لقي سبعة متظاهرين مصرعهم وأصيب العشرات الآخرين في العراق أمس إثر نشوب اشتباكات بين عناصر الشرطة وآلاف المحتجين الذي خرجوا في يوم غضب في مختلف أنحاء البلاد للاحتجاج على عجز الحكومة عن أداء مهامها. وتحدى آلاف العراقيين القيود الاستباقية التي فرضتها السلطات العراقية بحظر تحرك المركبات بكل أنواعها والدرجات النارية بدء من ليلية الخميس إلى الجمعة واعتصموا بساحة التحرير وسط العاصمة بغداد وسط انتشار مكثف لقوات الأمن والجيش. وبينما اتسمت المظاهرة الاحتجاجية بالسلمية في بغداد اندلعت اشتباكات دامية بين قوات الأمن ومتظاهرين خاصة بالموصل ومدينة الحويجة شمال العاصمة مما أدى إلى سقوط سبعة قتلى بين المحتجين وشرطي. فقد لقي خمسة متظاهرين مصرعهم وأصيب 17 آخرين في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بعد تعرض المتظاهرين لنيران أطلقتها قوات أمن لتفريقهم. وشهد قضاء الحويجة جنوب غرب محافظة كركوك مصرع شرطي ومتظاهرين اثنين واصابة 20 آخرين في مواجهات مع قوات الشرطة فيما أضرم المتظاهرون النار في مقر المجلس البلدي بالقضاء. ورشق متظاهرون في محافظة الأنبار مبنى المحافظة بالحجارة مما دفع بالقوات الأمنية إلى إطلاق النار عليهم مما أدى إلى إصابة عدد منهم. ونفس المشهد المتوتر شهدته محافظة صلاح الدين، حيث أصيب خمسة متظاهرين بنيران عناصر الأمن في وقت فرقت فيه قوات الأمن في محافظة ذي قار جنوب العراق المتظاهرين بخراطيم المياه وضربتهم بالهروات بعد أن رشق المتظاهرون القوات الأمنية ومبنى مجلس المحافظة بالحجارة. وانتقلت موجة الاحتجاجات أيضا إلى بعقوبه مركز محافظة ديالي التي انتحر بها شاب عراقي عاطل عن العمل بسبب ظروفه المعيشية المزرية. وفيما تظاهر ما لا يقل عن 3 آلاف شخص في محافظة البصرة الجنوبية مباشرة بعد الإعلان عن استقالة المحافظ خرج المئات الآخرين في كل من مدن الناصرية بالجنوب والكوت وكربلاء بالوسط مرددين هتافات مناهضة لرئيس الوزراء الذي وصفوه ب''الكاذب''. وبمقتل هؤلاء يصل عدد قتلى الاحتجاجات التي يشهدها العراق منذ عدة أسابيع إلى 11 شخص إضافة إلى عشرات الجرحى. وجاء تنظيم هذا اليوم الاحتجاجي بدعوة من حركة أطلقت على نفسها ''ثورة الغضب العراقي'' والتي استلهمت تحركها من انتفاضتي تونس ومصر اللتان أطاحتا بنظام كل من زين العابدين بن علي وحسني ومبارك. ووجهت هذه الحركة دعوتها للتظاهر عبر موقع التواصل الاجتماعي ''فايس بوك'' من أجل المطالبة بالتغيير وبالحرية وبديمقراطية حقيقية وطالبت قوات الأمن بحماية المتظاهرين. ودعت الملايين من العاطلين عن العمل والمثقفين والعمال وحاملي الشهادات العليا وحتى الأرامل واليتامى إلى الانضمام إليها والاعتصام بميدان التحرير. كما أوضح منظمو هذه المظاهرات الاحتجاجية أنهم لا يدعون إلى إسقاط الحكومة وإنما يطالبون بإجراء إصلاحات وتحسين معيشة المواطنين وقالوا ''إننا لا نريد تغيير الحكومة لأننا نحن من انتخبها ولكن نريدها أن تعمل''. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتهم اول أمس منظمي هذه المظاهرات بأنهم أنصار الرئيس الراحل صدام حسين وبأنهم ''إرهابيين'' ودعا المواطنين إلى إحباط مخططات من وصفهم ب''الأعداء'' بعدم المشاركة في المظاهرات. وفي محاولة منها لتهدئة النفوس الغاضبة ضاعفت الحكومة العراقية مؤخرا من إجراءاتها لفائدة المواطنين، حيث أعلنت عن رفع الميزانية المخصصة لتقديم المساعدات الغذائية لستة ملايين عائلة إلى مليار دولار.