يعتزم الصندوق الدولي للتنمية الفلاحية عقد شراكة مع الجزائر بتقديم المعارف والتكنولوجيا وتقييم المشاريع التنموية الريفية وفتح ورشات تكوين متخصصة مقابل النهل من التجربة الجزائرية المتعلقة بسياسة التجديد الفلاحي والريفي ومختلف البرامج التي وضعت في إطار تحسين الأمن الغذائي حتى تستفيد منها الدول الأخرى المنضوية تحت لواء الصندوق. وتأتي هذه النية التي عبر عنها رئيس الصندوق الدولي للتنمية الفلاحية السيد كانايو نوانزي أمس بالجزائر العاصمة، بمناسبة تعرف هذه الهيئة الأممية على النموذج الجزائري في التنمية الفلاحية، وأعجب المسؤول بالتجربة الجزائرية التي يراها مثالا يجب أن تقتدي به كثير من الدول ولاسيما الإفريقية منها. وقال السيد نوانزي خلال لقائه بوزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى ''لقد زرت العديد من الدول الأعضاء في الصندوق ولم أر استراتيجية ومتكاملة مثل التي هي في الجزائر واسترسل في حديثه مع الطاقم الوزاري الذي قدم عرضا مفصلا عن الاستراتيجية الجزائرية في التنمية الريفية والفلاحية، أن إمكانيات واردة بقوة في تفعيل أواصر التعاون بين الصندوق والجزائر من جديد ولا سيما في مجال التكوين. وذكر المتحدث أن الصندوق الدولي للتنمية الفلاحية كان قد مول عشرة مشاريع فلاحية بالجزائر في وقت سابق، وبعد أن قررت الجزائر النهوض بالقطاع محليا والكف عن أخذ القروض الأجنبية، استطاعت الدولة بحق تحقيق نتائج مبهرة على هذا الصعيد، وهنأ الوزير الجزائر على الخطة المسطرة إلى آفاق 2014 الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي ذاتيا وتقليص التبعية نحو الخارج والتنمية الريفية وكذا حماية الموارد الفلاحية، وذلك بالنظر إلى التحديات الراهنة والمتمثلة أساسا في النمو الديموغرافي للسكان والتغيرات المناخية. ووصف المتحدث زيارته إلى الجزائر بالمهمة بالنظر إلى الدور الفعال الذي تلعبه الجزائر خاصة وأنها تعد من الدول المؤسسة للصندوق. من جهته، أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى أن الغرض من هذه الزيارة هو افتكاك تعاون مجدي مع الصندوق عبر المرافقة التقنية للمشاريع الفلاحية، كاشفا أن رهان القطاع في الوقت الحالي يتمثل في دعم الموارد البشرية الكفأة عبر التحصيل العلمي والتكوين المتخصص. وقال الوزير إن هناك حاجة كبيرة لدعم اليد العاملة وهناك عمل كبير فيما يخص التكوين في كل المجالات وعلى كل المستويات.