تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، استضاف اتحاد الكتاب الجزائريين دورة الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، والندوة المرافقة »معالم الحداثة في الأدب الجزائري المعاصر« والتي تم خلال افتتاحها يوم أمس بقاعة ''الموقار'' تكريم الشاعر الجزائري أبو القاسم خمّار بدرع اتحاد الكتاب الجزائريين والروائي المصري الأمين العام لاتحاد كتاب العرب محمد سلماوي بحضور الوفود العربية المشاركة. استهل افتتاح الدورة الأستاذ يوسف رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين مرحبا بالوفود المشاركة التي مثلت 16 دولة عربية، واستعرض مراحل الأدب الجزائري منذ أبوليوس صاحب رائعة ''الحمار الذهبي'' إلى يوبا الثاني الأديب الملك إلى بكر بن حماد التهارتي إلى كاتب ياسين ومالك حداد والطاهر وطار وبن هدوقة، وأبوالقاسم خمار، موضحا في ذات الوقت أن الأدب الجزائري المعاصر تكرّس لتأسيس التواصل الحقيقي العابر للحدود حيث أنه لا حدود بين الضمائر... كما أشار رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين للمرحلة الراهنة التي يعيشها الوطن العربي، مؤكدا أن العمل على بلورة المعرفة ينبغي أن يكون مشروعا يقوم على الإيمان وحرية الفكر والتعبير لاعتماد الأمة على أبنائها من خلال تقليح الأفكار الناشرة للفكر العربي الحر. أما رئيس اتحاد كتاب العراق، فقد رحب هو الآخر بالوفود المشاركة والتي اجتمعت في وطن المليون شهيد الذي يعد مثالا للرجولة والبطولة والرغبة لمواصلة النضال لغاية الانتصار، وأعرب رئيس اتحاد الكتاب العراقيين عن سعادته والوفد المرافق بالمشاركة في ندوة »معالم الحداثة في الأدب الجزائري المعاصر« وذلك من خلال تقديم ثلاث أوراق نقدية في مجال السرديات. كما أكد رئيس اتحاد الكتاب العراقيين على استقلالية الاتحاد وأنه مع العدالة والمساواة واالتحولات التي يشهدها العالم العربي، ما على المثقف إلا أن يتفتح على الشارع ويتحمل هو الآخر هذا الدور من خلال منظور مستقبلي. كما اقترح رئيس اتحاد الكتاب العراقيين استضافة الدورة القادمة للمكتب الدائم بالعراق. أما الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، الدكتور محمد سلماوي، فقد رحب بالوفود المشاركة، معتبرا أن هذه الدورة ليست كبقية الدورات السابقة لأنها جاءت في ظرف يشهد فيه الوطن العربي صحوة مثل الصحوة التي تم تفجيرها في خمسينيات القرن الماضي من أجل التحرر من الاستعمار، واليوم هذه الصحوة هي صحوة الديمقراطية والحرية. وأضاف أمين اتحاد الكتاب العرب ''أننا نجتمع اليوم والشعب العربي يصر على الحرية والديمقراطية والحياة والكرامة الانسانية''. وأضاف رئيس اتحاد الكتاب المصريين محمد سلماوي أن الاسلام هو صانع الديمقراطية، والرسول (ص) لم يورث الحكم لأقاربه وإنما كانت هناك البيعة بإرادة أبناء الأمة، ففي الوقت الذي كان الغرب يرزح تحت نظرية الحق الإلاهي للملوك كان المسلمون يختارون من يتولى أمرهم. وأضاف أمين اتحاد الكتاب العرب أن مكان الأديب اليوم هو في مقدمة الصراع والتحولات لأن الشعارات التي رفعت هي الحرية والديمقراطية، وهذه الشعارات هي التي دافع عنها أجيال من الأدباء والكتاب وضحّوا من أجلها بجسيم التضحيات. وبعد كلمة الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب بدأت مراسم الاحتفال بتكريم الشاعر الجزائري ابو القاسم خمار بدرع اتحاد الكتاب الجزائريين سلمه له الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، ثم تم تكريم أمين اتحاد الكتاب والأدباء العرب بدرع اتحاد الكتاب الجزائريين تسلمه من قبل رئيس الاتحاد مع برنوس جزائري،لترفع جلسة الافتتاح بهذا التكريم.واستمرت أشغال ندوة »معالم الحداثة في الأدب الجزائري المعاصر« مساء أول أمس بقاعة المحاضرات بفندق السفير بمحاضرات ومداخلات كل من الدكتور عثمان بدري جامعة الجزائر ''بنية المناظرة وإشكالية التنافي في رواية كتاب الأمير'' لوسيني الأعرج، فاضل ثامر من العراق ''أنثى السراب'' بوصفها لعبة ميتا- سردية، الطيب بدربالة ''تحولات الشخصية في النص السردي الروائي الجديد''، وغيرها من التدخلات، حيث تستمر أشغال هذه الندوة ليوم الغد الذي يوافق الخامس من ديسمبر الجاري.