شهد ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية، أمس، اشتباكات بين عناصر الشرطة ومتظاهرين أسفرت عن إصابة العديد من المتظاهرين وأفراد الشرطة بجروح متفاوتة. واندلعت هذه الاشتباكات إثر استخدام قوات الأمن للقوة لتفريق اعتصام نظمه المئات من الشباب المصري الذين أصيبوا بعاهات مستديمة خلال أحداث الثورة التي أطاحت بنظام لرئيس السابق حسني مبارك بمشاركة العديد من عائلات قتلى تلك الأحداث. ومباشرة بعد اقتحام قوات الأمن لميدان التحرير الذي يعد رمز الثورة الشعبية المصرية بداية العام الجاري قام ما لا يقل عن 200 متظاهر بإلقاء الحجارة وقارورات الماء على عناصر الشرطة الذين ردوا بضرب المتظاهرين بالهراوات. وهو ما أدى إلى إصابات العشرات من الجانبين بجروح متفاوتة، في نفس الوقت الذي تم فيه اعتقال العديد من المتظاهرين. ويطالب المعتصمون المتجمعون في ميدان التحرير منذ عدة أيام بالإسراع في محاكمة عناصر الشرطة والمسؤولين الأمنيين عن أعمال العنف التي عاشتها مصر طيلة 18 يوما من ايام الثورة الشعبية وأدت إلى سقوط ما لا يقل عن 850 قتيلا وإصابة آلاف الجرحى. ويحاكم حاليا كل من الرئيس السابق حسني مبارك ووزيره للداخلية وعدد من المسؤولين الأمنيين بتهمة إعطاء الأوامر لقوات الأمن لإطلاق النار على المتظاهرين. وكان المشاركون في هذا الاعتصام انضموا أول أمس إلى المظاهرة المليونية التي شهدها ميدان التحرير للمطالبة بالإسراع في نقل السلطة إلى إدارة مدنية ورفض وثيقة المبادئ الأساسية للدستور التي أعدتها حكومة عصام شرف تحت رعاية المجلس العسكري الحاكم. للإشارة فإن أول انتخابات تشريعية تشهدها مصر بعد الإطاحة بالنظام السابق ستجرى في 28 نوفمبر الجاري على مدار أربعة أشهر.