وصل، أمس في حدود الساعة الرابعة مساء، البحارة الجزائريون ال16 المحتجزون من قبل قراصنة صوماليين، إلى أرض الوطن بمطار بوفاريك العسكري قادمين على متن طائرة خاصة من كينيا، ونزل البحارة وسط الزغاريد، حيث حضرت العائلات بقوة إلى القاعة الشرفية للمطار العسكري في جو من البهجة والتأثر، وكان في استقبال البحارة كل من وزير التضامن الوطني السيد سعيد بركات وكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج السيد حليم بن عطا الله وكذا إطارات من وزارة الخارجية وبعض الإطارات من المؤسسة العسكرية. وعبرت عائلات البحارة التي كانت متواجدة بقوة في المطار العسكري رفقة أبنائها، عن سعادتها وفرحتها بانتهاء مسلسل الاحتجاز الذي دام 11 شهرا. وأكدت العائلات في تصريح ل''المساء'' أن فترة احتجاز البحارة كانت جد صعبة عليهم ازدادت مرارة بطول المدة وانقطاع الأخبار في بعض الأوقات، بالإضافة إلى ترويج شائعات بوفاة أحد البحارة وهو الأمر الذي زاد من حدة القلق والتخوف. وأضافت في هذا الصدد شقيقة البحار بلقاسي عاشور أن العائلة قضت فترة صعبة جدا خلال الأشهر الأحد عشر الأخيرة، معتبرة أن غياب الأخبار عن أخيها وظروف احتجازه والتساؤل عن حالته الصحية والنفسية أمور زادت من قلق العائلة خلال تلك الفترة. كما عبرت كل العائلات التي كانت متواجدة بالقاعة الشرفية لمطار بوفاريك العسكري، عن شكرها للحكومة والمؤسسة العسكرية على المجهودات الجبارة التي بذلتها من أجل إطلاق سراح أبنائها المحتجزين. من جهته، كشف السيد نصر الدين منصوري مدير الشركة المؤمنة لسفينة الشحن ''أم في البليدة'' أن المفاوضات مع القراصنة لم تكن سهلة ولم يكن من السهل التعامل مع هؤلاء الصوماليين الذين تمر بلادهم بأزمة مجاعة، مضيفا أن هدفهم كان الحصول على فدية مقابل الإفراج عن البحارة المحتجزين. وأشاد السيد منصوري بالمجهودات التي قامت بها السلطات الجزائرية لتحرير أبنائها من قبضة القراصنة الصوماليين، منوها بالدور الذي قامت به كل من سفارتي الجزائر في عمان وكينيا وإطارات وزارتي النقل والخارجية وكذا المؤسسة العسكرية التي قامت بتسخير طائرة خاصة لضمان عودتهم سالمين إلى أرض الوطن. من جهته، قال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية السيد عمار بلاني مساء أول أمس، إن الحكومة الجزائرية تعرب بهذه المناسبة عن امتنانها وتشكراتها لسلطات البلدان الصديقة ولمستأجر السفينة لمساعدتهم من أجل ضمان حماية وتموين الباخرة الجزائرية بالمؤونة والوقود. وقد أطلق سراح البحارة ال25 من بينهم 16 بحارا جزائريا من طاقم باخرة ''أم في البليدة'' في 3 نوفمبر الماضي، حيث وصلت الباخرة مساء يوم السبت، إلى ميناء ماليمبي يكينيا بعد رحلة استغرقت وقتا أطول مما كان متوقعا بسبب الحالة التقنية للباخرة التي أجبرت على التوقف لأكثر من 10 أشهر. وكان في استقبال طاقم الباخرة بماليمبي وفد جزائري يضم ممثلين رسميين وأطباء وأطباء نفسانيين تنقلوا إلى عين المكان رفقة سفير الجزائر في كينيا. يذكر أن القراصنة الصوماليين كانوا قد أفرجوا في 12 أكتوبر الماضي عن البحار الجزائري توجي عز الدين، لدواع إنسانية، ووصل البحار المفرج عنه إلى الجزائر في 16 أكتوبر الماضي. وكانت الباخرة ''أم . في البليدة'' التي كانت ترفع العلم الجزائري قد تعرضت في السابع جانفي الماضي إلى عملية قرصنة في عرض البحر بينما كانت متوجهة نحو ميناء مومباسا (كينيا)، حيث كان على متنها طاقم يتكون من 27 بحارا منهم 17 جزائريا.