تبدي البحرية الملكية البريطانية اهتماماً كبيراً بالتعاون العسكري مع القوات البحرية الجزائرية، التي تلعب دوراً محورياً في حوض البحر الأبيض المتوسط، بفضل أسطولها وكفاءاتها، وفي هذا الإطار رست أمس للمرة السابعة سفينة حربية بريطانية بميناء الجزائر، وذلك لتوثيق عرى التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات بين البحريتين، حيث أبدى قائد الفرقاطة وطاقمه سروره بتواجده بالجزائر. رست أمس بميناء الجزائر الفرقاطة البريطانية ''أش. أم. أس لونكاستر أف ''229 في توقف غير رسمي يدوم يومين، ويندرج هذا التوقف حسبما أوضحه رئيس خلية الاتصال لقيادة القوات البحرية بالنيابة الرائد محمد قدور في إطار تعزيز ديناميكية التعاون العسكري الثنائي بين الجيش الوطني الشعبي ممثلا في القوات البحرية وبحرية المملكة المتحدة البريطانية. وعقب رسو الفرقاطة بميناء الجزائر قام قائدها العقيد روري بريان بزيارة مجاملة إلى قائد الواجهة البحرية الوسطى العميد قلمامي محمد، حيث تجاذبا أطراف الحديث عن مجال البحرية والعلاقات الوطيدة التي تربط البحريتين، وأبدى ممثل البحرية البريطانية ارتياحه لتقاليد الضيافة الجزائرية، والدبلوماسية العالية التي لمسها لدى الإطارات السامية في البحرية الجزائرية. وفي هذا الإطار، حضر ممثلو الصحافة الوطنية جانباً من اللقاء الذي تبادل فيه المسؤولان الهدايا وتحادثا حول المجال البحري، وحتى الرياضي، وفي هذا الإطار جرت أمس مقابلة في كرة القدم بين طاقم البحريتين في إطار برنامج ثقافي يضم أيضاً زيارة إلى المتحف المركزي للجيش. وتأتي هذه الزيارة في وقت اتضح فيه للعالم أنه لا بد من التنسيق بين الدول الساحلية لمواجهة التحديات البحرية التي لم تعد في منأى منها أي دولة، والمتمثلة في التهريب والإرهاب والهجرة غير الشرعية والقرصنة، علماً أن الجزائر حاضرة في كل المحافل الدولية والإقليمية باقتراحاتها ودعمها لكل مسعى يتعلق بتوفير الأمن البحري. وأكد الرائد محمد قدور أن البحرية الجزائرية تربطها علاقات متينة بنظيراتها في حوض المتوسط أو غيرها في العالم ومنها البحرية البريطانية، وأن مثل هذه اللقاءات من شأنها أن تمكن الطرفين من تبادل الخبرات والمعلومات، وتعد هذه الزيارة فرصة أخرى للطرفين لتحيين المعلومات والخبرات. للإشارة فإن الفرقاطة البريطانية التي دخلت الخدمة في الفاتح من ماي 1992 يبلغ طولها 133 متراً وعرضها 2,16 متر ووزنها 3500 طن، كما يقدر الجزء العائم منها ب 2,7 أمتار وذات سرعة تصل إلى 28 عقدة بحرية وتضم الفرقاطة 17 ضابطا و57 ضابط صف بحري وكذا111 بحاراً، وتحمل على متنها صواريخ سطح- سطح ومدفعيات ذات عيارات مختلفة ضد أهداف جوية ولديها أنظمة أسلحة ضد أهداف تحت مائية وتحمل على متنها مروحية من نوع لانكس.