استفاد القطاع الفلاحي بمخبر جديد لإنتاج بذور البطاطا في إطار الشراكة بين الجزائر وكوريا يهدف إلى تحسين نوعية بذور البطاطا المستعملة مما يسمح مستقبلا بتخفيض فاتورة استيراد البذور من الخارج وهو ما يجعل الإنتاج الوطني في مأمن من الندرة مستقبلا، ويتوقع أن يتم فتح مخبرين بكل من اسطاوالي بولاية الجزائر وآخر بسيدي بلعباس وهو ما سيساهم في استقلالية الجزائر من ناحية البذور من التبعية إلى الخارج. وقد دشن، أول أمس، وزير الفلاحة والتنمية الريفية أول مخبر جزائري بالشراكة مع كوريا في مجال إنتاج بذور البطاطا بولاية تيارت، حيث تم اختيار الولاية على أساس مردودها الانتاجي السنوي من منتوج البطاطا، وقد تم اختيار بلدية السبعين لاحتضان مقر المخبر الجديد الذي يعتبر انجازا هاما للقطاع كونه سيلبي حصة معتبرة من احتياجات السوق الوطنية من بذور البطاطا. ويشرف على إنتاج البذور الجديدة التي سيتم تزويد الفلاحين بها ابتداء من موسم الحرث والبذر القادم مجموعة من المهندسين الذين تلقوا تكوينا خاصا في الجانبين النظري والتطبيقي بكوريا، حيث استفاد 8 مهندسين جزائريين من تدريبات تقنية في مجال استخدام احدث التقنيات في إنتاج البذور منهم مهندسين تم توجيههم لتخصص استغلال التكنولوجيات الحديثة في مجال إنتاج البذور، في حين تم تدريب أربعة مهندسين آخرين على تقنيات الإنتاج داخل المخبر من خلال استعمال مجموعة من التجهيزات المخبرية والتركيز أكثر على الماء، في حين تخصص مهندسان اثنان في تقنيات زراعة الأنسجة. وقد أكد المهندسون الجزائريون في الميدان قدرتهم على التحكم أكثر في مجال إنتاج البذور داخل المخبر من دون تعديلها جينيا، بعد أن تدربوا على احدث التقنيات ونجحوا في تطبيقها مخبريا بتنسيق مع خبراء كوريين، سيكون من مهام الموظفين الجدد بالمخبر بالإضافة إلى اختيار أحسن البذور في مجال إنتاج البطاطا، استعمال التكنولوجيات الحديثة في مجال العلاجات المتصلة بالزراعات المائية وزراعة أنسجة البطاطا، بالإضافة إلى تكوين خبراء ومهندسين في المستقبل على هذه التقنيات خاصة تقنيات زراعة الأنسجة. وبغرض تجربة البذور الجديدة، فقد تم اختيار عدد من الحقول التي تتوفر على معايير فنية محددة يتم من خلالها زراعة أولى البذور المنتجة مخبريا بهدف إنتاج بذور عالية الجودة وخالية من الآفات والأمراض الشائعة التي تصيب المحصول، وهي البذور التي ستكون مطابقة للمعايير الدولية ومنها ما يمكن بلوغ مستويات قياسية في إنتاج البطاطا ذات نوعية عالية، ولم لا توفير حصص للتصدير بعد بلوغ الاكتفاء الذاتي من المنتوج الذي يعتبر من المنتجات واسعة الاستهلاك. ويصف المختصون في القطاع المخبر بالمكسب الهام للفلاحين والمستهلك الجزائري على العموم، من منطلق انه سيساهم في مواكبة تطور التكنولوجيات الحديثة في المجال الزراعي بما يخدم التنمية المحلية واهتمامات الحكومة الجزائرية التي سطرت برامج ثرية لسياسة التجديد الفلاحي الرامية إلى تطوير مهنة الفلاحة وتوجيهها إلى الاحترافية من خلال إدخال تقنيات العصرنة والمعدات الزراعية الحديثة في مختلف الشعب الفلاحية. وعن اختيار شعبة البطاطا، أشارت مصادر من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أن المنتوج يعد مادة ضرورية وبعد تذبذبات الإنتاج في السابق والتي دفعت بالوزارة إلى استيراد كميات معتبرة من الخارج، تم دراسة إمكانية تكثيف الإنتاج المحلي من خلال توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية مع الرجوع إلى التحكم في إنتاج البذور التي يتم استيراد أكثر من 50 بالمائة منها من الخارج والتي غالبا ما تكون ذات نوعية متوسطة حيث لا يمكن الحصول على أكثر من غلتين في السنة، لذلك تم التفكير في فتح عدد من المخابر مهمتها دراسة وإنتاج نوعيات جيدة من البذور من خلال استعمال احدث التكنولوجيات الحديثة، وتندرج هذه الخطوة الجديدة من طرف الوزارة في إطار تحفيز وتحمل الحكومة لتكاليف اقتناء البذور والشتلات وإعادة إنتاجها لرفع حصة الإنتاج الوطني. وما يوجب تذكيره هو أن المخبر الجديد في انتظار فتح مخبرين من نفس الحجم الأول بالجزائر بمنطقة سطاوالى والثاني بولاية سيدي بلعباس سيسمح بتحسين العرض في مجال بذور البطاطا بنسبة 10 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية وهو ما سيضمن إنتاجا يكفي لتوفير إمدادات للسوق المحلية وتلبية الطلبات طيلة أيام السنة، كما سيكون لإنتاج البذور محليا انعكاسات ايجابية على الأسعار، وفرصة للجزائر لتحضير التوجه إلى الأسواق العالمية سواء من ناحية البذور أو الإنتاج الذي سيتم تنويعه حسب الأصناف وهو ما سيقلل من نقاط الضعف الوراثية.