طالب باحثون جزائريون السلطات بالبلاد الاهتمام واستغلال نتائج البحوث التي أجرتها الجامعة الجزائرية والمتعلقة بالخرسانة ودميموتها معبرين عن حسرتهم إزاء اللجوء غير المبرر في كل مرة إلى الخبرات الأجنبية وتجاهل ما تنتجه الجامعة من بحوث ونتائج ذات جودة. وأكد هؤلاء على ضرورة الاهتمام بالمعايير المعمول بها عالميا في مجال الخرسانة لاسيما معيار الديمومة غير المعمول به تماما في الجزائر رغم أهميته القصوى في مجال البناء. وأوضحت الأستاذة الباحثة في مجال الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بباب الزوار على هامش أشغال المؤتمر الدولي الثاني لتكنولوجية وديمومة الخرسانة المنظم بذات الجامعة أن من الضروري الإسراع وعدم تضييع المزيد من الوقت من أجل تطوير وتفعيل العلاقات والتنسيق بين الجامعات ومختلف مخابر البحث العلمي والقطاع الاقتصادي. وأكدت المتحدثة أن الخرسانة مادة أساسية في البناء في الجزائر كما في العالم أجمع إذ يقال أن استهلاك الخرسانة يأتي في الدرجة الثانية بعد استهلاك الماء وقبل استهلاك الخبز مشيرة إلى أن نوعية وجودة الخرسانة مهمة للغاية بالنسبة للجزائر التي تشهد مشاريع كبيرة في البناء وتتوفر على كميات ضخمة من هذه المادة. إلا أنه حسب الباحثة خرشي المشكل القائم في الجزائر هو أن الجانب المادي للخرسانة لم تعط له أهمية على الرغم من أهميته بل كل الاهتمام ينصب حول الجانب الهيكلي والخارجي للبناء والحقيقة -تضيف المتحدثة- هو أنه إذا كان اختيار المواد ناقصا وخاليا من الجودة فإن الاهتمام بالهيكل وحده لا يعطي نتائج مرضية بل في النهاية نحصل على بنايات متصدعة ومشوهة مع ما تحمله من أخطار على الناس. وتضيف المتحدثة أن هدف المؤتمر الذي ينعقد بعد 10 سنوات من الغياب هو إقناع السلطات بأهمية الخرسانة وبأنها مادة تدرس وتجسد بشأنها أبحاث وبأن الجانب التكنولوجي للمادة يتمثل في كيفية صنعها ومزجها واستعمالها وأن معيار ديمومة الخرسانة مع الزمن هو الهدف الأساسي المراهن عليه عبر العالم كي نجعل من عمر البناية يدوم سنوات طويلة وحتى القرن. ولم تخف الخبيرة بالمناسبة خيبتها من اللجوء إلى الخبرات الكندية أو الألمانية أو غيرها دون الخبير الجزائري المعترف به حتى في الخارج، مؤكدة أن الأجنبي لا يقدم ما يمكن أن يقدمه الخبير الجزائري المطلع على معطيات بلاده خاصة وأن كل منطقة في الجزائر لها خصائصها. ''على السلطات أن تعلم أن هناك بحوثا خرجت بنتائج جيدة وأن تثق بها والابتعاد عن التشكيك في الكفاءات الجزائرية التي تثبت نفسها في الخارج كلما شاركت في اللقاءات والمؤتمرات. وتدوم أشغال المؤتمر الدولي الثاني لتكنولوجية وديمومة الخرسانة الذي افتتح أمس بجامعة هواري بومدين ثلاثة أيام، حيث يجمع أساتذة باحثين ومختصين جزائريين وأجانب لعرض ومناقشة الأبحاث والدراسات القيمة التي تتعلق بكل أنواع الخرسانة العادية والحديثة وكذا تقييم الوضع الراهن في هذا المجال على أن يخرج المشاركون بتوصيات هامة تتضمن اقتراحات هامة في الموضوع.