أعلن عبد الحق الغافور، نجل الحاج محمد الغافور، أوّل أمس بتلمسان، أنّ والده اعتزل الغناء ليترك موروثه الفني لفرقة ''أحباب الحاج الغافور''، وذلك خلال تكريمه كأحد رموز الموسيقى والأغنية الأندلسية بمناسبة افتتاح الدورة الثالثة للمهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الأندلسية بقصر الثقافة إمامة بعاصمة الزيانيين. وقال الغافور الابن إنّ والده في حالة صحية مستقرة، وقد اعتذر عن حضور حفل الافتتاح والتكريم وقد كلّفه بالحضور نيابة عنه، واستلم عبد الحق الغافور شهادة التكريم من السيد نور الدين لرجان، ممثل وزيرة الثقافة، ومحافظ المهرجان السيد عبد الحميد بلبليدية. وكان الحاج محمد الغافور قد بدأ يبتعد عن الساحة الفنية شيئا فشيئا لما انخرط في السياسة، حيث يعدّ عضوا في المجلس الشعبي الولائي لولاية تلمسان عن حزب جبهة التحرير الوطني، وبالنسبة لمساره الفني فهو حافل بالمحطات التي كلّلت مشواره بالنجاح، إذ يعتبر قطبا هاما من أقطاب الأغنية الأندلسية من خلال سعيه للحفاظ عليها. والحاج محمد الغافور من مواليد 05 مارس 1930 بندرومة ولاية تلمسان، من عائلة متواضعة، درس الطور الابتدائي إلى مستوى السنة السادسة إذ كان أبوه نسّاجا فطلب منه المعونة وباشر العمل مع عمّه الذي كان مولعا بالفن فتعلّم على يده ثم تتلمذ على يد عدة شيوخ منهم سي إدريس رحال، الشيخ عبورة والشيخ النقاش وغيرهم، وعمره آنذاك لم يتجاوز ال 18 سنة. بعد الاستقلال؛ ترأس جوقا وشارك في عدّة مهرجانات وطنية، حيث تحصّل على الجائزة الأولى سنة 1967 بأداء قصيدة ''ولفي مريم'' لصاحبها الشيخ قدور بن عاشور الندرومي، ومن ثم ذاع صيته داخل الوطن وخارجه وشارك في مهرجانات دولية في فرنسا، إيطاليا، تونس والمغرب، وكان يحيي حفلات الرؤساء والملوك القادمين إلى الجزائر. وبالعودة إلى فعاليات افتتاح الطبعة الثالثة للمهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية التي أشرف على افتتاحها رسميا السيد نور الدين لرجان، الذي قرأ كلمة الافتتاح نيابة عن وزيرة الثقافة، أكّدت فيها أنّ المهرجانات الثقافية هي الفضاءات المثلى لاحتكاك الفنانين والباحثين المغاربيين بهدف التبادل وتأصيل الأحلام والآمال المشتركة، خاصة وأنّ الفن قادر على تمتين وشائج التقارب ومدّ جسور التواصل والتلاحم بين الفرق والجمعيات الثقافية الحاملة للواء المحافظة على هذا التراث الموسيقي الثري. وأكّدت الوزيرة أنّ الوصاية لن تدخر جهدا في رصد الإمكانيات المتاحة وتوفير الظروف الملائمة لاستمرارية هذه التظاهرات الفنية الهادفة فحسب، بل أكثر من ذلك؛ بالعمل على مراقبتها بالبحث والتدوين والترويج لها بمختلف الوسائل لتمثيلها أكثر، خاصة في الوسط الشباني الذي تراه قادرا على تحمل مسؤولية استمرارها والدفع بها قدما نحو مستقبل مشرق، وخصّت بالذكر الاستمرار في خدمة الموسيقى الأندلسية للترويج لها في المحافل الدولية على أعلى المستويات من أجل تلميع صورة الشعوب المغاربية ومقامها الرفيع. وأحيا حفل الافتتاح الذي شهد حضورا ضعيفا للجمهور، فرقة أحباب الحاج محمد الغافور، وبعدها جوق سمير تومي. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان دليلة مالك