كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى،أمس، عن نجاح التجربة الكورية في مجال تطوير الزراعات وإدماج التكنولوجيات الحديثة للرفع من طاقات الإنتاج، مشيرا إلى النتائج الإيجابية المحققة بعد نجاح مخبر تحسين بذور البطاطا بولاية تيارت وترقب نجاح مخبر البحث الزراعي الذي دشن أمس بمقر معهد البحث الزراعي بالتنسيق مع مؤسسة كوريا للبرامج الزراعية العالمية ''كوبيا'' والإدارة الكورية للتنمية الريفية ''أر، دي، أ''، وهو ما يسمح مستقبلا باختيار أحسن أصناف البذور من للقمح والشعير، بالإضافة إلى تعميم تجربة البيوت البلاستيكية الكورية التي تشتغل بالطاقة الشمسية وتسمح بإنتاج مختلف أنواع الخضر الطازجة طوال السنة. كما أبدى وزير القطاع خلال مراسيم التدشين اهتمامه، بتجربة كوريا الجنوبية في مجال تطوير الزراعات مع الحرص على الحفاظ على الطابع الطبيعي للمنتجات الفلاحية دون اللجوء إلى التعديل الجيني، مشيرا إلى أن الجزائر تتوقع الكثير من شراكتها مع كوريا في المجال الفلاحي من خلال نقل الخبرات والتجارب للإطارات الجزائرية، وهو ما تم لمسه عبر مخبر تيارت لتحسين بذور البطاطا الذي انطلق في العمل منذ مدة لضمان توفير بذور مختلف أنواع البطاطا التي تتأقلم مع المناخ الجاف والشبه الجاف للعديد من المناطق الفلاحية الجزائرية. وبخصوص المخبر الجديد، أكد الوزير أنه سيكون حلقة هامة في بعث علاقات الشراكة ما بين الدولتين خاصة وأن كوريا أخذت على عاتقها تكلفة المشروع ككل الذي يدخل في إطار نشاط إدارة كوريا للتنمية الريفية التي فتحت لغاية اليوم 15 مركزا للبحث الزراعي عبر العديد من الدول السائرة في طريق النمو، وستستفيد الجزائر من البحوث والتجارب الكورية لتطوير مردود إنتاج القمح والشعير مع إمكانية توسيع عملهم إلى باقي الفروع، من جهة أخرى أبدى الوزير اهتمامه بالتجربة الكورية في مجال إنتاج البيوت البلاستيكية واستعمال الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة، مع تعميم تجربة المحاصيل الزراعية المائية مثل الأرز. وبالمناسبة أكد سفير كوريا الجنوبية بالجزائر السيد شوا سونغ جو اهتمام السلطات الكورية بشراكتها مع الجزائر، مشيرا إلى أن حجر أساس المركز وضع شهر ديسمبر 2010 ليتم تسليم المشروع يوم 4 ديسمبر الجاري، وهو وقت قياسي في الانجاز سهرت السفارة بالتنسيق مع مركز ''كوبيا'' على تنفيذه، علما أن سفارة كوريا ستحتفل هذا الشهر بالسنة 5 منذ التوقيع على الشراكة الاستراتيجية بين البليدين سنة 2006 بين رئيسي البلدين، الأمر الذي سمح بمضاعفة حجم المبادلات التجارية التي بلغت 10 ملايين دولار، حيث تصدر كوريا الجنوبية العديد من المنتجات الكهرومنزلية والسيارات نظير البترول والغاز الجزائري. من جهة أخرى، أعلن السفير عن تنظيم زيارة لوفد من الخبراء الكوريين منتصف الشهر الجاري لولاية ادرار للمشاركة في تطوير الزراعة الصحراوية مستقبلا بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة بالمنطقة، واستغل السيد شوا فرصة مشاركته في احتفال التدشين للتذكير بتاريخ كوريا التي استطاعت أن تبني اقتصادها من الصفر، لتبلغ المرتبة ال 11 عالميا في مجال الاقتصاد، وهاهي اليوم تمد يد المساعدة للدول السائرة في طريق النمو لتحقيق الأمن الغذائي ونقل المعارف والخبرات الكورية لإطاراتها. من جهته، سيعمل معهد البحث الزراعي على إشراك الفلاحين الجزائريين للاستفادة من الخبرات الكورية في مجال عصرنة تقنيات الإنتاج واختيار البذور الجديدة التي ستزيد من مردود ونوعية الإنتاج مستقبلا.