أحيت أمس جمعية مشعل الشهيد الثقافية بالتنسيق مع نادي المجاهد الذكرى الخامسة والخمسون لاستشهاد قائد الولاية الثالثة عبد الرحمان ميرة، وقد اعتبر رئيس جمعية مشعل الشهيد اللقاء رمزا لتثمين المسار الكفاحي للبطل، لا سيما وأنه جمع رفقاء المرحوم إلى جانب أبناءه فضلا عن إطارات وزارة المجاهدين، استهل ابن الفقيد اسماعيل ميرة حديثه عن المسيرة البطولية لوالده بالتقرير الصادر عن المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء ببجاية، والتي تقر باستشهاد عبد الرحمان ميرة في خضم عمليات شال، أين نظم الشهيد نشاطا عسكريا بتاريخ 2 نوفمبر 54 حيث قطع أعمدة الهاتف بين مشدالة وأوزلاقن، كما أضاف التقرير حسب ابن الشهيد تكريس الاحتلال الفرنسي كل طاقته للقضاء على عبد الرحمان ميرة. من جانبه عبّر المجاهد العميد حسين بن معلم الأمين الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين عن الدور البطولي العظيم للمرحوم وقال أ عبد الرحمان ميرة معروف على المستوى العالمي كما أنه قائد ثوري عظيم خلال الثورة الحركية الوطنية وأكبر دليل حسب ذات المتحدث هو استشهاده والسلاح في يده. نهى حسين بن معلم بهذه المناسبة عن كتابة أشياء ليست في مستوى شهدائنا، وفي ذات السياق ذكّر مولود ورداني بالمسار الكفاحي لقائد الولاية الثالثة وقال أنه كان من الأوائل المنظمين لوحدات المجاهدين بالمنطقة كما عيّن المسؤول الأول بالصومام بعد استشهاد عميروش، حيث صرّح أحد النبلاء تيزي وزو بجريدة فرنلي غداه موت عميروش في 2 نوفمبر 56 "ماذا إذ قتل عميروش فالثورة مستمرة فهناك عبد الرحمان ميرة". فعين عبد الرحمان ميرة قائد على الولاية الثالثة في 27 نوفمبر 56 حيث وزع المجاهدين على ثلاثة أفواج، وأضاف المتحدث عن المسيرة النضالية للبطل عن تنقله للصحراء، أين قام بعدة عمليات هجومية، فضلا عن سفره لتونس في 58 دعوة من كريم بلقاسم، وبالموازاة مع ذلك أبرز رفيق المرحوم الدور النظامي الذي لعبه بالولاية الثالثة أين كانت تشهد خلافات وصراعات كبيرة وأضاف مشاركة ميرة في المعارك الكبرى بالمنطقة والذي شكل ضعفا كبيرا على السلطات الفرنسية آنذاك، وقد عبرت ردود فعل السلطات الفرنسية إثر وفاته مدى الخطورة التي كان يشكلّها عليهم، إذ عبروا عبر خطاباتهم للمجاهدين حسب ذات المتحدث عن نهاية الثورة، ولم يبق مجال إلا لتسليم المجاهدين لأنفسهم لكن المجاهد قال أننا عزمنا على مواصلة كفاحنا، وفي سياق متصل تطرق طارق ميرة الإبن الثاني للشهيد للحياة الاجتماعية لوالده والتي وصفها بالمزرية، حيث تربى بعائلة فقيرة كما فقد والده في سن مبكرة إلا أن ذلك لم يمنعه من المشاركة في النضال، كما عرج ابن الشهيد خلال مداخلته على خطورة عمليات شال بالمنطقة الثالثة، حيث رصدت لها فرنسا جيشا قوامه 6000 ألف عسكري وبالمقابل تصدى لهم القائد عبد الرحمان ميرة 150 جندي مكنته من التحرك بالمنطقة وإقامة كمائن للعدو. ومن جهة أخرى أبدى ابن الشهيد تأسفه على فقدان جثة المرحوم، واعتبر استعاده وإيجاد الجثة وغيرها من الجثث المفقودة من مهام الدولة. للإشارة فإن اللقاء عرف حضور تلاميذ ثانوية عبد الرحمان ميرة لباب الواد رغبة في التعرف على الخصال النضالية للشهيد وكذا كل البطولات التي سجلها التاريخ له، حتى يفخروا بالاسم الذي نسب لثانويتهم.