نظمت جمعية مشعل الشهيد أول أمس بالتنسيق مع النادي الثقافي للمجاهدين ندوة تاريخية إحياء للذكرى ال 52 لاستشهاد العقيد عبد الرحمن ميرة قائد الولاية الثالثة التاريخية، نشطها اساتذة جامعيون ورفقاء الشهيد وعائلته، بحضور الأمين العام لمنظمة المجاهدين السيد سعيد عبادو وتلاميذ ثانويتي عبد الرحمن ميرة وفرانس فانون بباب الوادي. وفي كلمته أكد الامين العام لمنظمة المجاهدين أن الهدف الأساسي من إحياء ذكريات قادة الثورة الجزائرية هو التذكير بالعهد الذي قطعه الجزائريون على أنفسهم لحفظ وصيانة الامانة التي تركها الشهداء، داعيا إلى يقظة اكثر في الظروف التي تمر بها المنطقة العربية. كما أشاد السيد عبادو بقادة الثورة الجزائرية ،امثال الشهيد عبد الرحمن ميرة، مشيرا إلى أن الفضل في استقلال الجزائر وسر نجاح الثورة يعود للقيادة الرشيدة والحكيمة التي انتهجها هؤلاء لتحقيق أهداف الشعب الجزائري. ومن جهته، نوه المجاهد سي محمد صالح صديق بالصفات الحميدة التي كان يمتاز بها الشهيد، مشيرا إلى أن الفترة القصيرة التي قضاها معه والتي لم تتعد خمسة أشهر مكنته من معرفة شخصيته، مؤكدا على شجاعته، خاصة بعد اجتيازه لخط موريس وعودته من تونس الى الجزائر، ووطنيته الصادقة وكراهيته للاستعمار والخيانة والخونة وتمسكه الشديد عند انتهاك أي حرمة من حرماته. وفي كلمته أشار المجاهد محمد شريف الخروبي، أحد رفقاء الشهيد، الى أن وطنية القائد كانت تتعدى الحدود لاهتمامه بقضايا المشرق آنذاك في العراق ولبنان، مؤكدا أن التواضع والصرامة ميزا شخصية عبد الرحمن ميرة. كما أشاد السيد طارق ميرة احد ابناء الشهيد بكفاح قائد الولاية الثالثة من خلال تعيينه مراقبا عسكريا على الحدود في تونس وتدشينه بعد ذلك للمقاومة في الصومام وإصدار الحكم عليه بالاعدام من قبل السلطات الفرنسية، مشيرا إلى أن عددا من الصحف في العالم كانت قد كتبت عن خبر استشهاده في صفحتها الاولى. وقد اختتم السيد طارق ميرة مداخلته بدعوة الدولة الجزائرية للتدخل لمطالبة السلطات الفرنسية بالكشف عن مكان دفن الشهيد عبد الرحمن ميرة بعد فشل محاولات عائلته التعرف على ذلك خاصة وأن جثته كانت قد نقلت من قرية ''تاغلاط'' على متن طائرة مروحية فرنسية في اليوم الموالي من استشهاده إلى وجهة لاتزال مجهولة. وللتذكير ولد القائد عبد الرحمن ميرة عام 1922 بقرية بوعندة بمنطقة بني مليقش بتزمالت (على بعد 80 كلم غرب بجاية) والتحق ابتداء من سنة 1947 بالحركة الوطنية وفي عام 1954 التحق بالعمل السري ليلتقي بالوجوه البارزة للثورة آنذاك أمثال كريم بلقاسم وشيخي اعمر وعلي ملا (العقيد سي شريف) المجندون آنذاك في التنظيمات السياسية والعسكرية لحزب جبهة التحرير الوطني بالجهة الجنوبية لجرجرة. وقد استشهد عبد الرحمن ميرة وسلاحه بيده يوم 06 نوفمبر، حيث كانت عملية ''جوميل'' الجهنمية تعيش أيامها الأخيرة وذلك على يد قناص من كتيبة مشاة البحرية المنقولة جوا على مستوى التقاطع الجنوبي لقريتي آيت مقدم وآيت هياني بالقرب من مركز قيادي للجيش الفرنسي.