أشرف قائد الناحية العسكرية الثانية اللواء سعيد باي رفقة السلطات العسكرية والمحلية أمس على تسمية المستشفى العسكري الجهوي بعين البيضاء باسم المجاهد المرحوم »أمير محمد بن عيسى« وهذا تخليدا لإحتفالات الذكرى 56 لإندلاع الثورة التحريرية المباركة المصادفة للفاتح من نوفمبر من كل سنة. وفي هذا الصدد ذكر مصدرنا على أن الذكرى عزيزة على قلوبنا وأنه لا بد أن نمجّد فيها الثوار الذ ين سقطوا في ساحة الوغى رافضين العيش تحت الذل والهوان وعليه فإن الدكتور والمجاهد المرحوم أمير محمد بن عيسى الذي ولد في 8 أكتوبر 1926 بسيدي بلعباس كان من بين أبرز الأبطال الذين ضحوا بالنفس والنفيس وأعطى الكثير للجزائر مؤكدا مصدرنا أنه متحصل على شهادة البكالوريا في الرياضيات ليلتحق بعدها بكلية الطب بباريس أين تخصص في أمراض القلب وقد قاطع دراسة ليتفرغ للكفاح حيث أسس النواة الأساسية لفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا. المجاهد المرحوم »أمير محمد بن عيسى« أظهر بمقالاته وكتبه غيرته على هذا الوطن وحبّه الكبير ليعيش الجزائريون في دولة مستقلة، رفضا وكل أساليب العيش تحت ذل المستعمر الغاشم ، كما كانت له إتصالات بارزة مع عدة شخصيات في ثورة التحرير، وقد ألف العديد من الكتب في الطب وكذا تاريخ الصحة العسكرية، وقد شغل عدة مناصب منها أمين عام للرئاسة 1970 1977 وكذا وزير العمل والتكوين المهني لتوافيه المنية في 25 ديسمبر 1990 عن عمر يناهز 64 سنة. المناسبة كانت أيضا مواتية لتكريم عائلة المرحوم عرفانا بما قدّمه هذا الرجل ليعيش هذا الوطن في كنف العزة والكرامة. وتخليدا لذكرى أول نوفمبر قامت الأسرة الثورية بالتوجه إلى مقبرة عين البيضاء ترحما على أرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ميدان الشرف ، وفي هذا الصدد أوضح مصدر من منظمة المجاهدين على أن ذكرى أول نوفمبر هي مناسبة عظيمة ولا سيما لأجيال ما بعد الإستقلال لحمل مشعل البناء والتشييد ، وعلى أن الإحتفال بهذه المناسبة تهدف إلى المساهمة في تعميق روح حب الوطن وغرس مبادئ ثورة التحرير ، كما أنها تهدف إلى التمسك والإعتزاز بقيم جبهة التحرير الوطني مع التعريف بأبطال الثورة الذين رفضوا العيش تحت الذل والهوان ولم يرضوا إلا بالجزائر المستقلة، مضيفا على أن ذكرى أول نوفمبر عزيزة على قلوب الجزائريين لأنها ثورة شعبية إحتضنها الشعب الذي حقق الإنتصار بفضل رجال ونساء لا يهابون الموت. وفي نفس الإطار فإن المحكوم عليهم بالإعدام خلدوا هم أيضا هذه المناسبة وهذا بتنظيمهم للقاء خاص تحدث بالدرجة الأولى عن أبطال ثورة التحرير. وبالموازاة فإنه ليلة أول أمس قام أيضا المسؤول الأول عن الولاية رفقة السلطات المحلية برفع العلم الوطني في ساحة أول نوفمبر وشهدت الباهية إحتفالات في المستوى تخللها إطلاق الألعاب النارية. المناسبة أيضا كانت موازية لتجسيد إتفاقية أبرمت ما بين المنظمة الوطنية للمجاهدين والكشافة الإسلامية الجزائرية وعليه تم عقد لقاءات وهذا بغرض تنشئة الأجيال على حب الوطن والوفاء لأرواح من ضحوا من أجل تحريره وكشف وفضح جرائم الإستعمار الفرنسي من قتل جماعي وتنكيل وتعذيب وانتهاك لكل الأعراف والقوانين الدولية ، هذا مع التمسك والإعتزاز بعناصر الهوية الوطنية مع تمجيد الشهداء والأبطال والرموز الوطنية. ذكرى أول نوفمبر سوف تبقى عزيزة جدا على قلوب الأجيال القادمة ومحفورة على مررّ السنين لأنها ثورة شعب بأكمله قضى على كل شيء الظلم وانتزع الحرية والإستقلال وبالمناسبة فإن برنامجا إحتفاليا ضخما ستشهده ولاية وهران على مرّ أسبوع كامل ستتخلله ندوات ولقاءات خاصة بهذه المناسبة.