تعيش أزيد من 180 عائلة تسكن بنايات هشة على ضفاف وادي الشراقة، خطر الإنهيار المفاجئ لبناياتها بسبب مشكل اِنزلاقات التربة، الذي اتسعت دائرته مع ارتفاع منسوب مياه الوادي، مطالبين بتعجيل ترحيلها ضمن البرنامج الولائي الذي شرعت فيه مديرية السكن بداية من شهر مارس من السنة الماضية. وأفاد بعض ممثلي العائلات القاطنة على ضفاف الوادي أن سكناتهم القصديرية تشهد تصدعات، حيث تشققت جدرانها وأسقفها ولم تعد قادرة على تحمل تقلبات الأحوال الجوية، وقد أصبحت هذه الأخيرة مهددة بالإنهيار في أية لحظة بالنظر لهشاشتها، مشيرين أنه رغم إخطار السلطات المحلية بهذه الأوضاع، إلا أنها لا تزال لم تتكفل بعد لحد الآن بهذه العائلات التي تعيش على وضعية حرجة، وتؤكد العائلات أن السكنات لن تستطيع أن تصمد أكثر من ذلك في ظل الارتفاع الكبير للرطوبة التي تركت آثارها في زوايا المنازل، لاسيما أن الإنزلاقات المتكررة للتربة بالأرضيات التي توجد عليها السكنات، لم تعد تتحمل أجزاء رئيسية من السكنات الهشة. واعتبرت العائلات أن ترحيلها إلى سكنات لائقة أصبح أكثر من ضرورة، خاصة بعدما تفشت الأمراض وسط الأطفال وكبار السن بسبب الرطوبة، إضافة إلى البيئة غير المواتية المحيطة بهم في ظل انتشار القمامة من كل ناحية، والتي تسببت في اِنتشار الروائح الكريهة والحيوانات الضالة، مما أدى إلى إصابة الكثيرين منهم بأمراض تنفسية وجلدية. وروى محدثونا أنهم خلال الشتاء الماضي، قضوا ليالٍ بيضاء خشية فيضان الوادي، مشيرين أنه خلال موجة الأمطار الأخيرة اضطرت العائلات إلى مغادرة بيوتها القصديرية والمبيت في العراء، خوفا من أن تجرف مياه الوادي السكنات خاصة وأن سيول المياه كانت قوية، لكن لحسن الحظ، تسببت هذه الأخيرة في تلف بعض الأغراض المنزلية بسبب تسرب المياه داخل السكنات وزادت من تشقق الجدران والأسقف.