رست أمس بميناء الجزائر السفينة الهيدروغرافية "أش·أم·أس· إيكو 87" التابعة للبحرية الملكية البريطنية، في زيارة تدوم ثلاثة أيام، وتدخل في إطار تقوية التعاون بين البحريتين، وتمتين أواصر التعاون والتبادل الخبراتي، وتعد هذه الزيارة الرابعة من نوعها منذ 2005، مما يترجم حسب المتتبعين اهتمام البحرية الملكية بالعمل مع القوات البحرية الجزائرية التي أثبتت قدرتها على التكيف مع المستجدات بفضل إمكانياتها البشرية واللوجستيكية التي تعمل على تحديثها بما يتناسب وتحديات العصر· وعقب توقف السفينة الملكية قام قائدها "جيريمي شارسي" بزيارة مجاملة إلى قائد الواجهة البحرية الوسطى العقيد محمد فلمامي، تبادلا خلالها المحادثات والهدايا الرمزية، وفق ما تقتضيه التقاليد البحرية· وفي ندوة صحفية، ذكر رئيس خلية الإعلام بقايدة القوات البحرية المقدم سليمان ديفايري أن هذه الزيارة تدخل في إطار تمتين علاقات التعاون وأن السفينة الهيدروغرافية البريطنية تعد من أكبر الوحدات العائمة المتخصصة في رصد وضعية البحر، من حيث الملوحة، الطقس، العمق، وغيرها· ومنها إنجاز وتحيين الخرائط البحرية ذات الاستغلال العسكري والمدني، مشيرا إلى أن السفينة البريطانية أش 87 تعد حديثه النشأة، فقد تم صنعها في 2 جانفي 2001 وتم استغلالها لأول مرة في 2003، وهي مجهزة بمعدات متطورة كالرادارات والكاميرات ومختلف أجهزة القياس في البحر، وباستطاعة السفينة المذكورة العمل في البحر لمدة 330 يوما، ويمكن أن تستغل في إزالة الألغام البحرية· وقال المقدم ديفايري أن البحرية الجزائرية تمتلك سفينتين هيدروغرافيتين، منها وحدة "الإدريسي" التي يقوم طاقمها المتكون بالمصلحة الهيدروغرافية بتمنفوست، بإنجاز الخرائط البحرية وتحيينها دوريا وتسليمها إلى الجهات المسؤولة، وأن هذه المصلحة توفر معلومات هامة عن وضعية البحر، وتحديد مناطق تواجد الأسماك·· وغيرها، مؤكدا أن للبحرية الجزائرية خبرة في مجال إعداد الخرائط البحرية التي لا تستطيع عدة قطاعات العمل بدونها· وحسب المصدر فإنه لولا وجود المصلحة المذكورة لكانت الجزائر تتحصل على الخرائط البحرية بالعملة الصعبة، مما يؤكد أن البحرية الجزائر ية التي صارت محل اهتمام نظيراتها بالدول المتقدمة، تستقطب مختلف الشركاء في الميدان البحري، لاسيما وأن الجزائر التي تمتلك ساحلا بطول 1200 كلم وتعتبر بوابة إفريقيا، لايمكن إغفال دورها في البحر خاصة في الوقت الراهن الذي تسعى مختلف المنظمات الإقليمية والدولية لتشكيل أحلاف وتكتلات لمحاربة آفات العصر العابرة للقارات· للتذكير ، فإن الأميرال البريطاني إيان مونكراف كان قد زار الجزائر في ديسمبر 2007، وتحادث مع المسؤولين السامين في البحرية الوطنية·