يؤكد مختصون في المجال الفلاحي، أن تقنية التحكم في إنتاج بذور البطاطا بالجزائر لا يتطلب أموالا طائلة بقدر الهالة التي تحدثها أزمة وفرة منتوج البطاطا بالسوق الوطنية، حيث أن القضاء على أزمة توفير المنتوج يتطلب إيفاد تقنيين في المجال الفلاحي للتكوين في مجال إنتاج بذور البطاطس بالمخابر، وأن العملية تتطلب تكنولوجيات حديثة تستعملها الدول المصدرة لهذه المادة• على صعيد متصل، أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، أول أمس، أنه سيتم التحكم في سلسلة إنتاج بذور البطاطا خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة بفضل المخابر الأربعة المختصة المتوفرة بالجزائر حتى تكون لنا في المستقبل استقلالية في إنتاج البذور• وأوضح بن عيسى، على هامش تدشينه لمخبر تحسين وإنتاج بذور البطاطا ببلدية السبعين بتيارت الذي يضاف إلى المخابر الثلاثة المتواجدة في كل من سطيف، سيدي بلعباس وسطاولي، أنه ''من خلال هذه المخابر الأربعة نتحكم حاليا في الجيل ''صفر'' من إنتاج البذور، وستكون لدينا في المستقبل أجيال أخرى من البذور، في انتظار إبرام شراكة مع البيرو باعتبارها البلد الأصلي للبطاطا، ولها عدة أنواع من بذور هذا المنتوج''، مشددا على أهمية التكوين واستفادة الإطارات من هذه التجارب حتى يتم التحكم في كل مراحل أجيال إنتاج بذور البطاطس ومنتوجات فلاحية أخرى• ومن جهتهما، أكد كل من سفيري جمهوريتي البيرو وكوريا بالجزائر، على اهتمام بلديهما بتطوير الشراكة مع الجزائر، حيث قال سفير جمهورية كوريا في هذا الصدد: ''الأهم في نقل التكنولوجيا للجزائر ونحن مستعدون لإنجاز رخصة نقل التكنولوجيا في مجال إنتاج بذور البطاطا''• للإشارة، كلف هذا المخبر الهام الواقع بالمحطة التابعة للمعهد الوطني للمحاصيل الحقلية، والذي أنجز في إطار الشراكة الجزائرية-الكورية استثمار قدره 8,1 مليون دولار، وسيمكن حسب الشروحات المقدمة للوزير من إنتاج سنويا 10600 طن من بذور البطاطا من أنواع ''ديزيري'' و''سبيراتا'' و''شوباك'' وهو ما يمثل نسبة 10 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية• كما سيساهم هذا المخبر، الذي أنجز في ظرف ثلاث سنوات، بالشراكة بين المعهد الوطني للبحث الفلاحي وهيئات وطنية أخرى، ووكالة التعاون الدولي الكورية ''كواكا'' في تطوير إنتاج البذور المحسنة وأصناف جديدة مع تخفيض أسعار إنتاجها• وسيرافق الخبراء الكوريون الفنيين والمهندسين الجزائريين العاملين بالمخبر لمدة سنتين من مرحلة الإنتاج قصد ضمان التكوين للإطارات الجزائرية• للتذكير، فإن مصادر مطلعة أكدت أن إمكانيات الجزائر من حيث توفرها على أكبر مساحة لزراعة البطاطا إفريقيا، تمكنها من أن تتحول إلى دولة مصدرة لهذه المادة، غير أن غياب الإرادة التي يقف وراءها بارونات الاستيراد، المستفيدة من أزمة توفر المنتوج هي من جعلت الهيئات المعنية تلجأ في كل مرة إلى تقديم تبريرات عن التهاب أسعار هذه المادة الأساسية، تارة بين قانون العرض والطلب وأخرى بفترات الإنتاج وبالظروف المناخية، دون أن تلجأ إلى قطع دابر الأزمة بإنجاز مخابر مختصة في إنتاج أنواع البذور•