المجلس الإسلامي الأعلى ووزارة الشؤون الدينية يتكفلان بطبع تراث الإمام قال الدكتور بوعمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أنه لم يكن يعرف شخصية الإمام محمد بن يلس بالشكل العميق، وأنه تدارك الأمر مع تنظيم الملتقى الدولي الأول للشيخ بن يلس، حيث نبه إلى ضرورة إبراز هذه الشخصية الوطنية التي ساهمت في نشر الوعي وأصول الدين واللغة العربية في أوج اشتداد بطش الاحتلال الفرنسي بالهوية الجزائرية. وسيقوم المجلس الإسلامي الأعلى بطبع مجموعة من كتب الإمام المربي محمد بن يلس الذي قال فيه خلال افتتاح الملتقى الدولي الأول، أمس، بقصر الثقافة إمامة بتلمسان، ''أنه من الأوائل الذين هاجروا إلى بلاد الشام وبالتحديد إلى دمشق وأسس هناك الزاوية الصمادية لتعليم فقه الشريعة وأصول الدين''. وستساهم كل من وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف وبعض المتبرعين في طبع ونشر كل ما جمع من تراث الإمام. من جهته، كشف رئيس الملتقى وحفيد الشيخ أن الملتقى نظم بمناسبة الذكرى المئوية لهجرة جده إلى دمشق، إذ أنه منذ مئة عام (1911) شاءت الأقدار والاستدمار الفرنسي مع سن قوانين جائرة لسلب حرية المعتقد والدين للجزائريين أن جاءت الفتوى المشهورة لسيدي محمد بن يلس سنة 1911 لتوجب الهجرة فرارا ببدنهم وحفاظا على أولادهم من الضياع، فكانت هجرة جماعية وهي الثالثة والأخيرة للشيخ بن يلس، وقد كانت بينها عدة هجرات وكلها إلى بلاد الشام وخاصة إلى دمشق. فقد شارك في الهجرة الأخيرة، حسب الوثائق ما بين 420 إلى 800 عائلة من تلمسان إلى دمشق. وأكد نائب رئيس الملتقى ومنسقه العام الدكتورعبد الرزاق جعلوك أن فكرة تنظيم الملتقى جاءت من رغبة كانت في نفس الإمام محمد بن يلس التلمسانيالدمشقي في أن تخلد آثاره وتدون في كتاب، إلا أن كل ما كتِبَ عنه في تلمسان، كان عبارة عن ديوان صغير جمعه وطبعه ونشره صهره الحاج مصطفى العشعاشي، والذي بلغ عدد صفحاته (من الحجم المتوسط) (44) صفحة. وأضاف المتحدث أن أحفاد الإمام عملوا قبل سنتين على تحقيق أمنية ورغبة جدهم الإمام محمد بن يلس التلمسانيالدمشقي، وانبهر بما وجده لديهم ومما أحضروه له من دمشق الشام وغيرها، وقال لهم أن تراث هذا الإمام لا يمكن جمعه في كتاب بل في سلسلة مجلدات واقترح أن تكون هناك سلسلة في أجزاء دعواها (السيرة اليلسية) يشارك في إعدادها جميع أحفاده، ويقوم بتنسيقها معهم، وقد برمج في بداية الأمر سبعَة أجزاءَ منها. وتعهدت وزارة الشؤون الدينية بطبع ونشر (04) أجزاء من السلسلة، كما تعهد المجلس الإسلامي الأعلى بطبع ونشر جزأين، ومازال الكثير من الوثائق والمخطوطات بحاجة إلى بحث وتصنيف وتحقيق، وآخرها كان ما تركه المرحوم حفيد الإمام شهاب الدين. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك