أشرف وزير التجارة والجمارك التركي السيد حياتي يزدجي أوغلو، أمس، على افتتاح الطبعة الأولى لمعرض الجزائر للمنتجات التركية المنظم بالتنسيق بين الغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة وغرفة التجارة باسطنبول، وذلك بغرض استقطاب رجال أعمال أتراك للاستثمار في السوق الجزائرية التي تعتبر واعدة بسبب عدم تضررها من الأزمة المالية، وبالمناسبة دعا الوزير التركي الشركاء الأتراك إلى بذل مجهودات للفوز بالعديد من الصفقات وإبرام عقود شراكة مع نظرائهم الجزائريين في جميع المجالات. الطبعة الأولى للمعرض التي نظمت تحت شعار ''ماض، مستقبل'' استقطبت أكثر من 134 عارضا من عدة قطاعات على غرار التغليف، الصناعات الغذائية التحويلية، الصناعات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الكيماوية بالإضافة إلى عدة قطاعات أخرى ينوي أصحابها دخول السوق الوطنية. وتنوي غرفة التجارة لاسطنبول من خلال المعرض إعطاء دفعة جديدة للعلاقات والمبادلات التجارية التي لم ترق بعد لحجم تطلعات مسؤولي البلدين، خاصة إذا علمنا أن حجم المبادلات لا يتعدي سقف 5,1 مليار دولار سنة ,2010 وهو الرقم الذي تنوي السلطات التركية مضاعفته مستقبلا من خلال نقل العديد من الاستثمارات للسوق الجزائرية طامحة في تنفيذ اتفاقيات الشراكة المبرمة ما بين الدولتين شهر أوت .2006 وحسب تصريح وزير التجارة والجمارك السيد حياتي يزدجي أوغلو فإن اللقاء يعد حدثا هاما بالنسبة للطرف التركي الذي يبحث تنويع علاقاته التجارية مع الأسواق المغربية ككل والجزائر بشكل خاص بسبب عدم تضررها من الأزمة المالية، وتنوع مجالات الشراكة في جميع القطاعات علما أن النسب المرتفعة لنمو الاقتصاد العالمي مرتكزة في الأسواق الأسيوية والإفريقية بشكل خاص، وعليه تراهن السلطات التركية على السوق الجزائرية لخلق فرص شراكة وتنويع استثماراتها. وبخصوص التواجد التركي بالجزائر، أشار إلى تسجيل استقرار 146 مؤسسة تركية تنشط في العديد من المجالات أهمها قطاع الأشغال العمومية والبناء، حيث ارتفعت قيمة الاستثمارات التركية إلى 5 ملايير دولار، ويتم حاليا إنجاز مصنع للحديد والصلب بولاية وهران بالشراكة مع مستثمرين جزائريين بغرض فتح أكثر من 4 آلاف منصب شغل واستثمار تركي يزيد عن 500 مليون دولار، حيث تتوقع تركيا انطلاق عملية الإنتاج بالمصنع الجديد بعد 18 شهرا على أكثر تقدير. وتحت شعار ''نحن، الأتراك والجزائريون لدينا تاريخ مشترك، ثقافات وحضارات مشتركة'' تنوي غرفة التجارة لاسطنبول تطوير علاقاتها مع نظيرتها الجزائرية من خلال تنظيم لقاءات عمل ما بين رجال الأعمال خلال فعاليات المعرض الذي سيدوم إلى غاية 6 ديسمبر الجاري. وفي تصريح له أكد رئيس الغرفة التركية أن المستثمرين الأتراك مدركون لأهمية اختيار السوق الجزائرية لاستثمار أموالهم، وهم عازمون على رفع طاقات الإنتاج الجزائرية في عدة قطاعات، من خلال توفير الدعم المالي والتقني والخبرة المرجوة للنهوض بالاقتصاد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعد العمود الفقري للاقتصاد التركي. من جهته، أكد رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة السيد طاهر خليل أن الجزائر عازمة على النهوض بالقطاع الصناعي والتجاري مشيرا إلى المخطط الخماسي للتنمية المحلية الذي فتح المجال للشراكة مع الأجانب في جميع المجالات، مع الحرص على رفع طاقات الإنتاج بما يخدم طلبات السوق الوطنية. ويذكر أن المعرض المقام بالجناح المركزي بقصر المعارض والذي خصصت له مساحة 15 ألف متر مكعب شهد إقبالا كبيرا من طرف الزوار، بالمقابل تم تنظيم نشاطات ثقافية عديدة مع دعوة العديد من الوجوه الفنية التركية التي شاركت في العديد من الأعمال السينمائية المعروضة عبر القنوات الفضائية.