طرف المحاكم الاستعمارية إلى الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر الجاري، عندما قام ''أشخاص من كل الجهة وحتى من بسكرة بهذا العمل من أجل الحصول على هذه الشجرة، مستفيدين من غياب السكان عن هذه الدشرة التي يؤمها نادرا بعض الملاك الذين يأتون في مرات قليلة من تكوت لصيانة بساتينهم''. وحسب هذا الشاهد، فإن ''النيران التي أتت على هذه الشجرة قد تم إشعالها بصفة متعمدة من طرف هؤلاء المجهولين الذين ارتكبوا جريمة مجانية لا يمكن وصفها''، مضيفا بأن ألسنة اللهب قد أتت على جذع الشجرة خلال ثلاثة أيام كاملة. ''لقد حاولنا بدون جدوى إنقاذ هذه الشجرة التي تمثل رمزا للدشرة العريقة والتي طالما ارتبط بها العديد من سكان المنطقة''، كما يقول محمد صحراوي. ويعبر المجاهد -بالمناسبة- عن عميق أسفه للإهمال الذي تتعرض له هذه البلدة، وذلك ما يشجع -حسبه- ''النهب وإتلاف وتهديم التراث الطبيعي ومنه النباتات وحتى الحيوانات، مثل تلك الأشجار التي تستعمل للفحم والتي تتعرض للتخريب، ما يسبب موت عصافير في أعشاشها العالية، وتلك ممارسات قد أدت إلى ضياع مثل هذه الأشجار''، وقد وضع السيد صحراوي، الذي أصبح مناضلا بيئيا ومحافظا على الطبيعة على حسابه، لوحة تحث الزوار على ''الحفاظ على الطبيعة والسهر على حماية النبات والحيوان''. وقد أبدت مصالح محافظة الغابات بولاية باتنة عدم علمها بنشوب حريق أتى على هذه الشجرة. وتعد شجرة العرعار البخاري من بين الأصناف النادرة، وهي ذات أصول من إفريقيا الشمالية (الجزائر المغرب تونس) وكذا في جنوب غرب أوروبا (فرنساإسبانيا البرتغال وسردينيا) ويسجل حضور هذه الشجرة أيضا في الهند وبالأخص في منطقة لاداخ. ومن جهة أخرى، يخضع 21 شخصا بخنشلة إلى متابعات قضائية بتهمة سرقة شجر الأرز الأطلسي عن طريق القطع اللاشرعي، حسب ما علم أول أمس الخميس لدى محافظة الغابات بالولاية. وأشار مصدر إلى الفصل في 6 أحكام إلى حد الآن من طرف المحكمة الابتدائية لمدينة خنشلة، وتتعلق الأحكام التي تم الفصل فيها وذلك بعد النظر ودراسة المحاضر المحررة والمحولة لها من قبل محافظة الغابات، بالحبس مع وقف التنفيذ وتسليط غرامات مالية وتعويضات عن الأضرار التي نجمت عن المساس بممتلكات عمومية، طبقا لمحتوى القانون والنظام العام للغابات المؤرخ في سنة .1984 وأشارت محافظة الغابات أن هذه الحصيلة المتعلقة بنهب وسرقة المنتجات الغابية سجلت خلال التسعة أشهر الأخيرة من السنة الجارية ,2011 مبرزة الدور الذي قامت به فرق مكافحة القطع اللاشرعي لشجر الأرز الأطلسي والصنوبر الحلبي عبر المقاطعات الغابية التابعة لمحافظة الغابات بالولاية. وقد تولت هذه الفرق المتنقلة المتكونة من 20 فرقة، أي بما يزيد عن 200 عنصر، أمن من أعوان الغابات إلى جانب عملية الربط بالشبكة الراديوفونية وأبراج المراقبة، السهر على حماية الثروة الغابية لا سيما شجر الأرز الأطلسي النادر في الجزائر والمحمي بموجب القانون الدولي. واستنادا لمسؤولي قطاع الغابات بالولاية، فإن عمليات السرقة هذه السنة تراجعت مقارنة بالسنة الماضية 2010 والتي سجلت خلالها أزيد من 35 حالة حولت إلى العدالة بعد القبض على المخالفين وبحوزتهم كميات معتبرة من المنتجات الغابية المقطوعة، لا سيما شجر الأرز الأطلسي والصنوبر الحلبي. وللإشارة، فإن النهب الذي تتعرض له الغابات يتم بالليل، خصوصا بغابات أولاد يعقوب وبني ملول وبني أوجانة التي تغطي في مجموعها مساحة 145 611 هكتارا، منها 11 ألف عبارة أشجار للأرز الأطلسي والباقي صنوبر حلبي، فضلا عن أصناف أخرى من النباتات كالعرعار والبلوط الأخضر. وذكرت محافظة الغابات أن هذين الصنفين من الأشجار على مستوى هذه الكتل الغابية تتعرض إلى القطع العمدي، حيث تعمد العصابات بعد قطعها ونقلها في الليل بواسطة شاحنات إلى بيعها في السوق السوداء-.