شكل دور الفلاحين الشباب في التقليص من الجوع و الفقر في العالم محور أشغال اليوم الأول من أشغال الدورة السنوية ال34 لمجلس محافظي الصندوق الدولي لتطوير الفلاحة (فيدا) التي افتتحت يوم السبت بروما. كما تمحورت مداخلات المندوبين و المشاركين حول الشعار الذي إختاره الصندوق الدولي لتطوير الفلاحة هذه السنة و المتمثل في "توفير الغذاء للأجيال القادمة و شباب ريفيين اليوم و فلاحين منتجين و مزدهرين غدا". كما إعتبر الأمين العام السابق لمنظمة الأممالمتحدة و الرئيس الحالي للتحالف من اجل ثورة خضراء في إفريقيا السيد كوفي عنان أنه على الفلاحين الشباب الأفارقة "الإستفادة من برامج الأممالمتحدة الجارية من اجل تحسين الإنتاج الفلاحي". كما أكد أن تحسين الإنتاج الفلاحي من خلال تشجيع الشباب المنتجين و إشراك آخرين في الفلاحة بإمكانه ان يقلص من الفقر و الجوع في القارة حيث يعاني حوالي 240 مليون شخص من هذه الآفة. وأشار في ذات السياق، أن المنظمة غير الحكومية التي يترأسها بصدد تشجيع الشباب الفلاحين لتحسين مردودهم من اجل الإكتفاء الذاتي و بيع الفائض من أجل الإستفادة من خدمات إجتماعية أخرى. كما ذكر أن 75 بالمائة من الفقراء عبر العالم يتواجدون في المناطق الريفية مما يؤكد ضرورة الإهتمام بهذه الشريحة من السكان من خلال منحهم إمكانية الإستفادة من التقدم العلمي في هذا المجال. كما أدان عدم إحترام الدول الغنية لإلتزاماتها لمساعدة الدول الفقيرة من التقليص من فارق التنمية لاسيما في إنتاج المواد الغذائية الأساسية التي يهدد غلاءها إستقرار الدول. من جانبها، ركزت مرسولة السلام للأمم المتحدة الأميرة هيا حسين من الأردن رسالتها حول الفقر داعية إلى "رد سريع و عالمي أمام نقص المواد الغذائية و الجوع عبر العالم". كما أشارت "من غير المعقول ان ننفق ما يفوق 1000 مليار دولار في التسليح بينما يموت جوعا ما يراوح 300 مليون شخص من بينم أطفال". وذكر من جهته الكاتب الإيطالي المساعد المكلف بالمالية السيد لويجي كاسيرو أن حوالي مليار شخص يعانون من الجوع في العالم مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية الحالية و ارتفاع أسعار المواد الغذائية يساهمان في زيادة حدة الوضع و يشكلان تهديدا على استقرار العديد من البلدان. واعتبر انه من اجل تقليص الفقر في العالم يجب رفع إنتاج المواد الأساسية بنسبة 60 بالمائة من هنا إلى سنة 2050 داعيا إلى دعم الفلاحين الصغار لبلوغ هذا الهدف. و أكد من جهته رئيس الصندوق الدولي لتطوير الفلاحة السيد كانايو .ف.نوانز أن الإنسانية التي تضم اليوم 7 ملايير نسمة ستصل سنة 2020 إلى 9 ملايير قبل أن يشير إلى "الصعوبات الإضافية" لتغذية الجميع. وقال انه "إذا كان هدف الأممالمتحدة هو تقليص عدد الفقراء في العالم بالنصف من هنا إلى سنة 2015 في إطار أهداف الألفية من اجل التنمية اذن يجب تشجيع الفلاحين الشباب على الإنتاج اكثر و احسن" مضيفا أن هؤلاء الشباب هم محركو النمو في البلدان النامية سيما في إفريقيا. و يعتبر الفلاحون الشباب في هذا الإطار في نظر جميع المندوبين الذي تدخلوا خلال هذا اليوم الأول من اللقاء مستقبل الإنسانية و القوة الرئيسية التي يمكننا الاعتماد عليها لتحسين الأمن الغذائي في البلدان النامية. و دعوا بالإجماع الصندوق الدولي لتطوير الفلاحة إلى مساعدة هؤلاء المنتجين ماليا و الدول إلى إدماجهم في سياساتهم الاقتصادية.