أكد وزير التضامن الوطني السعيد بركات، أول أمس، لدى إشرافه على تدشين الصالون الوطني لإنجازات الأشخاص ذوي الإعاقة برياض الفتح على أنّ فسح المجال لإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل خطوة ضرورية لتحرير هذه الفئة من الإعاقة ودفعها لفرض نفسها بمشاريع تسهم في تزويد السوق بالمنتجات المطلوبة، فضلا عن امتصاص البطالة. وأضاف الوزير خلال ندوة صحفية على هامش التظاهرة التي تمتد على مدار ثلاثة أيام، أنّ مساعدة المعاقين على الاستثمار في مشاريع خاصة يعد السبيل الأمثل لتحقيق إدماج مهني واجتماعي يغني عن انتظار المنحة، معتبرا الصالون بمثابة خطوة مشجعة أظهرت قدرات هذه الشريحة، التي تبدأ من الحرف البسيطة لتصل إلى مهنة المحاماة. كما تطرق المتحدث إلى مختلف المجهودات المبذولة في إطار تحسين الوضع المعيشي لفئة المعاقين، لافتا الانتباه إلى أن اليوم العالمي للمعاقين المصادف ل3 ديسمبر من كل سنة يعد محطة مهمة لإبراز انشغالات ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يشكل التأقلم مع الإعاقة المحور الرئيسي لهذا العام، والذي يتوقف تجسيده على رفع التحديات الكفيلة بالتحرر من العوائق التي تحول دون استغلال المهارات والرقي بالأداء المهني لذوي الإعاقة. وذكر المسؤول الأوّل عن قطاع التضامن الوطني بالمناسبة بالخطوات التي قامت بها الجزائر في مجال ترقية حقوق المعاقين بدءا بالمصادقة على الاتفاقيات الدولية الخاصة بهذه الشريحة، مرورا بسن قانون حماية وترقية حقوق المعاقين، وانتهاء بالتعليمة الوزارية المشتركة التي تهدف إلى تسهيل المسار المعيشي للمعاقين، منها ما يتعلق بالسكنات والممرات وغيرها من المرافق الضرورية لتمكين أفراد هذه الفئة من العيش بكرامة. وبهذا الخصوص، أشار الدكتور السعيد بركات إلى أنّ التعليمة تفرض في سجل الأعباء التزام القائمين على مشاريع البناء بتهيئة بنايات تراعي الظروف الصحية للمعاقين. وكانت التظاهرة التي جمعت 80 عارضا من مختلف ولايات الوطن فرصة لتوقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر والمركز الوطني لتكوين الموظفين المتخصصين، لتكوين مرافقين لذوي الاحتياجات الخاصة في مجال القرض تحت إشراف إطارات، ومنه تفعيل مهام إدماج المعوقين في الحياة المهنية على مستوى مختلف ولايات الوطن. الجدير بالذكر أنّ العروض التي قدمها المعاقون خلال الصالون تنوعت بين منتجات الحرف التقليدية والمهن العصرية، علما أنّ بعضها تعود لأصحاب مشاريع خاصة وأخرى تعود إلى جمعيات تهتم بهذه الفئة، وهي في العموم صورة واضحة عن قدرات ومواهب تحدت الإعاقة لتفرض نفسها في عالم الشغل وفي المجتمع ككل.